كما توقعه الكثيرون، وخاصة عشاق اللونين الأخضر والأصفر، إستطاعت الشبيبة القبائلية أن تزيح من طريقها أول أمس النادي الإفريقي التونسي من الدور التمهيدي الثاني من منافسة كأس رابطة الأبطال الإفريقية في عرينها بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو.. في مباراة ستكون بشهادة كل من تابعها الإنطلاقة الحقيقية لزملاء القائد ربيع مفتاح إلى تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية، وعلى جميع الأصعدة، بما أن كل اللاعبين الذين تحدثنا إليهم بعد المباراة، أكدوا أن شهيتهم أصبحت مفتوحة الآن حتى يبرهنوا على أن شبيبة القبائل بتاريخها وعراقتها تستحق دائما الأفضل في كل المنافسات التي تشارك فيها، لاسيما الإفريقية. عودة الأنصار القوية “قاست بزّاف” اللاعبين وأول ملاحظة يجب الوقوف عندها، هي كلام اللاعبين معنا بعد نهاية اللقاء واشتراكهم على أن العديد منهم “لحمهم شوّك” عندما شاهدوا مدرّجات ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو ممتلئة عن آخرها، وهنا فقط-أضاف زملاء أوصالح- عقدوا العزم على التضحية أكثر على أرضية الميدان من أجل إهدائهم التأهل مهما كان الثمن، كما اعتبروا غزو القبائل للملعب بمثابة دين لن يقدر تأهلهم على حساب النادي الإفريقي على تسديده، والكل عازم على مواصلة المشوار بالعزيمة والرجولة نفسها التي ظهروا بها أمام الضيف التونسي أول أمس والذي يعتبر رسالة تهديد إلى جميع المنافسين أن القبائل عائدون هذا الموسم. أين هم الذين قالوا إن الشبيبة لعبت أمام “R 8“ في الذهاب!؟ كما أصرّ مسيرو نادي جرجرة على تمرير رسالة مهمة إلى بعض الأطراف التي قالت إن الشبيبة واجهت”8r “ في مباراة الذهاب التي جرت في العاصمة التونسية، حيث قطع زملاء عودية ألسنة تلك الأطراف إلى الأبد رغم نقصهم عدديا مدة ساعة كاملة بعد طرد يحيى شريف، وبرهنت الشبيبة أن “الكبير” سيبقى كبيرا مهما تكالب عليه الجاحدون أوحاولوا التقليل من قيمته لأن النادي القبائلي عندما يواجه فريقا محترما ويحترم أبجديات اللعبة التي تقتضي الهجوم والدفاع دون خوف تؤدي مباريات كبيرة، على عكس لما يواجه فريقا فيه 11 مدافعا طيلة التسعين دقيقة. سيطرة بالطول والعرض وأشبال لوشانتر“ما تنفسوش” وكما كان عليه الحال، كانت الإرادة واللعب الرجولي أحد العوامل التي صنعت الفارق لصالح الشبيبة التي فرضت منطقها من البداية على أشبال المدرب الفرنسي “لوشانتر” الذين بدوا تائهين أمام الحملات الهجومية ل عودية وزملائه من بداية اللقاء والذين لم يتركوا أي مجال ل “التوانسة” من أجل تطوير طريقة لعبهم، بالإضافة إلى أنه من أصل ثلاث فرص خطيرة سنحت للنادي الإفريقي يوجد هناك إثنتان كانتا عن طريق الكرات الثابتة، ما يدل على أن أشبال لوشانتر “ما تنفسوش“ في المواجهة وعادوا من حيث أتوا وهم يجرّون أذيال الخيبة. هذه هي الشبيبة التي يريدها القبائل ودائما بخصوص الأنصار، فقد عبر أغلب الذين تحدثوا إلينا أنهم خرجوا راضين جدا بالأداء الطيّب الذي ظهر به زملاء الحارس حجاوي، الأمر الذي لم يشاهدوه من فترة طويلة، ما يدل على أن المدرب ڤيڤر أحدث الوثبة المعنوية التي كان ينتظرها منه كل المحيط القبائلي بعد أن تولى زمام العارضة الفنية، ويتمنى