أصبح السائق البريطاني لويس هاميلتون هو صاحب اليد العليا في الصراع على لقب بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا -1 لهذا العام على مستوى السائقين أمام زميله الألماني بفريق مرسيدس نيكو روزبرج ، وذلك بعدما أحرز هاميلتون أمس الأحد لقبه التاسع بهذا الموسم والرابع له على التوالي. ولكن قرار منظمي بطولة العالم يمنح نقاطا مضاعفة للفائز في السباق الختامي للموسم بأبو ظبي ربما يؤجل حسم الفائز بلقب بطل العالم لهذا الموسم حتى اللحظات الأخيرة. ويتصدر هاميلتون الآن الترتيب العام للسائقين بفارق 17 نقطة أمام روزبرج قبل ثلاثة سباقات على نهاية الموسم ، حيث أحرز هاميلتون خمسة ألقاب أكثر من روزبرج الذي حل في المركز الثاني أمس بسباق الجائزة الكبرى الروسي خلف زميله البريطاني وذلك للمرة الثالثة خلال السباقات الأربعة الأخيرة. ولكن حتى إذا فاز هاميلتون بلقب السباقين المقبلين في أوستن ، بولاية تكساس الأمريكية ، خلال ثلاثة أسابيع ثم في مدينة ساو باولو البرازيلية فإنه لن يتمكن من حسم لقبه الثاني ببطولة العالم إذا استمر روزبرج في الحلول في المركز الثاني خلفه في هذين السباقين أيضا. فلكي يحسم لقب بطل العالم قبل سباق أبو ظبي ، يجب على هاميلتون أن يجمع على الأقل 50 نقطة أكثر من روزبرج في الترتيب العام للسائقين بانتهاء سباق البرازيل. أما تفوق هاميلتون على روزبرج في عدد الألقاب فلن ينفع السائق البريطاني إلا في حال تساويه مع روزبرج في رصيد النقاط بنهاية الموسم. من ناحية أخرى ، فقد جاء فوز مرسيدس بالمركزين الأول والثاني أمس في السباق الروسي للمرة التاسعة بهذا الموسم ليمنح الفريق لقبه الأول على مستوى الصانعين (الفرق) منهيا هيمنة فريق ريد بول على هذا اللقب لأربعة أعوام متتالية. وقال تيتو فولف مدير رياضة السيارات بشركة مرسيدس : "سينتقل التركيز الآن إلى الصراع على لقب السائقين ، حيث سيبقى هذا الصراع مشتعلا خلال السباقات الثلاثة الأخيرة بالموسم". وأضاف : "نتمتع بتقدم صحي على دانييل ريتشاردو (سائق ريد بول) صاحب المركز الثالث ، ولكننا مع ذلك لن نغير من سياستنا شيئا حيث أننا نريد أن يتنافس لويس مع نيكو بكل قوة واحترام كما كان الحال بينهما طوال الموسم". وجاء فوز هاميلتون بلقب السباق الروسي أمس بفضل خطأ من روزبرج في المقام الأول حيث ثبت السائق الألماني عجل السيارة خلال المنعطف الأول بالسباق واضطر لدخول حظيرة فريقه لتغيير إطارات سيارته. وبعدها أظهر روزبرج مدى قوة وتفوق فريق مرسيدس عندما استعاد سرعته لينهي السباق في المركز الثاني خلف هاميلتون. وكتبت صحيفة "تليجراف" البريطانية اليوم الاثنين : "لقد قدم السائق الألماني أداء مذهلا هذا الموسم ، ولكنه لا يستطيع أن يجد الرد على الأسئلة التي يطرحها عليه هاميلتون". وأضافت الصحيفة : "أما السائق البريطاني فهو ينطلق نحو لقبه الثاني ببطولة العالم على مستوى السائقين. ولا يبدو أن هناك أي شيء قادر على إيقافه باستثناء المشاكل الميكانيكية أو لائحة النقاط المضاعفة الهزلية". كما رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن لقب بطولة العالم ينتظر هاميلتون للفوز به. وكتبت الصحيفة : "إنه ينطلق من موقع قوة ليحكم قبضته على لقب بطولة العالم ، ولكنه إن لم يفز بهذا اللقب ستكون مهزلة حقيقية". وشهد فريق ويليامز ، الذي يستخدم محركات مرسيدس ، احتفالات أخرى بعد حلول سائق الفريق فالتيري بوتاس في المركز الثالث أمس خلف ثنائي مرسيدس ليعتلي منصة التتويج للمرة الخامسة بهذا الموسم. ونجح ويليامز في تقديم أداء أفضل من فيراري بهذا الموسم خاصة بعدما قدم الفريق الإيطالي أداء مخيبا للآمال آخر أمس حيث حل سائقه الأسباني فيرناندو ألونسو في المركز السادس بينما جاء زميله الفنلندي كيمي رايكونين في المركز التاسع. واعتبر ماركو ماتياتشي مدير فريق فيراري نتيجة أمس بأنها "بعيدة تماما عن أهدافنا". كما خرج بطل العالم أربع مرات الألماني سيباستيان فيتيل بنتيجة مخيبة للآمال أمس بحلوله في المركز الثامن بسوتشي. هذا بالإضافة إلى أن سائق فريق ريد بول ، الذي سينضم الموسم المقبل لفريق فيراري ، قد استخدم حتى الآن جميع محركات ال"في6" الخمسة المسموح بها خلال الموسم لكل سائق وسيضطر لاستخدام محرك سادس بسيارته. ومن المرجح ان يختار فيتيل الآن حل الانطلاق من حارة حظيرة الفريق في سباق أوستن بدلا من عقوبة الإرجاع عشرة مراكز في الانطلاق على مضمار السباق. وقال فيتيل : "سيكون سباق أوستن بالغ الصعوبة لأنني لا أعتقد أنني سأتمكن من تحقيق الكثير مساء السبت (في التجربة الرسمية للسباق) .. من المرجح أن أكتفي بالمشاهدة بدلا من المشاركة في التجربة الرسمية لأنني مضطر لاستخدام محرك سادس بسيارتي". وأضاف : "لذا من المرجح أن أنطلق من حارة حظيرة الفريق يوم الأحد ، لأنه لن يكون هناك أي معنى لإضافة المزيد من الكيلومترات غير المفيدة إلى محركي خلال التجربة الرسمية". ويأتي سباق الجائزة الكبرى الروسي الأول في ظل حادث التصادم الكبير الذي شهده سباق الجائزة الكبرى الياباني في الأسبوع الماضي والذي يرقد بسببه حاليا السائق الفرنسي جولي بيانكي في المستشفى في حالة خطيرة بعد تعرضه لإصابات بالغة في الرأس. كما ألقى وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المضمار خلال المراحل الختامية للسباق بظلاله الخاصة على الحدث سواء داخل المضمار أو خارجه. حيث كتبت صحيفة "تليجراف" تقول : "مسرح سياسي في يوم بوتين الكبير". وسلطت جميع الكاميرات عدساتها على بوتين عقب السباق مباشرة ، وإلى جانب الفائزين الثلاثة على منصة التتويج أثناء عزف السلام الوطني قبل أن يقوم بتسليم هاميلتون الكأس. وأكدت "تليجراف" أن ادعاء بطولة فورمولا -1 بأنها ليست رياضة سياسية "أصبح محل تساؤل من جديد". وأضافت : "لم يكن بعض السائقين والفرق يشعرون بالارتياح تجاه التجربة كلها على المستوى الشخصي ، ولكنهم جميعا تحفظوا في الاعتراف بالأمر".