أثارت الوضعية الكارثية التي يتخبط فيها برشلونة في المباريات الثلاث الأخيرة حفيظة الشارع الكتالوني الذي قد يتجه للانتفاض في وجه مجلس الإدارة الحالي بقيادة بارتوميو، وذلك بسبب سياسة التعاقدات العشوائية التي انتهجها النادي الصيف الماضي، ففي وقت كانت التشكيلة في أمس الحاجة للتعاقد مع مدافعين محوريين جدد، فشل بارتوميو ومن معه في جلب أسماء كبيرة بإمكانها خلافة القائد المعتزل كارليس بويول الذي كان يعتبر صمام الأمان لدفاع الفريق في السنوات الأخيرة، قبل أن ينهار الخط الخلفي منذ أن شرعت الإصابات في مطاردته، وإلى أن اعتزل نهائيا، وهو ما ترك الفريق يتخبط لإيجاد الحلول المناسبة لهذا المشكل. فيرمايلين ودوغلاس أكبر دليل وزوبيزاريتا في عين الإعصار وإذا كان مسؤولو النادي فشلوا في جلب أحد الأسماء الكبيرة التي كانت مرشحة للانضمام إلى الفريق على غرار ماركينيوس، هوميلز وكومباني وغيرهم من الأسماء، فهم لم يكفوا عند هذا الحد، بل قاموا بعقد صفقات مثيرة للجدل والتي كانت القطرة التي أفاضت الكأس على غرار التعاقد مع البلجيكي توماس فيرمايلين الذي جاء مصابا ولم يلعب أي مباراة حتى الآن قبيل جولات قليلة عن نهاية مرحلة الذهاب، رغم أنه كلف النادي 19 مليون أورو، بالإضافة إلى البرازيلي دوغلاس الذي لعب مباراة واحدة فقط ولم يعد يدخل في مخططات إنريكي، وهو ما يجعل المدير الرياضي أندوني زوبيزاريتا في عين الإعصار كونه المسؤول الأول عن هذه الصفقات. الأنصار لن يتجرعوا موسما آخر دون ألقاب من جانبهم، لا يزال أنصار برشلونة ينتظرون الكثير من الثورة التي وعد بها جوسيب ماريا بارتوميو رئيس مجلس الإدارة في الموسم الماضي، بعد خروج الفريق في نهاية الموسم دون ألقاب وتضييعه لقب الدوري على أرضه أمام أتلتيكو مدريد، إذ لن يتقبل عشاق النادي الكتالوني خروج فريقهم دون ألقاب للموسم الثاني على التوالي، خاصة أنهم يدركون جيدا أن المستوى الذي يقدمه ميسي وزملاؤه حتى الآن لن يؤهلهم للمنافسة على لقب الدوري الذي يتجه الريال للسيطرة عليه مبكرا، ولا حتى على لقب دوري الأبطال الذي لن يحلم به "اللوتشو" بهذا الآداء الباهت الذي يقدمه حتى الآن. بارتوميو سيدفع الثمن غاليا في انتخابات الرئاسة 2016 وإذا كان أندوني زوبيزاريتا المدير الرياضي أول المهددين بالإبعاد من منصبه بسبب عشوائيته في التعاقدات ووصول كارليس بويول لهذا المنصب، فإن جوسيب ماريا بارتوميو رئيس مجلس الإدارة منتظر أيضا أن يدفع ثمن سوء تسييره، لأنه في حال استمرار الأحوال على هذه الطريقة فإنه لن يحلم بعهدة رئاسية جديدة في الانتخابات الرئاسية المنتظرة صيف 2016، خاصة أن وضعيته ستكون أكثر حرجا إذا ما فشل في إسقاط عقوبة التعاقدات التي فرضتها عليه "الفيفا" لأنه في تلك الحالة سيكون مجبرا على الاستمرار بالتعداد الحالي، وهو ما سيقلص حظوظه أمام العائد بقوة خوان لابورتا.