في الوقت الذي يعيش فيه المنتخب الألماني على وقع النتائج الإيجابية التي يحققها مؤخرا، بوصوله لنصف النهائي في كأس العالم، خرج لوتار ماتيوس النجم السابق للمنتخب بتصريحات مثيرة للجدل، حينما ربط الطفرة الكبيرة التي يحققها المنتخب باللمسة البارزة التي تركها بيب غوارديولا مدرب بايرن ميونيخ على الفريق الموسم الماضي، وقال في تصريحاته: "وجود تأثير غوارديولا على المنتخب أمر صحيح، فالملاحظ أن التشكيلة تضم العديد من لاعبي البايرن، ولم يغيروا نظام لعبهم بنسبة 100%، حقق غوارديولا الكثير من الأهداف مع برشلونة وبايرن، لذا فإن لمسته واضحة على المنتخب". تأثير "التيكي تاكا" على أسلوب "الماكينات" لا يختلف عليه اثنان وبرر بطل العالم سنة 1990 حديثه بأن يواكيم لوف مدرب المنتخب الألماني عمد مؤخرا لإحداث ثورة على طريقة لعب منتخب "المانشافت"، من خلال الاعتماد على فيليب لام في خط الوسط مع اللعب بخطة 4 5 1 التي تعتمد على مهاجم وهمي، دائما ما يكون توماس مولر أو ماريو غوتزه، وهي الخطة التي طبقها بيب غوارديولا مع بايرن ميونيخ طيلة أطوار الموسم، ونجح معه من خلالها في الفوز بثنائية الدوري والكأس، إضافة للوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال، دون نسيان الفوز بمونديال الأندية، كما اعتبر ماتيوس أن مكمن الاختلاف هو عقلية اللعب لدى اللاعبين، وقال: "في مونديال جنوب أفريقيا، فاجأت ألمانيا الجميع بعد لعبها الجميل، ولكن الفريق يلعب في البطولة الحالية بطريقة عملية ويسعى وراء النتائج، الدفاع أصبح أفضل". المنتخب يلعب لأول مرة ب7 لاعبين من بايرن ميونيخ ولعل ما يؤكد تأثير طريقة بايرن ميونيخ على المنتخب الألماني، مشاركة جميع لاعبي بايرن ميونيخ 07 الذين تم استدعاؤهم كأساسيين مع المنتخب، ففي مباراة الجزائر في ثمن النهائي، أقحم يواكيم لوف كلا من نوير، بواتينغ، لام، شفاينشتايغر، كروس، غوتزه ومولر، وهي أول مرة يلعب فيها سبعة لاعبين من البايرن دفعة واحدة مع المنتخب الألماني وفي التشكيلة الأساسية، إذ انعكس ذلك على أداء "المانشافت"، في ظل توفر الانسجام اللازم، غير أن السلبيات التي يعاني منها بايرن ميونيخ والمتمثلة في ضعف وثقل محور الدفاع، انتقلت بسرعة للمنتخب الألماني، إذ يعتبر هذا المركز هو الحلقة الأضعف بالنسبة للألمان حاليا، رغم تواجد ماتس هوميلز في لياقة عالية. انقسام ألماني بسبب تصريحات ماتيوس من جهة أخرى، تناقلت العديد من التقارير الصحفية تصريحات ماتيوس حول تأثير ال"تيكي تاكا" التي جلبها غوارديولا على المنتخب الألماني، إذ انقسم إعلام البلاد بين مؤيد ومعارض لذلك، ففي الوقت الذي اعتبر فيه الكثير من ممثلي وسائل الإعلام أن بايرن ميونيخ هو أكبر ناد في ألمانيا، وشيء طبيعي أن يحذو المنتخب حذوه، اعتبرت فئة أخرى من الإعلاميين أن استنساخ خطة غوارديولا في المنتخب قد يجر إلى نكسة غير متوقعة، مثل التي حدثت ل البايرن أمام ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أشهر.