تشتهر سويسرا بالتحفظ والدبلوماسية لكن منتخبها الأول سيتجه لتغيير هذه الصورة النمطية المعروفة عن بلاده عندما يدفع بتشكيلة شابة مليئة بالحماس ومكونة من لاعبين أصحاب أصول خارجية في كأس العالم لكرة القدم في البرازيل هذا الصيف. ولا يخشى ستيفان ليختشتاينر أو جوكان اينلر قائد سويسرا التدخل على المنافسين بقوة بينما يمتاز شيردان شاكيري بمهارات قد تجعله من أكثر اللاعبين اثارة في النهائيات. وتغير شكل اعداد الفريق خلال السنوات القليلة الماضية بعدما لجأ الاتحاد السويسري للمواهب القادمة عن طريق المهاجرين لتدعيم صفوف المنتخب. ويأتي أكثر من نصف التشكيلة من أصول خارج البلاد وكثير منهم عن طريق عائلات جاءت الى سويسرا قادمة من كوسوفو في التسعينات من القرن الماضي بينما ولد لاعب الوسط جيلسون فرنانديز في الرأس الأخضر ويوهان جورو في ساحل العاج. ورغم عدم التأهل لبطولة اوروبا 2012 عندما كان الفريق يمر بفترة انتقالية ستخوض سويسرا كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي وهو سجل ممتاز لدولة صغيرة تأتي فيها كرة القدم في الشعبية بعد هوكي الجليد والتزلج على الجليد. وتحت قيادة اوتمار هيتسفليد المدرب السابق لبايرن ميونيخ الالماني تبدو توقعات سويسرا أفضل مما كانت عليه في البطولتين السابقتين ومن المفترض ان يقدم الفريق عروضا أكثر امتاعا. وينتمي معظم لاعبي منتخب سويسرا لأندية كبرى في اوروبا مع وجود ليختشتاينر مع يوفنتوس اضافة الى اينلر وبليريم جيمايلي وفالون بهرامي في نابولي كما يلعب جورو وشاكيري والحارس دييجو بينايلو ولاعب الوسط جرانيت شاكا في الدوري الالماني. وربما تعاني سويسرا من مشاكل في خط الظهر مع ابتعاد فيليبي سينديروس وجورو عن مستواهما مع أنديتهما. وظهر هذا عندما أهدرت سويسرا تقدمها بثلاثة أهداف لتتعادل 4-4 مع ضيفتها ايسلندا لكن المهاجمون الشبان مثل يوسيب درميتش وأدمير محمدي وحارس سيفروفيتش يرسمون مستقبلا باهرا للفريق. وشق منتخب سويسرا طريقه في مشوار التصفيات دون هزيمة وهو الفريق الوحيد الى جانب انجلترا الذي ألحق الهزيمة بالبرازيل منذ ان تولى المدرب لويس فيليبي سكولاري المسؤولية في نوفمبر تشرين الثاني 2012. وحتى في حالة الخروج من دور المجموعات فان منتخب سويسرا من المفترض ان يقدم اثارة أكبر من نهائيات 2006 عندما أصبح أول فريق في تاريخ كأس العالم يخرج من البطولة دون ان تهتز شباكه أو من 2010 عندما شهدت مبارياته الثلاث تسجيل هدفين فقط من بينها هدف له وهدف في مرماه.