أنصار الشبيبة أن يكون أداء لاعبيهم أمس بمثابة البداية والإنطلاقة الفعلية، لأن الوجه الذي ظهرت به الشبيبة أمس هو صورتها الحقيقية-حسبهم- والتي يجب أن تستمر في باقي المواعيد. حجاوي كان في يومه ومنح الأمان ولا يمكن الحديث عن أداء لاعبي الشبيبة دون الحديث عن الدور المعنوي الكبير الذي لعبه الحارس حجاوي، فقد ظهرت خبرة ابن تلمسان الذي مباشرة وبعد أن وطأت قدماه أرضية الميدان رفقة اللاعبين، حتى بدأ بالإشارة بيديه إلا أنه من الضروري جدا أن يحضر “القلب” منذ صافرة الحكم الأولى إلى غاية نهاية التسعين دقيقة، وكان كل اللاعبين يصغون إليه، وكما كان متوقعا، فقد منح حجاوي الأمان لزملائه مع أول توزيعة من لاعب الإفريقي مهدي مرياح نحو طراوري لما انقض على الكرة بارتقاء رائع. دفاع من حديد...وفي البطولة والكأس يجب التأكيد كما أن الخط الخلفي القبائلي كان بالفعل صمّام الأمان الذي ساهم في الحفاظ على عذرية الشباك بعد هدف يحيى شريف، فلم يُشكل طراوري خطرا على بلكالام “اللّي حطو في الجيب” ، حيث عاد بلكالام إلى مستواه الحقيقي، فضلا عن كوليبالي الذي عرف كيف يلعب بالذكاء الذي طالب به المدرب “ڤيڤر” لاعبيه قبل اللقاء، بالإضافة إلى القائد الفذ ربيع مفتاح والظهير النشيط نسيم أوصالح اللذين دعّمهما زيتي فيما بعد، وبرهن هؤلاء في غياب بلعباس برشيش ونساخ أن دفاع الشبيبة من حديد، والتأكيد أضحى واجبا في البطولة والكأس مثما يتمنّاه كل الأنصار. تجّار، مروسي ودويشر تسيّدوا وسط الميدان كما يمكن القول إن خط وسط الميدان الذي تملكه الشبيبة هذا الموسم يتكون من لاعبين يمكن تصنيفهم من بين الأحسن في البطولة، حيث اقتنع الجميع أول أمس بالمبدأ الذي يقول إن الفريق الذي يستحوذ على وسط الميدان يخطو خطوة كبيرة من أجل الفوز، الأمر الذي شاهده الآلاف ممن تابعوا المباراة، فقد تسيّد دويشر تجار ومروسي عن جدارة خط وسط الميدان من بداية اللقاء إلى نهايته على حساب أرمادة النادي الإفريقي، وكان الثلاثي بمثابة القاعدة التي كانت تنطلق منها أغلب حملات الشبيبة الهجومية. يحيى شريف سم وشكّل رفقة الشرڤي ثنائيا من ذهب وبالرغم من أن تلقيه البطاقة الحمراء كان النقطة السوداء في المواجهة، بما أن النتيجة كانت ستكون أفضل لو بقي على أرضية الميدان، إلا أن يحيى شريف أدّى ما عليه في المواجهة، وكانت أغلب كراته تنتهي عند رأس أو قدم عودية أو يتعرض إلى العرقلة، وكان سما قاتلا في دفاع المنافس بتحركاته ومراوغاته، وأبدى رفقة زميله الشرڤي تفاهما كبيرا وكانا في أغلب الأحيان يقومان بعروض جميلة لاقت استحسان كل من تابع المواجهة وأصبحا يشكلان ثنائيا من ذهب. عودية القوة الضاربة والهجوم يُبشّر بالخير أما بالنسبة إلى عودية، فقد أدى أمام النادي الإفريقي إحدى أجمل مبارياته هذا الموسم، وأغلب الكرات العالية كانت من نصيبه، ما يدل على أن إبن الحراش أصبح القوة الضاربة في الفريق القبائلي، وسيُشكّل رفقة حميتي، عكوش، أزوكا الهجوم المرعب الذي يحلم به أنصار الشبيبة في المواعيد القادمة، وكل المؤشرات توحي أن مشكل الفعالية الذي كان يؤثر في نتائج الفريق الموسم الفارط زال نهائيا، وكل الآمال معلّقة على الرباعي سالف الذكر من أجل أن يعيد الأيام الزاهية