يعيش بيت باريس سان جرمان أجواء هي الأروع منذ بداية الموسم الحالي، فبعد الوصول لنهائي كأس الرابطة الفرنسية ووضع قدم ونصف في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وكذا الانفراد بصدارة الدوري بفارق خمس نقاط كاملة عن الوصيف موناكو، وكل هذا مع تقديم مستويات رفيعة شبيهة بلعبة الفيديو "فيفا 2014" حسب تشبيهات بعض الخبراء الفرنسيين، تمثلت الأخبار الجديدة الجيدة في عودة المهاجم الأوروغواياني إدينسون كافاني من الإصابة التي حرمته من اللعب لقرابة شهر، وأيضا انتفاضة الأرجنتيني إيزكييل لافيتزي وعودته للتألق بعد سبات عميق في أغلب فترات النصف الأول من الموسم الحالي، وهو شيء جاء في الوقت المناسب، بما أن الموسم الكروي وصل للمنعرج الحاسم. سجل هدفين وتسبب في آخرين خلال المواجهات الأخيرة وتبرز انتفاضة لافيتزي من خلال المستويات المبهرة التي قدمها في آخر ثلاث مباريات، فبعد آدائه الهزيل في نصف نهائي كأس الرابطة أمام نانت (2-1)، والذي كلفه الجلوس على دكة البدلاء في اللقاء الموالي أمام موناكو ضمن الدوري (1-1)، لعب صاحب 28 سنة ثلاث مباريات متتالية بصفة أساسية أمام كل من فالنسيان، باير ليفركوزن وتولوز، إذ سجل خلال المواجهتين الأولى والثالثة هدفين اثنين رفع بهما رصيده في الدوري المحلي إلى خمسة أهداف (أفضل من حصيلته طيلة الموسم الماضي)، وتسبب في حصول البياسجي على ركلتين جزائيتين (إحداهما في دوري الأبطال) سجلهما زلاتان إبراهيموفيتش، وهي الفعالية التي أراحت الطاقم الفني كثيرا. الكلاسيكو قد يمحو كل سقطاته وسيناريو رونالدينيو في الأذهان وفي ذات السياق، فإن تألق إيزكييل مؤخرا أتى قبيل الكلاسيكو أمام أولمبيك مرسيليا في "حديقة الأمراء" ليلة الأحد المقبل ضمن الجولة 27 من الدوري، وهو الموعد الذي ينتظره الباريسيون بفارغ الصبر ويتمنون أن يقدم لافيتزي مستوى مبهرا خلاله، وإن حصل ذلك فعلا وتزامن مع فوز كبير للنادي العاصمي، فإن الأنصار سيسامحون لاعب "التانغو" على كل مستوياته المخيبة بداية الموسم، وسيتصالحون معه فاتحين صفحة جديدة تماما كما جرى مع البرازيلي رونالدينيو سنة 2003، حيث أبعده المدرب لويس فيرنانديز لأسابيع بسبب تصرفاته الطائشة، ثم أعاده أساسيا بمناسبة الكلاسيكو الشهير في "فيلودروم" الذي فاز به البياسجي (3-0) مع هدف وتمريرة حاسمة من بطل العالم 2002 الذي سجل منذ ذلك الحين اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ البياسجي، ومازال الأنصار يتذكرون تألقه في ذلك الكلاسيكو ليومنا هذا. الثلاثي الناري الذي حلم به الباريسيون في طريقه للتشكل أخيرا من جهة أخرى، فإن مواصلة لاعب نابولي السابق لتقديم المستويات الرفيعة وعودة إدينسون كافاني من الإصابة وحفاظ زلاتان إبراهيموفيتش على فعاليته التهديفية هي عوامل قد تسمح للنادي الباريسي أخيرا بتشكيل ثلاثي الهجوم الناري الذي كان يحلم به كل أعضائه، فالمتابعون للبياسجي يتذكرون جيدا تصريح ليوناردو المدير الرياضي السابق الذي قال الصيف الماضي إن "لافيتزي، كافاني، إبراهيموفيتش" سيشكلون "أفضل ثلاثي هجوم على مستوى العالم"، لكن ذلك لم يحدث بداية الموسم بسبب المستويات المتردية لصاحب 28 سنة، غير أن انتفاضته الأخيرة قد تجعل الحلم حقيقة، في انتظار اتضاح الخبر اليقين في الفترة المقبلة.