غادر ياسين براهيمي صبيحة أمس بلدة المنيعة بولاية غرداية التي يزورها للمرة الأولى منذ 6 سنوات، متجها إلى وهران لزيارة عائلية ثانية... قبل تحوّله إلى فرنسا ومن هناك إلى إسبانيا لاستئناف التّدريبات مع فريقه غرناطة، وكانت هذه الزيارة العائلية التي جاءت في فترة الرّاحة الأوربية قد قلبت سكون المدينة وجعلت من بيت عائلة براهيمي بحي العقيد عميروش مزاراً للجميع، لمن يريد أن يلتقط صورة للذكرى ومن يريد أن يلتقي بنجمه ومدله حامل دم أهل المنطقة ورافع لوائها وإن لم يولد بين أحيائها. كان بسيطا جدا و"قعدة الخيمة" أعجبته كثيرا وكان براهيمي ياسين خلال فترة إقامته في المنيعة والتي دامت 4 أيام، بسيطا للغاية، حيث فضّل أن يرتدي اللّباس التقليدي ويكون قريبا من عادات أهل المدينة، كما أنه كان يفضّل الجلوس على الأرض في "الخيمة" التي أعدت خصيصا لزيارته والوليمة التي أقيمت يوم أول أمس الخميس، وهي خيمة نصبت قرب بيت العائلة، مؤكدا أن هذه البساطة تعجبه كثيرا، لأنها هي الأصل، وأفضل من العادات الأوربية التي تركز على فنون "الإيتكيت" والتعامل. يصرّ على مخاطبة الجميع بالعربية رغم أنه لا يجيدها كما أنه وحسب ما أكده لنا أقرباؤه تحدّى نفسه وظل يتكلم باللغة العربية، رغم أنه لا يتقنها كثيرا، حيث فضل أن يتخلّى عن اللغة الفرنسية حتى يكون قريبا من أهله وأصدقاء العائلة ومواطني مدينة المنيعة الذين أغرقوه بحبهم وتعلقهم به، خاصة وأنه أظهر تواضعا كبيرا ظل حديث النّاس، حيث كان يحدث الشيوخ بعربية مكسّرة وغير مفهومة في بعض الأحيان، غير أنها جلبت له الاحترام، بينما أصرّ على تعلم اللغة العربية حتى يتكلم بها بشكل أفضل ومفهوم في زياراته المقبلة. حفظ أسماء أقاربه وجيرانه بسرعة واندمج في الأجواء وبدا أن ياسين براهيمي قد اندمج كثيرا في الأجواء بمدينة المنيعة، حيث أنه غادرها وهو متحسر لأن فترة بقائه لم تدم سوى 4 أيام، وكدليل على أنه انصهر في الأجواء أنه حفظ بصورة سريعة أسماء أقاربه وجيرانه وحتى بعض الذين كانوا يترددون باستمرار على البيت العائلي كل يوم، كما كان يتكلم إلى الأطفال الصغار وكل من يريد التقاط صورة معه للذكرى، ما جعل الكل يحترم اللاعب الذي ولد في باريس يوم 8 فيفري 1990 لأب من المنيعة وأم من القبائل. كرّم مساء الأربعاء في حاسي القارة من طرف أكثر من جهة وعرف فرع الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي (فورام) ببلدية حاسي القارة حفلا تكريميا بهيجا على شرف ياسين براهيمي مساء الأربعاء، ساهمت فيه الجمعية المذكورة بالإضافة إلى فريق رائد شباب بلدية المنيعة (rcbl) وهو فريق عريق بلغ عمره 60 سنة ويعتبر من الأندية العريقة في الجنوب الجزائري، وبحضور وجوه رياضية ومفكرين وكذلك أعيان من المدينة وسلطاتها، حيث كان نجم الحفل الذي كرّم فيه على تمثيله الجيد للمنطقة، بالإضافة إلى مناصرين ولاعبين سابقين في فريق المنيعة في أجواء رائعة. سلّم الفّائزين هداياهم مع شهادات شرفية عليها صورته كما قام ياسين براهيمي بتسليم جوائز رمزية