وسعت ولاية الجزائر تحقيقاتها العميقة حول قاطني الأحياء القصديرية لتشمل بطاقية عدادات الكهرباء، من خلال التنسيق مع مؤسسة سونلغاز لكشف الحالات التي تمتلك أثر من مسكن وإقصائها من عملية الترحيل... بعدما تعذر على بطاقية السكن كشف العديد من الحالات، فيما أثبتت تحريات قامت بها مصالح الأمن تورط مافيا العقار في احتجاجات لإفساد عملية الترحيل. كشفت مصادر مطلعة بولاية الجزائر ل"الشروق" أن والي العاصمة عبد القادر زوخ، استعان بنمط جديد من التحقيقات لم يتم استغلاله في السابق لإحباط أي محاولة للبزنسة بالسكنات، وإقصاء كل من سبق له الاستفادة من سكنات في وقت سابق أو إعانة أو قطعة أرض من عملية الترحيل المقبلة، وهو الإجراء الذي سيستغل لأول مرة في تاريخ عمليات الترحيل، بعدما اقتنع الوالي بمحدودية بطاقية السكن في كشف المستفيدين بدقة، لاسيما الأشخاص الذين يحوزون على قطع أراضي بعقود عرفية أو قرارات إدارية كونها غير موثقة في المحافظات العقارية. وحسب مصادرنا فإن غربال الوالي الذي وضعه تحت تصرف اللجنة الولائية التي شكلها للتحقيق في ملفات العائلات المعنية بالترحيل، سيمكن لا محالة من إسقاط العديد من العائلات التي تزاحم من أجل الترحيل ممن سبق لها الاستفادة من قطع أرضية سنوات الثمانينات والتسعينيات وفق قرارات استفادة إدارية من قبل البلديات، وهي الأراضي التي لم تسجل في المحافظات العقارية وأملاك الدولة نظرا لغياب وثيقة ملكية، ما جعل الآلاف من أصحابها يطمحون للحصول على سكنات أخرى خلال عملية الترحيل المقرر انطلاقها في النصف الثاني من شهر جوان المقبل. وتضيف ذات المصادر أن والي العاصمة، أدرك أن بطاقية السكن لا يمكنها كشف جميع التلاعبات، باعتبار أنها تسجل فقط المستفيدين من السكنات بمختلف الصيغ بما فيها التساهمية والبيع بالإيجار أو الاجتماعي أو إعانات السكن الريفي، ما حتم على الولاية الاستعانة بجهات أخرى للتدقيق في جميع الملفات بما فيها المحافظات العقارية، ومديرية التعمير التي أودعت بها ملفات طلبات تسوية البنايات وفق قانون 15/08، فضلا عن الدوائر الإدارية، كما أرسلت القوائم كذلك إلى المديرية الفرعية لمؤسسة سونلغاز حتى يتم غربلة كل من الأشخاص، باعتبار أن مؤسسة سونلغاز تحوز بطاقية تحوي كل من يمتلك عداد كهرباء، وبهذه الطريقة سيتم غربلة القوائم وتطهيرها نهائيا، قبل أن ترسل لأخر مرة للبطاقية الوطنية للسكن أياما قبل ترحيل العائلات. وكان والي العاصمة استحدث منصبا جديدا بولاية الجزائر لأحد إطارات مؤسسة سونلغاز، بهدف تسهيل التعاملات بين مختلف الهيئات والمديريات التنفيذية مع المؤسسة والتنسيق بينها واللجنة الولائية لتجسيد هذا الإجراء، معطيا إياه وصف "سيد سونلغاز" مثلما أعلن عنه في الدورة العادية المنعقدة نهاية السنة الماضية. في سياق أخر، أفضت التحريات التي باشرتها مصالح الأمن على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها بلدية براقي شهر ديسمبر الماضي إلى تورط أطراف بالبلدية وصفتهم مصالح الولاية بمافيا العقار، غررت بشباب بحي ديار البراكة، وهو الحي الذي ارتفع عدد العائلات به من 700 إلى 1800 عائلة في ظرف سنتين- من خلال توفير مهلوسات ومخدرات لإشعال الاحتجاجات بهدف الضغط على الولاية لتمرير ملفات "مشبوهة" والبزنسة بالسكنات.