يدرك يواكيم لوف مدرب ألمانيا أن نهائيات كأس العالم لكرة القدم يمكن أن تعطيه أكثر من مجرد إنهاء غياب بلاده عن إحراز أي لقب كبير على مدار 18 عاما. وستمثل البطولة المقرر إقامتها في البرازيل في جوان وجويلية المقبلين الفرصة الأخيرة تقريبا للمدرب لوف (54 عاما) للفوز بلقب مع المنتخب الوطني رغم استمرار عقده حتى 2016. ويملك لوف الذي فاز 70 مرة في 102 مباراة مقابل 15 هزيمة أفضل سجل لمدرب مع منتخب ألمانيا في نسبة الفوز والخسارة منذ 1978. وخلال هذه الفترة ساهم فرانز بيكنباور في قيادة ألمانيا للفوز بكأس العالم 1990 كما قاد بيرتي فوغتس الفريق لآخر ألقابه الكبيرة في بطولة أوروبا 1996. وبدأ صبر الجماهير ينفد مع وصول ألمانيا إلى الدور قبل النهائي مرتين والمباراة النهائية مرة واحدة في آخر ثلاث بطولات كبرى مع لوف، وباتت هناك رغبة ملحة في الصعود أعلى منصة التتويج. وقال لوف الذي أكد أنه لا يريد أن يصبح أنجح مدرب ألماني لم يحرز أي لقب: "أتمنى أن يحظى فريقنا بمزيد من الإشادة على اللعب بأسلوب مبدع والاعتماد على نهج هجومي". ويمتاز لوف بأسلوبه الخططي المميز وتمكن من زرع نزعة هجومية واضحة في تشكيلة منتخب ألمانيا الذي يتطلع إلى أن يصبح أول فريق أوروبي يحرز لقب كأس العالم في أمريكا الجنوبية. ودفع لوف بالعديد من اللاعبين الشبان منذ توليه المسؤولية خلفا ليورغن كلينسمان في 2006 من بينهم مسعود أوزيل ومانويل نوير وماريو غوتزه وماركو ريوس، وجذب العديد من المشجعين حول العالم بسبب الأسلوب الممتع الهجومي والسريع للفريق. ويشتهر لوف بالواقعية حتى أنه أبلغ لاعبيه في مارس الماضي أن أي لاعب سينفخض مستواه في المباريات الأخيرة من الموسم لن يجد مكانا له في التشكيلة بغض النظر عن اسمه وأهميته. وقال لوف: "في مثل هذه الظروف عندما تكون الحرارة والرطوبة عالية لا يمكن الاعتماد إلا على اللاعب الجاهز بنسبة 100 بالمئة". وأضاف في إشارة إلى آخر لقبين لألمانيا الغربية في كأس العالم: "أثبت التاريخ أنه إذا أراد أي فريق أن يحرز اللقب، فإنه يجب أن يضم لاعبين في أعلى مستوياته، هذا ما حدث في 1974 و1990". وتابع: "لدينا الكثير من اللاعبين الذين هم جزء من التشكيلة، لكنهم ليسوا في حالة جيدة". وسيمنح النجاح في البرازيل الفرصة للوف ليدخل قائمة العظماء في ألمانيا، بينما قد يتسبب الإخفاق في التقليل كثيرا من اسمه حتى لو احتفظ بسجله الرائع في الانتصارات.