للعديد من الفائزين فضلا عن شهادات شرفية عليها صورته الشخصية كتذكار لهؤلاء، في حفل حضر فيه رياضيون من المنطقة على غرار بطل الجزائر في مسابقة 400م حواجز رحماني ميلود والأخوين ميلود لعرج وإدريس لعرج، وهما بطلا الجزائر في 400م مستوية و200م على التوالي. مأدبة الخميس في البيت العائلي وأقامت عائلة براهيمي كما أشرنا إليه سابقاً مأدبة غداء يوم الخميس على شرف أكثر من 1000 شخص شرّفوا العائلة بالزيارة جاؤوا من كل حدب وصوب، فيما كانت عائلته قد ذبحت 7 كباش وجملا لهذه المناسبة السّعيدة المتمثلة في عودة براهيمي إلى مدينة أجداده، كما عرفت حضور سلطات المدينة بالإضافة إلى شيوخها من الأعيان، وكذا مواطنين آخرين فضلوا أن يحضروا المأدبة التي تناهى خبرها إلى أسماع الجميع بسرعة البرق على اعتبار أن سكان المدينة وإن توسعت لا زالوا يعرفون بعضهم البعض جيّدا. اندهش ل "البيت المفتوح" في كل وقت والحضور دون دعوة براهيمي صاحب التربية الأصيلة والشّاب الخلوق، لم ينزعج تماما وهو يتلقى كل دقيقة طلباً لالتقاط صورة، حتى أنه لم يتمكن من أن يتناول بعض المأكولات التقليدية على غرار "الكسكسي" دون أن يطلبه أحد، وقد أعجب جدا بالتضامن في الوليمة من خلال مساعدة الجيران والبعض في عملية توزيع الأكل على الضيوف وما أكثرهم، فضلا عن إشادته ب "البيت المفتوح"، حيث لم تكن تغلق أبواب منزل العائلة لأن الأكل كان متوفرا للضيوف في كل يوم منذ أن وصل في الساعات الأولى ليوم الثلاثاء الماضي، كما حضروا من دون دعوة وهو ما جعله يؤكد أنه يفضل كثيرا هذه الأجواء البسيطة للعيش. أكد للجميع: "أجواء المنيعة ببساطتها أفضل من أعياد الميلاد في باريس" وأكد لنا بعض أفراد عائلته يوم أمس أن مغادرة ياسين براهيمي للمدينة كانت بأسف، لأنه ألف الأجواء بسرعة وانصهر وسطها وأصبح يشعر أنها جزء من البلدة وسكانها وإن كان ذلك قد أنساه ضغط المباريات والتدريبات في أوربا، فإن هذا ما جعله يؤكد لأفراد العائلة أنه اختار المكان المناسب ليرتاح في المنيعة وسط العائلة، يغير الأجواء، ويبقى في جو لطيف بعيدا عن الصقيع والثلوج في باريس وإن كانت الأجواء مغرية بالنّسبة للبعض إذ لا يستغني بعض اللاعبين عن أجواء أعياد الميلاد، لكنه قال لهم بالحرف الواحد: "هنا في المنيعة بهذه البساطة أنا مرتاح أفضل من باريس وأجواء أعياد الميلاد بها". متزوج والوليمة بمثابة "معروف" وتقرّب من الله وفق العادات على صعيد آخر، وبخصوص وليمة يوم الخميس، فإن الحديث كان في أرجاء مدينة المنيعة على أنها تتعلق بحفل عقد قران براهيمي، ولكن والد ياسين عمي أحمد أكد أمام الجميع أن إبنه متزوج من قبل وهذه الوليمة ما هي إلا "إكرامية" أو ما يعرف محليا ب "المعروف" للتقرب من الله وشكره وفق عادات سكان المدينة، مشيرا إلى أنه كان يفترض أن يتم القيام ببعض الطقوس وفق عادات وتقاليد سكان مدينة المنيعة احتفالا بزواج إبنه في وقت سابق ولكن الوقت لم يكف. غادر وترك سكّان المنيعة يتكلمون عن أخلاقه وتواضعه وغادر ياسين براهيمي وقد ترك سكان