للفريق. “ڤيڤر” عرف كيف يُحفّز لاعبيه ما بين الشوطين من جانب آخر، وبعد أن تلقى يحيى شريف البطاقة الحمراء، ظهرت خبرة السويسري الذي لم يشأ المغامرة بإخراج لاعب وإقحام مدافع، بل تصرف بحكمة تجاه الموقف واستطاع بلمسة سحرية لا يعرف سرها إلاّ هو أن يُعيد الأمور إلى طبيعتها، بل في الكثير من الأحيان كادت الشبيبة تضيف أهدافا أخرى بعد الفرص العديدة التي أتيحت للخط الأمامي. الشبيبة ستتعرّف اليوم على منافسها القادم وتحسبا للقاء القادم في إطار كأس رابطة أبطال إفريقيا، من المقرر أن تتعرف الشبيبة على منافسها اليوم، من خلال المواجهة التي ستجمع نادي بيترو أتليتيكو الأنغولي وضيفه الرجاء البيضاوي المغربي، والتي ستجري في العاصمة الأنغولية لواندا، ويجب الإشارة إلى أن الناديين سالفي الذكر افترقا على نتيجة التعادل في المغرب (1-1)، ومهمة الأشقاء المغاربة ستكون صعبة، لكن على الشبيبة أن لا تفكر في أي واحد منهما، لأن تحقيق المبتغى يقتضي الفوز على المتأهل منهما أيا كان لضمان التأهل إلى دور المجموعات الذي حدده حناشي كهدف. --------- حناشي: “سعادتي بما فعله أنصارنا أكبر من سعادتي بالتأهل” كان الرئيس القبائلي فرحا جدا بعد نهاية اللقاء واعتقدنا في البداية أنه أمر طبيعي وعادي، إلاّ أنه فاجأنا عندما عرفنا سبب سعادته.. حيث قال: “ماذا تريدونني أن أقول لكم وأنتم الذين شاهدتم الصور الرائعة التي صنعها أنصارنا فوق المدرجات!، اليوم فقط تأكدت أني لست الوحيد الذي يُدافع عن الشبيبة ويغار على ألوانها، بل هناك الآلاف مثلي ومن يريد التأكد من كلامي فما عليه إلا أن يعيد مشاهدة المواجهة ورؤية المؤازرة التي لقيها شبان الفريق من الأنصار، ما قام به هؤلاء يؤكد بأننا نملك جمهورا من ذهب.. أنا اليوم سعيد بقدوم أنصارنا بأعداد غفيرة وتحليهم بالاحترافية اللازمة أكثر من سعادتي بالتأهل الذي يبقى أجمل هدية نقدمه لهم”. “الشبيبة ستكون بخير إذا بقي أنصارنا يؤمنون بإمكانات هؤلاء الشبان” وواصل حناشي كلامه قائلا: “أؤكدها لكم اليوم، إذا بقي أنصارنا بهذا القدر من الإيمان بقدرات لاعبينا الشبان فلا أحد باستطاعته أن يوقفنا أو يؤثر في معنوياتنا فيما بقي من مشوار. ما كان ينقص لاعبينا هو التفاف الأنصار حولهم وهو ما تحقق أمام النادي الإفريقي وأتمنى أن يتواصل الأمر بالطريقة نفسها، من جهتي أطمئن الأنصار على أن الإدارة ستسهر على راحتهم في المدرجات من أجل أن يعودوا بقوة من جديد كما كان الحال سابقا”. “أعادوا إليّ العديد من الذكريات الغالية على قلبي” وأكد حناشي على نقطة مهمة عندما صرح قائلا: “أعرف أن أنصار فريقنا يفقهون أبجديات كرة القدم جيدا وهم يعرفون أننا نحاول في كل مرة أن نكون عند حسن تطلعاتهم بجلب أحسن اللاعبين. بالعودة إلى مباراة النادي الإفريقي أقول إن أنصارنا أعادوا إلى ذهني العديد من الذكريات الجميلة والغالية على قلبي كثيرا، خاصة تلك التي كانوا يصنعونها في مختلف خرجاتنا القارية الفارطة والتي أبدعوا فيها كثيرا”. “النادي الإفريقي إختبار جيد وواثق من بلوغ دور المجموعات” وعن منافس الشبيبة، صرح حناشي أنه ليس بالسهولة التي قد يتخيلها البعض وقال في هذا الشأن: “يجب أن نتفق على أن النادي الإفريقي كان منافسا من العيار الثقيل