عندما بلغت غانا دور الثمانية في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 كان المهاجم ديفيد أكام يلعب في دوري الهواة في إنجلترا ولم يكن حتى بوسعه الإستفادة من سرعته بسبب الأراضي غير الجيدة... لكن بعد أربع سنوات وبعد إنتقاله إلى السويد والتألق مع هلسينبورغ بات أكام البالغ عمره 23 عاما على أعتاب تمثيل غانا في كأس العالم بالبرازيل ضمن منافسات المجموعة السابعة التي تضم أيضا ألمانياوالبرتغال والولايات المتحدة، وإكتشفت أكاديمية للمواهب الشابة في غانا اللاعب أكام خلال لعبه في العاصمة أكرا وساعدته على التعليم وثقل موهبته قبل أن يصبح الآن جزءا من التشكيلة المبدئية لبلاده المكونة من 26 لاعبا، وذكرت تقارير أن المهاجم السريع مرشح للإنتقال لفريق من أندية القمة مثل مانشستر يونايتد وبوروسيا دورتموند وربما يمثل كأس العالم فرصة للاعب لحجز موقعه في فريق كبير. وقال أكام لرويترز في ستوكهولم قبل أن ينضم لتشكيلة بلاده: "ألعب بشكل رائع. أعتقد أن هذا من أفضل مواسمي حتى الآن وأتمنى فقط مواصلة ذلك خلال كأس العالم"، ويبدو أكام خجولا خارج الملعب بينما يظهر بشكل مختلف داخله لكن من غير المفترض التعامل مع تواضعه وكأنه يفتقد للثقة إذ يشعر اللاعب أنه ضمن مكانه في كأس العالم رغم عدم الإعلان عن التشكيلة النهائية، وقال أكام: "نعم الأمر صعب. أعرف قدر موهبتي وإمكانياتي لكني لم أحصل على الفرصة بسبب المشاكل المتعلقة بتصريح العمل في إنجلترا"، وأضاف: "جئت إلى السويد لمواصلة العمل والتقدم إلى الأمام لكن إذا كان المرء جيدا ويعمل بجدية فإنه سينال الفرصة وهذا ما حدث". وبلغ متوسط تسجيل أكام أكثر من هدف واحد كل مباراتين خلال وجوده في دوري الهواة مع فريقي ليدبيري تاون وإفيشام يونايتد لكنه ترك إنجلترا في 2012 وإنتقل إلى السويد وانضم لفريق أوسترسوند المنتمي لدوري الدرجة الثالثة، وبدأ أكام الانطلاق من هناك وأحرز تسعة أهداف في 14 مباراة ليستمر فقط لعدة أشهر في هذا النادي قبل أن ينتقل إلى هلسينبورغ المنتمي للدرجة الممتازة في السويد، وكانت قيمة انتقاله البالغ قيمتها 500 ألف أورو هي الأعلى على الإطلاق للاعب قادم من الدرجة الثالثة في السويد، وكان من المفترض إعارة أكام إلى فريقه السابق أوسترسوند حتى نهاية الموسم لكن هلسينبورغ إستدعاه لخوض مباراة في تصفيات دوري أبطال أوروبا أمام سيلتيك وإستمر مع الفريق، ويمتاز أكام بالسرعة والقدرة على تسجيل الأهداف ببراعة وهو ما جعله ينضم لتشكيلة منتخب غانا أمام السودان في تصفيات كأس العالم في مارس 2013 ورغم عدم مشاركته فإنه لم يشعر بالإحباط. وقال أكام: "كان من الرائع اللعب مع مجموعة من أبرز لاعبي بلادي (سولي) مونتاري و(أسامواه) جيان (وأندريه) أيو و(كيفن برينس) بواتينغ. تعلمت الكثير خلال هذا الأسبوع الذي جلست فيه على مقاعد البدلاء"، وتصب الترشيحات في المجموعة السابعة في صالح تأهل البرتغالوألمانيا لكن ستكون هناك محاولات بكل تأكيد من غانا والولايات المتحدة لتحقيق المفاجأة والتأهل لدور الستة عشر، وقال أكام: "معظم لاعبي (ألمانياوالبرتغال) يلعبون في دوري أبطال أوروبا ولذلك فنحن نشاهدهم أيام الثلاثاء والأربعاء وسيكون من الجيد منافستهم. هذه مجموعة صعبة لكن غانا تملك تشكيلة جيدة من اللاعبين وإذا كنا في يومنا سنتمكن من إجتياز دور المجموعات". ويلقب أكام من وسائل الإعلام المحلية بأنه "ميسي الإفريقي" لكن لم يكن غريبا أن يكون كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال يحظى بالإهتمام الأكبر من غانا، وردا على سؤال حول اللاعب الذي يثير إهتمام غانا قال أكام: "رونالدو بكل تأكيد فإنه من أفضل لاعبي كرة القدم في العالم لكن ألمانيا أيضا تملك تشكيلة رائعة مثل (فيليب) لام وسيكون من الرائع اللعب أمام هؤلاء اللاعبين"، وتعلم أكام الصبر من لعبه في دوري الهواة وإذا إنضم للتشكيلة النهائية لبلاده فإنه لن يستخدم كأس العالم للترويج لنفسه في سوق الإنتقالات، وقال أكام: "بالنسبة لي الأمر لا يتعلق بالتفكير في الأندية. الأمر يتعلق بالعمل من أجل مصلحة بلادي ورفع إسم غانا عاليا وهذا هو هدفي الرئيسي وإذا فعلت ذلك ستأتي باقي الأمور".