مدينة المنيعة يتكلمون عن أخلاقه وهدوئه وبساطته وابتعاده عن الغرور على الرغم من كل الشهرة التي حقّقها وتصنيفه اليوم كواحد من أفضل المراوغين في العالم، براهيمي بالإضافة إلى كل هذا قام بالعديد من الأمور الخيرية ومنها اشتراء ملابس للفقراء وكذلك هدايا للفائزين في الدّورات الكروية، ومن المؤكد حسب أحد الصحفيين أن زيارته جاءت في الوقت المناسب كشخص ملتزم ومحترم لتبيّض أكثر صورة سكان المدينة بعد الأخبار السلبية التي انتشرت مؤخرا في الصحف. لم يكن يتخلّف عن صلاة الفجر في مسجد "عمر الفاروق" رغم التّعب من بين الأمور الأخرى التي لا زالت مصدر حديث سكان المنيعة، هو خروجه كل صباح لتأدية صلاة الفّجر بمسجد "عمر الفاروق" بوسط مدينة المنيعة على الرغم من التّعب وحاجته إلى الرّاحة، لأنه في عطلة، غير أن هذا الأمر لم يزده إلا إصرارا على أن يكون قريبا من الله ليحافظ على صلاته في وقتها والصلاة الأولى جماعة التي يعجز كثير ممن هم في راحة عن القيام بها. تمنى رؤية مصطفى دحلب وقد كان براهيمي يتمنى أن يلتقي مصطفى دحلب الذي كان من ضيوف المنيعة وأعطى موافقته على حضور حفل التكريم الذي جرى ببلدية حاسي القارة غير بعيد عن المنيعة مساء الأربعاء، ولكنه تخلّف في آخر لحظة، ويعرف جيدا ياسين براهيمي القيمة الفنّية لمصطفى دحلب كواحد من أفضل اللاعبين الذين مروا على فريق "باريس سان جرمان" الفرنسي، حيث يملك أخبارا جميلة عن "موموس" الذي هو واحد من أفضل 50 لاعبا مروا على الدوري الفرنسي. التلفزيون الجزائري أوفد بورويلة لتغطية تواجد براهيمي وأوفد التلفزيون الجزائري خلال الأيام الماضية رئيس القسم الرياضي ياسين بورويلة إلى المنيعة لأجل تغطية زيارة ياسين براهيمي في بلدة أجداده، من باب الاهتمام بلاعبي المنتخب الوطني رغم بعد المسافة، وقد حظي بورويلة بحفاوة كبيرة وهو وسط سكان المدينة كما قام بعمله مع عائلة اللاعب التي كانت أكثر من فرحة بعودة إبنها بعد غياب دام 6 سنوات وفق تقدير والده. غادر أمس باتجاه وهران أين يوجد بيت زوجته وكانت وجهة ياسين براهيمي يوم أمس وهران في زيارة عائلية أيضا، حيث علمنا أنه فضّل أن يزور البيت العائلي لزوجته في وهران (من أصول قبائلية)، وفضل أن يبقى هناك قبل أن يعود إلى باريس ومن ثم إلى إسبانيا ليبدأ التحضير للجزء الثاني من الموسم والذي سيكون طويلا للغاية لأنه سينتهي على الأقل يوم 26 جوان بلعب آخر مباراة في الدور الأول أمام روسيا، خاصة أنه في أفضل أحواله مع فريقه الإسباني ما يرشّحه ليتواجد في تشكيلة وحيد حليلوزيتش. مقربون منه يؤكدون أن مسؤولي إشبيلية على اتصال به مادمنا بصدد الحديث عنه، فقد كشف مقربون من اللاعب أنه في اتصال مستمر بفريق إشبيلية الذي يريد الاستفادة من خدماته بداية من هذا الشّتاء وأنه تلقى مكالمة في هذا الإطار من طرف شخص يمثل النادي الأندلسي، وليست هي المرة الأولى – إن ثبت الخبر – التي يبدي فيها مسؤولو هذا النادي اهتمامهم لأنه سبق لهم وأن رغبوا في ضمه الصيّف الماضي ولم يتمكنوا من الظفر بخدماته.