لأن الأمر يتعلق ببطل تونس الموسم الفارط والذي تدعم بلاعبين ممتازين هذا الموسم، على هذا الأساس أقول إن المواجهة كانت اختبارا جيدا لنا قبل التحديات التي تنتظرنا مستقبلا والحمد لله الذي وفقنا، خاصة أنها ستسمح لنا بمواجهة الفريق القادم في كأس رابطة الأبطال في أحسن الظروف. أنا واثق من أننا نستطيع الوصول إلى الهدف الذي حققناه هذا الموسم وهو بلوغ دور المجموعات”. “قلت لمسيّري الإفريقي في تونس إننا أحسن منكم مهما فعلتم” وعن الاستقبال الذي خصّص للنادي الإفريقي، صرح الرئيس حناشي: “سأكشف لكم بالضبط ما قلته للتونسيين في الإجتماع التقني الذي جمعنا بهم في تونس، حيث قلت لهم إننا أفضل منهم بكل المقاييس مهما فعلوا وسنخصص لهم إستقبالا كبيرا يليق بسمعتهم وهو ما حصل فعلا، حيث تأكدوا منه بأم أعينهم وهم يعرفون جيدا أننا نوفي بوعودنا دائما، لأن الذي يُعامل الشبيبة بنزاهة وحسن نية يلقى المصير نفسه في تيزي وزو ولكم أن تسألوا حتى الذين أساءوا إستقبالنا على ميادينهم”. “لهذا السبب أتمنّى مواجهة الرجاء البيضاوي” وعن المنافس الذي يراه الأفضل للفريق القبائلي في المواجهة القادمة، بين الرجاء البيضاوي المغربي ونادي بترو أتليتيكو الأنغولي، صرح حناشي قائلا: “المسألة ليست مسألة هوية ناد أو فريق، لأن الأمر في الأول والأخير يتعلق بمباراة في كرة القدم، لكن ما يمكنني قوله هو إن تفضيلنا مواجهة الرجاء البيضاوي يعود لرغبتنا في أن نقتصد بعض الأموال وهذه حقيقة، لأن السفر إلى أنغولا وأدغال إفريقيا بشكل عام يُثقل كاهلنا، بالإضافة إلى أننا نعرف الرجاء البيضاوي ويعرفنا جيدا وبإمكاننا أن نؤدي مباراة قوية أمامه”. “الآن سنركّز على ما ينتظرنا في البطولة والكأس” وفي الأخير صرح حناشي قائلا: “يجب أن نستعد الآن جيدا للكثير من الأمور، لعل أبرزها استرجاع الأنفاس بالشكل اللازم، كما أن هناك مباراة في إطار البطولة هذا الثلاثاء أمام العلمة، يجب التركيز عليها جيدا، بالإضافة إلى كل هذا فمن الضروري أن نستعد لمباراة الكأس كذلك أمام عنابة، في مشوار أراه ماراطونيا بكل المقاييس”. “ڤعبوط” يعترف أن الشبيبة لم تسرق الفوز كان المناصر الوفي للنادي الإفريقي، ڤعبوط، من أشدّ المتأثرين بعد نهاية اللقاء، حيث بقي مدهوشا على الطريقة التي خرج بها فريقه المحبوب من المنافسة أمام القبائل، وهو الذي كان يعلق آمالا عريضة على زملاء بوجلبان من أجل العودة إلى “باب جديد” بورقة التأهل إلى الدور القادم، إلا أنه بالمقابل كان رياضيا واعترف أن الشبيبة لم تسرق الفوز واستحقته على طول الخط، ومتمنيا لها المزيد من التألق في المواعيد القادمة. “التوانسة” غادروا تيزي وزو بسلام من جانب آخر، كانت الإجراءات الأمنية مشدّدة جدا بعد نهاية اللقاء، وبعد أن بقي أنصار النادي الإفريقي ما يقارب 30 دقيقة في المدرّجات من أجل تجنب أيّ صدام محتمل بين الطرفين، خاصة بعد الإستفزازات التي قاموا بها برمي “الفيميجان” إلى أرضية الميدان، غادر هؤلاء على غرار كلّ الوفد التونسي المرافق لنادي العاصمة التونسية بسلام وفي هدوء، كما أشادوا كثيرا بالمجهودات الكبيرة التي قامت بها الإدارة القبائلية والتي سهرت على راحتهم منذ أن وطأت أقدامهم مطار هواري بومدين الدولي وصولا