بعد خمسة أيام من صمود تشيلسي أمام أتليتيكو مدريد بفضل حائط دفاعي قوي في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم يرى بريندان روجيرز مدرب ليفربول أن منافسه اللندني وضع "حافلتين" أمام مرماه في أنفيلد خلال مباراة الفريقين بالدوري الإنجليزي الممتاز أمس الأحد ... وربما لا يقدم مورينيو كرة القدم الممتعة التي تحبها الجماهير لكنه أثبت وبالدليل أنه يتمكن من التفوق عندما تتعلق الأمور بالمباريات الصعبة والقوية. وسبق ل مورينيو أن قاد انترناسيونالي للفوز على برشلونة وبايرن ميونيخ عند إحراز لقب دوري الأبطال 2010 رغم اعتماده على التكتل الدفاعي وأثبت هذا المدرب البرتغالي مرة أخرى أنه واقعي لأقصى درجة. وتلاعب ليفربول بمنافسيه في أنفيلد هذا الموسم وحقق 11 انتصارا متتاليا في المسابقة وكان على أعتاب إحراز لقبه الأول للدوري منذ 24 عاما لكن جماهيره كانت تشعر ببعض القلق من مواجهة تشيلسي. وحدث ما كانت تخشاه جماهير ليفربول بالفعل بعدما قضى الفريق المباراة كلها تقريبا يحاول اختراق الحائط الدفاعي لتشيلسي قبل أن يتلقى مرماه هدفين في نهاية كل شوط ويخسر 2-0. ولم يتمكن روجيرز من تقبل الأسلوب الخططي لتشيلسي وقال أن أي فريق قادر على إفساد اللعب بينما الأمر يستحق جهدا لإمتاع المشجعين. لكن هذا يختلف كثيرا مع رؤية مورينيو الذي ركض بحماس نحو خط الملعب عندما سجل ويليان الهدف الثاني وحسم فوز تشيلسي في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني. وعندما تولى مورينيو تدريب تشيلسي لأول مرة في 2004 أطلق على نفسه لقب "الرجل الاستثنائي" وقاد حينها الفريق لإحراز لقب الدوري مرتين رغم أنه لم يقدم كرة ممتعة في معظم الأحيان. وبعد العودة إلى تشيلسي قبل انطلاق الموسم الجاري أطلق مورينيو على نفسه لقب "الرجل السعيد"، وفي الواقع ظهر مورينيو في بعض الفترات وكأنه "الرجل الحزين" لكنه لم يهتم برأي الناس عنه بشكل يختلف مع رأي الجماهير المحبة له في ستامفورد بريدج. واعتاد مورينيو إثارة الجدل سواء عند وجوده في الملعب أو في المؤتمرات الصحفية حتى إنه سخر مؤخرا من أخطاء حكم ووجه له التهنئة على أدائه بعد خسارة تشيلسي أمام سندرلاند في مباراة أنهت تقريبا آماله في إحراز اللقب. ويكون الهدف من التصريحات الغريبة لمورينيو هي إبعاد الاهتمام بالعرض الضعيف للاعبيه. وبعد أيام قليلة من هذه الخسارة رد تشيلسي بعرض قوي في مدريد وتعادل بدون أهداف مع أتليتيكو ونال مورينيو أفضلية في الوصول إلى نهائي دوري الأبطال. وتحرك مورينيو بعد ذلك إلى هدفه التالي وأكد أن تشيلسي لا يملك فرصة في إحراز لقب الدوري الإنجليزي في ظل أن اهتمامه الأكبر سيكون بدوري الأبطال وأكد أنه سيدفع بالبدلاء أمام ليفربول. ونجحت خطة مورينيو بغض النظر عما قاله روجيرز عندما وصف تشيلسي بأنه دافع بستة لاعبين ووضح حافلتين كبيرتين أمام مرماه. لكن في المقابل يرى مورينيو الأمور بشكل مختلف. وقال مورينيو: "فاز الفريق الأفضل. بكل بساطة فاز الفريق الأفضل في رأيي، قدم الفريق أداء مبهرا. لقد تألق الجميع". وأضاف: "لعبنا بأسلوب دفاع المنطقة ولم نرتكب الأخطاء، يكون هذا الأسلوب أصعب من رقابة رجل لرجل، نجحنا في تغطية المساحات ورقابة المنافسين، هذا أداء رائع من كل اللاعبين". وتطرق مورينيو بحديثه إلى تفوقه ذهابا وإيابا على ليفربول ومانشستر سيتي المرشحين لإحراز اللقب هذا الموسم وقال: "يفوز فريق واحد فقط باللقب ولا نرغب في جائزة احتلال المركز الثالث لكن نستطيع القول إننا فزنا على البطل في المباراتين". وأضاف: "فزنا ذهابا وإيابا على ليفربول وفعلنا الأمر ذاته مع مانشستر سيتي ولذلك لا نهتم بمن سيحرز اللقب فقد فزنا على البطل مرتين". وبقي ليفربول في صدارة الدوري برصيد 80 نقطة من 36 مباراة متفوقا بنقطتين على تشيلسي الذي خاض العدد ذاته بينما يأتي سيتي في المركز الثالث برصيد 77 نقطة ويتبقى له مباراة مؤجلة.