تتجه الأنظار مساء السبت إلى ملعب "ارينا امازونيا" في ماناوس "الحارة والرطبة جدا"، أين تتواجه ايطاليا مع إنجلترا في موقعة نارية مبكرة قد تحدد مصيرهما في مونديال البرازيل ... خصوصا في ظل وجود الأوروغواي إلى جانبهما في المجموعة الأولى التي تضم كوستاريكا ايضا. وستكون الموقعة بين بطلي العالم السابقين اعادة لمواجهتهما في الدور الثاني من كأس أوروبا 2012 حين خرجت ايطاليا فائزة بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر- صفر في الوقتين الاصلي والاضافي في مباراة كان "الأزوري" الطرف الأفضل فيها بشكل واضح.
ويخوض الطرفان اللقاء وسط تخوف من الحرارة والرطوبة المرتفعتين في ماناوس ومن وضع عشب ملعب "ارينال امازونيا" الذي يعاني من الجفاف ، ولا يقتصر الامر على ارضية الملعب بل ان الاعمال فيه لم تنته قبل ساعات على استضافته هذه المباراة.
وبعيدا عن الاجواء المناخية ووضعية الملعب، من المتوقع ان تكون المباراة مثيرة وصعبة جدا بحسب ما توقع لاعب وسط يوفنتوس كلاوديو ماركيزيو الذي تطرق الى التعديلات الكثيرة التي ادخلت على التشكيلة الانجليزية، قائلا: "اعتقد اننا سنواجه منتخبا انجليزيا مختلفا عن كأس اوروبا 2012. ستكون مباراة صعبة".
وتابع: "اللقاءات مع إنجلترا دائما ما تكون مواجهات رائعة. لقد غيروا الكثير من اللاعبين الذين لعبوا بشكل جيد جدا مع انديتهم، لكن التغيير طالنا ايضا".
وضمنت ايطاليا تأهلها إلى النهائيات قبل جولتين على انتهاء التصفيات لكنها فشلت منذ حينها في تحقيق الفوز في سبع مباريات متتالية، وفوزها الاخير الذي حققته قبل ايام معدودة كان على فريق فلوميننزي البرازيلي (5-3).
وفي المقابل، تدخل إنجلترا إلى نهائيات البرازيل وهي تسعى الى التخلص من اللعنة التي تلاحقها منذ فوزها المثير للجدل على المانيا الغربية (4-2 بعد التمديد) في نهائي نسخة 1966 الذي اقيم على ملعب "ويمبلي" في لندن. ولم يتمكن منتخب "الأسود الثلاثة" منذ فوزه باللقب العالمي للمرة الأولى والأخيرة من الارتقاء الى مستوى الطموحات التي عقدت عليه اذ فشل في تحقيق اي نتيجة جديرة بالثناء باستثناء احتلاله المركز الثالث في كأس اوروبا 1968 ووصله الى نصف نهائي مونديال 1990 وكأس اوروبا 1996.
ولا يبدو ان الوضع سيتغير جدا في مونديال البرازيل 2014 رغم تمكن الإنجليز بقيادة روي هودجسون من إنهاء التصفيات دون هزيمة ، كما كانت حالهم في نهائيات كأس اوروبا 2012 حين ودعوا البطولة القارية من دور الثمانية على يد ايطاليا بركلات الترجيح ودون هزيمة.
فالكرة الإنجليزية لم تتمكن منذ 1966 من تطوير نفسها بالشكل المناسب الذي يخولها مقارعة منتخبات كبرى اخرى مثل المانيا التي اكتسحتها في الدور الثاني من مونديال 2010 بنتيجة 4-1، او بطلة العالم وأوروبا إسبانيا ، او حتى ايطاليا التي احدثت تغييرا نوعيا في اسلوب لعبها منذ وصول برانديلي بعد مونديال جنوب افريقيا.
ويبدو ان الجمهور الانجليزي تخلى عن تصنيف منتخب بلاده من بين المنتخبات الكبرى المرشحة للفوز باللقب العالمي او القاري على حد سواء، وحتى ان المدرب هودجسون بدا ايضا فاقد الامل بانجاز على الاراضي البرازيلي بقوله: "من الصعب الحديث عن التوقعات، لكني كمدرب متحمس في يوم اعلان تشكيلته (للنهائيات)، سيكون من المحزن عدم الايمان بان هناك املا لنا (بتحقيق شيء ما)".
وطال التشاؤم وزارة الداخلية حتى اذ رفضت السماح بفتح المقاهي حتى وقت متأخر من الليل من اجل متابعة مباريات المنتخب، مبررة ذلك بقولها: "اذا كانت إنجلترا ضامنة خوضها لمبارياتها في الدور الاول ، فهناك امكانية كبيرة جدا بان لا تكون موجودة في المباريات التي تقام بعد ذلك (اي ستخرج من الدور الاول)".
ولم يسبق لإنجلترا أن فازت على إيطاليا في نهائيات بطولة رسمية اذ خسرت أمامها في الدور الأول من كأس أوروبا 1980 (0-1) والدور الثاني لكأس اوروبا 2012، فيما تواجها مرتين في تصفيات كأس العالم 1978 (فازت ايطاليا ذهابا 2-صفر وإنجلترا ايابا 2-0 ايضا) و1998 (فازت ايطاليا ذهابا في ويمبلي 1-صفر وتعادلا ايابا 0-0).