إلى تيزي وزو. تصرّفات أنصار النادي الإفريقي لن تؤثر أكّد لنا أحد أعضاء “الفاف” أثناء حديثنا معه على أنه لا توجد أي انعكاسات سلبية قد تضرّ الشبيبة أو تجعلها عرضة إلى عقوبات “الكاف” بعد التصرّفات الطائشة من طرف بعض أنصار النادي الإفريقي التونسي أثناء المباراة، بعد أن ألقوا العشرات من “الفيميجان” على أرضية الميدان. حيث يرى مسؤول “الفاف” أن محافظ اللقاء شاهد كلّ شيء بعينه ودوّن التقرير اللازم الذي يبرئ ذمة الشبيبة وأنصارها من أي اتهامات قد تجعلهم في فم مدفع لجنة الانضباط التابعة ل”الكاف”. صالح حناشي كان “مربوح” على القبائل عرف لقاء أول أمس حضور شقيق الرئيس محند شريف حناشي إلى الملعب ويتعلق الأمر بصالح، الذي سجل عودته إلى ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو بعد 10 سنوات كاملة من الغياب على حدّ تعبير أحد المسيرين، الذي اعتبر عودة شقيق المسؤول القبائلي الحالي وتزامنها مع تحقيق التأهل إلى الدور القادم، دليلا قاطعا على أن صالح حناشي “مربوح” على النادي وكان فأل خير على أشبال “ڤيڤر“، بما أنهم حققوا التأهل على حساب فريق قوي ومحترم وهو النادي الإفريقي التونسي. أكد أنه لاعب المهمات الصعبة...دويشر قلب الأسد ووزنه من ذهب كشفت مباراة أمس لاعبا لا يُمكن لأي مدرب قبائلي أن يستغني عن خدماته أو يُفرّط فيه مهما كانت الأسباب، إنه لعمارة دويشر القلب النابض للفريق ورئته، حيث أدى مباراة في القمّة حسب ڤيڤر، ووصفه أحد الأنصار بأنه “قلب الأسد”، الأمر الذي يجعله قطعة ذهبية يجب الحفاظ عليها أطول مدة. موجود في كل مكان وتفوّق في كل الصراعات ومن خلال الوجه الذي ظهر به دويشر أمام النادي الإفريقي التونسي، يمكن التأكد من عدة نقاط أبرزها التفوق الواضح الذي أبان عنه دويشر في الصراعات مع لاعبي وسط الميدان التونسيين ودون ارتكاب أخطاء إلا نادرا، بالإضافة إلى وجوده في مختلف أركان الملعب من أجل استرجاع الكرات والمساهمة في الهجمات، وتغطيته الجيدة لزميله مفتاح عندما يصعد إلى الهجوم. إنضباط داخل الميدان وخارجه ونضج تكتيكي في المستوى وما يمكن قوله في دويشر وبشهادة ڤيڤر، هو أن النضج التكتيكي الذي أصبح يتمتع به دويشر سمح له بالكشف عن لاعب سيكون قاعدة لعب الفريق القبائلي في المواعيد القادمة، كما أن الجميع يشهد ل دويشر أنه منضبط داخل الميدان وخارجه، والصرامة التي يتحلى بها ابن بني دوالة في عمله وتفانيه الدائم من أجل تشريف ألوان الشبيبة. آه لو مرت كرته الأخيرة ناحية أزوكا ولعل الانطلاقة الرائعة التي قام بها دويشر في نهاية اللقاء والتي أعلن الحكم الليبي بعدها نهاية اللقاء، دليل قاطع على أن دويشر “إيجي منو تاع الصح” ولمواسم عديدة، حيث انفلت مثل السهم انطلاقا من وسط الميدان مستغلا ثقل دفاع النادي التونسي، وقدم كرة لأزوكا الذي كان متحررا من كل رقابة إلا أنها اصطدمت بالمدافع الذي كان يراقبه، وعلى هذا الأساس تم إطلاق تسمية رجل المهمات الصعبة على دويشر بعد الذي قام به أول أمس. يتفاهم مع زملائه بأعين مغمضة وتجدر الإشارة إلى أن دويشر ليس من اللاعبين الذين يشترطون هوية اللاعب الذي يريد أن يلعب إلى جانبه، ما يدل على أنه يقوم بعمله وفقط وبكل إتقان، كما أن التفاهم الكبير الذي يبديه دويشر مع زملائه على غرار شريف الوزاني، مروسي وسعيدي دليل على أنه يناسب كل الخطط التكتيكية، بما أنه يتفاهم مع زملائه بأعين مغمضة. الشرڤي: “الخطأ كان غير مسموح أمام هذا الجمهور الرائع” في البداية، ما تعليقك على التأهل الأخير أمام النادي الإفريقي؟ لقد حققنا تأهلا في غاية الأهمية من الناحية المعنوية، وأكدنا أننا فعلا نستحق التأهل إلى الدور التمهيدي الثالث من هذه المنافسة، كما أننا قمنا بخطوة كبيرة نحو المرور إلى دور المجموعات الذي يعتبر هدفنا في هذه المنافسة، أراهن أنه بهذا المستوى الذي ظهرنا به أمام النادي الإفريقي فإننا لن نتوقف عند المشاركة فقط في دور المجموعات، وإنما سنحاول الذهاب إلى أبعد الحدود ونشرف الألوان القبائلية كما ينبغي، فعلا معنويات مرتفعة للغاية وهذا هو ردنا لمنتقدينا بعد لقاء الذهاب. كيف بدت لك تلك المباراة؟ المباراة كانت في غاية الصعوبة، وهذا أمر كان منتظرا بالنظر إلى نتيجة لقاء الذهاب التي كانت مفخخة، لكن إرادة اللاعبين كانت أقوى من كل شيء، حيث سيطرنا على مجريات اللقاء منذ الوهلة الأولى، ولم نسمح للمنافس بأن يتحرك كما يشاء، كما أن الهدف الذي سجلناه في الشوط الأول حررنا وجعلنا نلعب بأكثر حرية، ولم يخدم النادي الإفريقي الذي أصيب بخيبة أمل كبيرة وقطع الأمل في العودة في النتيجة... عموما كنا أحسن من المنافس من ناحية التمركز فوق الميدان والتنظيم بين اللاعبين. لكنكم ضيعتم فرصا كثيرة وكان بإمكانكم إنهاء اللقاء بنتيجة أثقل، ما رأيك؟ نعم لقد أهدرنا العديد من الفرص وكان بإمكاننا أن ننهي المباراة بنتيجة أثقل لو كنا أكثر فعالية، لكن كل ما كان يهمنا في هذه المواجهة هو تحقيق الفوز دون حسابات أخرى، الهدف حققناه والآن أصبحنا في الدور الثالث الذي يفصلنا عن دور المجموعات، علينا أن نحضر له كما ينبغي، لكن قبل ذلك تنتظرنا عدة مواجهات حاسمة أخرى في المنافسة المحلية يجب ألا نتجاهلها أيضا لأنها لا تقل أهمية عن مباراة المنافسة القارية. ألا ترى بأن وتيرة اللعب انخفضت مع خروج يحيى شريف؟ أكيد، وهذا أمر طبيعي لأننا كنا محرومين من لاعب متميز ويلعب في الخط الأمامي، كما أنه مسجل الهدف الوحيد في المباراة، لكن رغم ذلك فقد عرفنا كيف نسير المواجهة بعشرة لاعبين، وأثبتنا أن النادي الإفريقي ليس الفريق الوحيد الذي بإمكانه اللعب بتعداد منقوص، فرغم النقص العددي إلا أننا واصلنا الضغط وخلقنا بعض الفرص التي كادت تقتل المباراة نهائيا... سبق وأن قلت إننا كنا أكثر تنظيما في الميدان، وهذا ما جعلنا نتفوق على النادي الإفريقي الذي رغم إقصائه يبقى أحد أحسن الأندية في القارة السمراء. ما تعليقك على الجمهور الذي تنقل إلى الملعب وشجعكم حتى النهاية؟ لقد اشتقنا كثيرا إلى هذه الأجواء، ذلك الحضور الجماهيري حفزنا وجعلنا نبذل كل ما بوسعنا حتى نجعله يخرج من الملعب فرحا مبتهجا، الخطأ لم يكن مسموحا أمام ذلك الجمهور الرائع الذي تنقل إلى تيزي وزو من أجلنا، لأنه يعلم أننا كنا بحاجة ماسة إليه في هذه المباراة، كما أنه دائما عندما نلعب داخل الديار، نقطة قوتنا تكون الجمهور الذي لم يكف عن التشجيع والمساندة حتى آخر دقيقة، نحن نشكره كثيرا على ما قام به ونعده بالمزيد من الانتصارات. هل تفضل مواجهة الرجاء البيضاوي أمام النادي الأنغولي في الدور المقبل؟ من جهتي، أقول مرحبا بأي فريق يتأهل إلى هذا الدور، لا يمكننا اختيار المنافسين، وإنما علينا أن نجعل المنافس هو من يحسب لنا، لكن بالنظر فقط إلى المسافة أقول إننا نفضل التنقل إلى المغرب على أنغولا، لأن ذلك سيجعلنا نقوم بعملية الاسترجاع في وقت قصير. تنتظركم مباراة أمام مولودية العلمة في البطولة هذا الأسبوع، كيف ترى هذا اللقاء؟ لقاء العلمة سيكون مختلفا تماما عن منافسة رابطة أبطال إفريقيا، فالمعطيات كلها ستتغير، وإننا على دراية تامة بأن المهمة لن تكون سهلة في هذا التنقل، لكن بما أننا حققنا العديد من النتائج الإيجابية خارج القواعد، فأرى أنه بإمكاننا القيام بنفس الشيء في العلمة، حتى نتنقل إلى عنابة للعب مباراة الكأس بمعنويات مرتفعة. ثلاثي التحكيم الليبي الأهمّ حسب حناشي بعد نهاية اللقاء، كان كلّ إهتمام الرئيس القبائلي منصبا على الطريقة التي تضمن لثلاثي التحكيم الليبي الذي أدار المواجهة مغادرة الملعب نحو الفندق في أحسن الظروف، وحسب رأي حناشي فإن كل الأمور كان مُتحكما فيها، إلا أنه أراد أن يقف شخصيا على راحة الحكام بتوفير سيارتين لهم بالإضافة إلى محافظ اللقاء من أجل نقلهم إلى الفندق الذي يقيمون فيه إلى غاية مغادرتهم أرض الوطن والتي كانت مقرّرة أمس. ... والكلّ أشاد بطريقة تحكيمه كما بدّد ثلاثي التحكيم الليبي كلّ المخاوف التي كانت تسود لدى بعض الأنصار، على أن عامل الجوار وتشابه العادات والتقاليد بين التوانسة والليبين قد تجعل الرعي عادل ومساعديِِه يميلون إلى أشبال “لوشانتر” وكوكي، إلا أن طبيعة تحكيمهم للقاء برهنت عكس ذلك، وتحلّوا بنزاهة وجرأة وطبقوا القوانين بحذافيرها دون زيادة أو نقصان. “ڤيڤر“ يتفوّق على “لوشانتر” عرفت مواجة الشبيبة أمام النادي الإفريقي تفوّق المدرسة السويسرية الممثلة في “آلان ڤيڤر“ على نظيرتها الفرنسية الممثلة في “بيار لوشانتر”، على الرغم من أن التشكيك أو التقليل في قدرات مدرب اسمه “بيار لوشانتر” غير منطقي إطلاقا، وهو الذي كان وراء اكتشاف العديد من الأسماء البارزة الآن على الساحة الكروية العالمية، لمّا أشرف على منتخب الكاميرون سنة 2000 وتوّج معه باللقب الإفريقي بلاعبين كبار على غرار إيتو مبوما والآخرين... حناشي سيُكافئ لاعبيه أكد الرئيس القبائلي لأحد مقرّبيه أنه ليس من السهل على المجموعة الشابة التي يحوزها فريقه هذا الموسم أن تحقق التأهل على حساب ناد كان الموسم الفارط بطل تونس وزعيمها بكل المقاييس، وعلى هذا الأساس قرّر حناشي أن يُكافئ لاعبيه عرفانا منه على الإرادة الفولاذية التي تحلوا بها في المواجهة وتحقيقهم التأهل، بتخصيص منحة لهم، ومن جهة أخرى تشجيعا منه لأشباله على مواصلة المشوار بالعزيمة نفسها. “وان، تو، ثري.. فيفا لا لجيري”دوّت سماء تيزي وزو برهن أنصار الشبيبة على تعلقهم بكل ما يمّت للوطنية بصلة، حيث نهضت كلّ الجماهير القبائلية التي كانت حاضرة في الملعب من أجل ترديد شعار الجزائريين المشهور “وان، تو، ثري.. فيفا لا لجيري”، في صورة مؤثرة جدا جعلت حتى لاعبي الشبيبة محفزين كثيرا. الأنصار لاموا سعدان بسبب مفتاح تأكد أنصار الشبيبة أمس أن مكانة ربيع مفتاح مع “الخضر” لا