كان الموعد أمس بداية من الساعة الخامسة مساءً، مع تكريم خاص للمدرب المصري ضيف "الهدّاف" والجزائر ... حسن شحاتة، والنّاخب الوطني الأسبق رابح سعدان صاحب الإنجازات الكثيرة في مقرّ اللجنة الأولمبية الجزائرية، حيث تقلدا معًا الميدالية الشرفية الأولمبية. الأمر تم في أجواء ودية للغاية ووسط حضور إعلامي كبير فاجأ المدرب المصري، الذي قال إنه لم يتصور أن الأمور ستكون بهذا الشكل، كما غادر مبتهجا بحفاوة الاستقبال والميدالية الشرفية التي تقلدها، نتيجة ما قدمه لمنتخب بلاده والكرة العربية ككل، مثلما تقدّم الشيخ رابح سعدان وتقلد بدوره الميدالية. بيراف رّحب بضيف الجزائر واللجنة الأولمبية رئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف الذي أبى إلا أن يكرّم حسن شحاتة، بمجرد أن علم بأن المدرب الشهير موجود في الجزائر، سارع إلى تبنى المبادرة واستغل الفرصة ليتحدث عنها، كما رحّب بالصحفيين الحاضرين وبالضيفين لاسيما رابح سعدان، مؤكدا سعادته باستقبالهما وبتكريمهما في أجواء أخوية، متمنيا إقامة طيبة ل شحاتة في الجزائر وهو الذي وافق على أن يلبي دعوة "الهدّاف"، لحضور حفل الكرة الذهبية السنوي ومشاركة المتوجين أفراحهم. شحاتة أضحك الحضور بقوله إنه نسي ارتداء بدلة رسمية لم يتصور حسن شحاتة أن يجد كل هذا الحشد الإعلامي في انتظاره، خاصة القنوات التلفزية الخاصة التي لم تفوت الفرصة، حيث قال للجميع بلهجة فيها الكثير من المزاح: "لم أعتقد أن الأجواء ستكون هكذا وإلا لحضّرت نفسي ولبست بدلة رسمية تليق بالمقام وبوجوهكم الكريمة". وكان شحاتة قد ارتدى بدلة عادية مع سترة وقميص حتى يكون خفيفا في حركته مثلما أكّد لمرافقيه، كما كان متواضعًا في هندامه. شحاتة: "نحن متعادلون الآن مع الجزائر 2-2 واللقاء المقبل ودي" وقال حسن شحاتة في الكلمة التي ألقاها قبل تكريمه: "إنها حقيقة مفاجأة سعيدة أن أوجد معكم في هذه الأجواء الجميلة، حقًا إنها مفاجأة سعيدة، لقد التقيت رابح ماجر كما سألتقي لخضر بلومي (التقاه في السهرة)، إنها فرصة ثمينة لاستعادة الذكريات الجميلة وحتى التّعيسة منها، لا تنسوا أننا متعادلون الآن فزتم علينا في البليدة (3-1) وفزنا عليكم في القاهرة (2-0)، ثم انتصرتم في أم درمان في المباراة الفاصلة وبعد ذلك عدنا وانتصرنا عليكم في أنغولا في كأس أمم إفريقيا، الآن نحن متعادلون (2-2) والمباراة المقبلة ستكون ودية بين المنتخبين، لأجل توطيد العلاقات أكثر فأكثر". سفير مصر في الجزائر تحدث عن مباراة بين "الخضر" والفراعنة وألقى سفير مصر المعتمد في الجزائر كلمة جميلة ومؤثرة في الوقت نفسه، استقطبت اهتمام الجميع حيث قال: "أشكر كل ما كان وراء هذه المبادرة، التي تؤكد أن العلاقات التاريخية لا يمكن في كل الحالات أن تتأثر بخسارة مباراة في كرة القدم، ومادامت القاعدة متينة بين الطرفين فإن هذه الأرضية الصلبة هي التّي جعلت الأمور تعود إلى سابق عهدها بين البلدين، لأنه لا يمكن الانجرار وراء غايات أخرى، نأمل ترتيب مباراة ودية بين الطرفين سواء في مصر أو في ملعب 5 جويلية عن قريب". شحاتة وسعدان تقلّدا الميدالية الأولمبية من طرف مصطفى العرفاوي وبعد ذلك مر الجميع إلى التكريم الذي أشرف عليه مصطفى العرفاوي عضو اللجنة الأولمبية الدولية، ورئيس الاتحاد العالمي للسباحة، حيث قام بتقليد كل من شحاتة وسعدان الميدالية الأولمبية الشرفية، تقديرا للمجهودات التي يبذلانها في خدمة الكرة العربية، حيث ترك شحاتة وسعدان بصماتهما واضحة وجلية، وقدما خدمات جليلة ليس فقط لبلديهما كما سبقت الإشارة إليه. سعدان: "أشكر منظمي المبادرة وسعيد برؤية أخي شحاتة" وقال رابح سعدان عن التكريم: "أنا سعيد جدا بوجودي هنا، المبادرة إيجابية جدًا، أشكر كل من فكّر فيها، هي فرصة سعيدة لالتقاء صديقي وأخي حسن شحاتة، أشكركم على التكريم علما أنني لم أنتظره، مرة أخرى أرحب بصديقي شحاتة هنا في الجزائر وأتمنى له إقامة طيبة وسعيدة، كما أجدد شكري لكل من قام بالتكريم والمبادرة الجميلة التي أؤكد أنها كانت غير متوقعة". شحاتة تلقى هدايا بالجملة وتحدث عن صداقة وليست زمالة مع سعدان وتلقى حسن شحاتة من اللجنة الأولمبية العديد من الهدايا الخاصة والرمزية، من قبل اللجنة الأولمبية متمثلة في شهادات وصور تكريمية وغيرها، كما استغل الفرصة ليشكر من جديد كل من وقف وراء هذه المبادرة التي قاله إنه يعتز بها على حد تعبيره، كما كان يجامل رابح سعدان بين الحين والآخر وقال للجميع إن علاقته ب رابح سعدان ليست زمالة بل هي صداقة، لكثرة لقاءاتهما: "الأمر الذي ولّد بيننا علاقة خاصة تتعدى العلاقة المهنية في العمل"، على حد تعبيره. سيقول كل شيء اليوم في ندوة صحفية بفندق "هيلتون" واكتفى شحاتة بكلمات قليلة أمام الصحفيين الحاضرين، معتذرا بالقول إن وقته ضيّق لارتباطه بزيارة أخرى، كما أشار إلى أنه سيقوم بتنشيط ندوة صحفية اليوم في فندق "هيلتون" بداية من الساعة الواحدة ونصف ظهرا، وهي فرصة مواتية لأجل طرح كل الأسئلة عليه، سواء تعلق الأمر بمباريات الجزائر أمام مصر، ومواقفه السابقة وذكرياته وغيرها من الأمور التي ستتيح معرفة الوجه الآخر لدولي مصر سابق ومدرب عربي كبير.