الظّاهر أن وصول المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، دفع بعدد من اللاعبين الدوليين إلى مراجعة مستقبلهم الكروي مع أنديتهم، والأمر يتعلق باللاعبين الذين يتعرّضون للتهميش في الفرق التي يلعبون لها، في صورة الحارس وهاب مبولحي الذي بات مجبرا على البحث عن فريق جديد يلعب له عوض البقاء مع "سيسكا صوفيا" البلغاري، بالإضافة إلى صخرة دفاع المنتخب كارل مجاني رجل مباراة بوركينافاسو الأخيرة، والذي لا تختلف وضعيته عن وضعية مبولحي مع فريقه اليوناني "أولمبياكوس". وضعيته باتت تقلقه ويقرّر تغيير الأجواء من أجل "المونديال" مجاني الذي تنقل الصائفة الماضية من نادي "موناكو" الفرنسي مباشرة بعد صعوده إلى نادي "أولمبياكوس" اليوناني، باتت وضعيته مع هذا الفريق تقلقه كثيرا لاسيما أنه بات لا يدخل ضمن مخطّطات مدرّبه، الذي يفضل عليه مدافعين آخرين تاركا إياه في كلّ مرة إما على مقعد البدلاء أو خارج القائمة، ما جعل صخرة دفاع "الخضر" يقرّر تغيير الأجواء والتّحول نحو ناد آخر في بطولة أخرى، سيحصل عبر بوابته على فرص اللعب التي كان يحصل عليها بانتظام مع كل الأندية التي حمل ألوانها من قبل، ويحافظ أيضا على مكانته ركيزة من ركائز المنتخب الوطني قبيل "المونديال"، ويدرك مجاني جيّدا أن البقاء مع "أولمبياكوس" وتحمّل البقاء على مقعد البدلاء، سيكلّفه تراجع لياقته البدنية ومكانته في المنتخب قبيل محفل كروي عالمي لا يرغب اللاعب تضييع المشاركة فيه، مثله مثل سائر اللاعبين الآخرين للمنتخب الوطني. في اليونان لن يضحوا بمدافعيهم الدوليين لذلك يصرّ على الرحيل وكان مجاني، حسب مصادرنا، يعتزم مواصلة الصبر والعمل، لعلّ مدربه يغيّر رأيه ويمنحه فرصته بانتظام كما كان عليه الحال يوم حلّ جديدا على هذا الفريق، غير أنّه أدرك أن مدرّبه لن يفرّط في لاعبي محور الدفاع ولا الوسط الدفاعي، بما أنهم دوليون يونانيون وتمنح لهم الأولوية للعب على حساب لاعب أجنبي لاسيما أن منتخب اليونان بلغ هو الآخر "مونديال" البرازيل، ما يوحي أن مجاني لن تتاح له الفرصة كما يريد خلال الأشهر الستة المتبقية، وهو سبب آخر زاده إصرارا ورغبة في تغيير الأجواء نحو ناد آخر في بطولة أخرى. العروض لا تنقصه وسيختار الأفضل وتفيد مصادرنا أن مجاني لا تنقصه العروض كما جرت العادة، حيث بات محل اهتمام عدّة أندية أعجبت بما يقدمه المدافع السابق لنادي موناكو مع المنتخب الوطني الجزائري، خاصة في لقاءي الذهاب والإياب أمام بوركينافاسو اللذين حظيا بمتابعة الفرق التي تريد ضمّه إلى صفوفها، وأي فريق مكان هذه الفرق سيسارع إلى جلبه بالنظر إلى المستوى الراقي الذي قدّمه مجاني سواء ذهابا عندما سجّل هدفا من بين الثنائية التي سجّلتها الجزائر، أو في العودة عندما قطع الطريق إلى مرمى زماموش عن كلّ مهاجمي بوركينافاسو. أندية فرنسية وناديان من إيطاليا تريده وحسب المصادر ذاتها فإن اللاعب وبنسبة كبيرة قد يعود إلى البطولة الفرنسية بما أنه يملك عروضا عدة من هناك، كما أنه يملك عرضين آخرين من البطولة الإيطالية وعرضا من البطولة التركية، غير أن اللاعب يميل إلى البطولة الفرنسية التي يعرفها جيدا بحكم السنوات الطويلة التي قضاها هناك في القسمين الثاني والأول، وتضيف مصادرنا أن ثلاثة عروض من التي تلقاها رسمية وتنتظر منه أن يختار الفريق الذي سيلعب له على أن يتم التفاوض على رحيله مع مسؤولي "أولمبياكوس"، الذين لن يقفوا في طريقه بما أنهم لا يوظفونه في تعداد فريقهم من جهة وبما أن اللاعب قرر الرحيل من جهة ثانية. "مونبيلييه" عاد للاهتمام به ولا تستبعد مصادرنا أن يكون نادي "مونبييله" الفرنسي واحدا من الأندية، الراغبة في ضم مجاني خلال فترة التحويلات الشتوية المقبلة، لأن هذا النادي سبق له أن تقدم بعرض لضم الدولي الجزائري، غير أن الاتصالات حينها لم تتقدم معه، ويبدو أنه عاد للاهتمام به وهو طرح يعزّزه وجود ممثلين عن نادي مونبيلييه في المدرجات الشرفية، خلال المباراة الفاصلة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره البوركينابي الثلاثاء الماضي، فيمكن جدا أن يكون ذلك من أجل أفضل لاعب في تلك المباراة. سيفرض نفسه مثلما فعل في موناكو الموسم الماضي وسيكون بإمكان مجاني أن يفرض نفسه في أي فريق ينضم له مثلما فعل من قبل لدى التحاقه بنادي موناكو، حيث ترك اللاعب ناديه "أجاكسيو" الناشط آنذاك في القسم الأول والتحق سريعا بنادي موناكو من القسم الثاني من البطولة الفرنسية، ونجح في المساهمة في عودته إلى مصاف الكبار بالقسم الأول تحت إشراف الإيطالي "رانييري" الذي اعترف آنذاك بقوته وإمكاناته الدفاعية، وهو مرشح لتكرار التجربة مع أي فريق آخر بعدما يتخلص من كابوس "أولمبياكوس" خلال "الميركاتو" المقبل. يتدرّب بجدّية للحفاظ على لياقته ولا مشكلة بينه وبين مسؤولي ناديه ويواصل مجاني التدريبات في الوقت الحالي مع فريقه "أولمبياكوس" حفاظا على لياقته البدنية، لعل يقحم في بعض المباريات التي تنتظر فريقه مثلا هذا الأسبوع لحساب رابطة الأبطال الأوروبية والبطولة اليونانية، إلى غاية حسم الأمور بخصوص وجهته مع افتتاح سوق الانتقالات الشتوية، وبخصوص المشكلة التي تحدّث عنها الإعلام اليوناني عن عودته المتأخرة إلى اليونان واستياء مسؤولي فريقه منه، بلغنا أن اللاعب التقى المسيرين وشرح لهم سبب تأخره، ولم يتعرض لأي عقوبة بعدما تفهم اليونانيون موقفه وهم الذين عاشوا مثله فرحة تأهل منتخب بلادهم إلى "المونديال".