نقاش فيها، حيث بدأوا في ترديد شعارات تنتقد المدرب الوطني سعدان وتطالبه بإعادة مدللهم إلى المنتخب الوطني. العودة إلى التدريبات أمسية اليوم استفاد لاعبو الشبيبة من راحة ليوم واحد أمس السبت منحها لهم المدرب “ألان ڤيڤر” ليسترجعوا لياقتهم البدنية بعد المجهود البدني الكبير الذي قدموه في اللقاء الأخير أمام النادي الإفريقي في إطار العودة من الدور التمهيدي الثاني لمنافسة رابطة أبطال إفريقيا، على أن يعود الجميع إلى أجواء التحضيرات بداية من ظهيرة اليوم استعدادا للبرنامج المكثف الذي ينتظر الشبيبة إلى غاية نهاية الأسبوع، حيث ينتظرها لقاءان مهمين أمام مولودية العلمة في إطار البطولة الوطنية هذا الثلاثاء، وأمام اتحاد عنابة في إطار منافسة كأس الجمهورية هذا الجمعة. موقع النادي الإسماعيلي المصري يتحدث عن تأهل الشبيبة تحدث الموقع الرسمي للنادي الإسماعيلي المصري عن تأهل شبيبة القبائل إلى الدور التمهيدي الثالث لمنافسة رابطة أبطال إفريقيا على حساب النادي الإفريقي معتبرا إياها أول المتأهلين في هذه المنافسة، وقد جاء في الموقع: “بات شبيبة القبائل الجزائري أول المتأهلين إلى دور ال 16 من منافسات بطولة دوري الأبطال الإفريقي وذلك بعد نجاحه في التغلب على النادي الإفريقي التونسي بهدف دون رد في إطار مباريات العودة من دور ال 32 من بطولة دوري الأبطال الإفريقي... وكانت مباراة الذهاب التي جمعت بين الفريقين بتونس قد إنتهت نتيجتها بالتعادل الإيجابي بينهما بهدف لكل فريق ليصعد فريق شبيبة القبائل بمجموعة المبارتين بنتيجة (2-1) ... وأحرز هدف اللقاء الوحيد اللاعب يحيى شريف سيد علي في الدقيقة ال 37 من زمن المباراة لتشتعل المدرجات في الجزائر ويصعد الفريق الجزائري بهذا الهدف الوحيد إلى منافسات دور ال32 من بطولة دوري الأبطال الإفريقي“. للإشارة فإن الموقع بث فيديو خاص بالهدف الذي سجله يحيى شريف في (د37) من المباراة. “طراوري” كان أشدّ المتأثرين كان المهاجم المالي “محمد طراوري” من أشدّ المتأثرين بعد نهاية مواجهة أول أمس، حيث بقي في أحد الأركان خارج غرف تغيير الملابس في الوقت الذي كان زملاؤه يستحمون، ولم يرفع رأسه لمدة طويلة، وكانت كل ملامحه تدلّ على أنه ندم ندما شديدا على اعتدائه بالمرفق على نسيم أوصالح الذي طُرد بسببه وقضى على أحلام زملائه في العودة في النتيجة، خاصة أنه كان الوحيد الذي كان يزعج بلكالام و”كوليبالي” بتحرّكاته وتوغلاته الخطيرة، بما أن المهاجم أمير العكروت كان ظلا لنفسه منذ أن عوّض أحد رفاقه مطلع الشوط الثاني. محاولة سمير باءت بالفشل بعد أن سجّل يحيى شريف هدف التقدّم والتأهل، كان حارس عتاد الشبيبة سمير أمام مقربة من مرمى حارس النادي الإفريقي، حيث كان “عليلو” متوجّها إلى الأنصار وهو يهمّ في نزع قميصه بما أن الفرحة أنسته أنه كان مهدّدا بالطرد في حال تلقيه لإنذار آخر، بعد الذي تلقاه عندما تدخل على أحد المدافعين “التوانسة”. حيث انقضّ حارس عتاد الشبيبة على يحيى شريف حتى يمنعه من نزع القميص إلا أن محاولته باءت بالفشل، لأن اللاعب واصل ركضه بسرعة كبيرة نحو مدرّجات المنعرج وهو نازع قميصه ليبادل أنصار الشبيبة الفرحة، الأمر الذي كلفه البطاقة الصفراء الثانية والتي تعني الطرد.