نشرت : مبعوث "الهداف" إلى غينيا الإستوائية: عدلان. ش الأحد 25 يناير 2015 13:30 الشاحب وصورتهما السيئة التي ظهرا بها يوم الجمعة، وصحيح أن منتخبنا بدا عاجزا عن اختراق دفاع غانا وإزعاج حارسها ولو لمرة واحدة، إلا أنّ الناخب الوطني كريستيان ڤوركوف لديه جزء من المسؤولية وهو مطالب بمراجعة حساباته قبل التسعين دقيقة الحاسمة التي سيخوضها منتخبنا الوطني سهرة الثلاثاء أمام نظيره السنغالي، وإلا فإن مصير منتخبنا سيكون الإقصاء والفشل الذريع على غرار ما حدث سنة 2013. ڤوركوف سيء الحظ أو التعيس أو المسكين بعد الذي حدث له في الآونة الأخيرة عندما فقد والدته ساعات قبل مباراة غانا، اختار تشكيلة سيئة هجوميا وبدا من خلال خطته أنه راض عن التعادل، ناهيك عن أنه كان فاشلا في "الكوتشينغ" عندما دفع ب محرز وقادير اللذين دخلا من أجل الدخول وفقط، أو عندما دفع ب سليماني الذي بقي معزولا في ظل غياب فغولي وبراهيمي عن الدورة ككل (وكأنهما لم يحضرا إلى غينيا الاستوائية). نفسيته سيئة حقا وهو معذور، لكن... ويمكن أن نعذر ڤوركوف ويمكن أن لا نلقي عليه أي لوم أو عتاب، كيف لا والرجل فقد أعز ما يملك المرء في هذه الدنيا، ألا وهي والدته التي رفض حتى أن يسافر إلى فرنسا كي يلقي آخر نظرة عليها قبل دفنها، في موقف شجاع يُحسب له بعدما فضل البقاء تحت تصرف الجزائر، ويمكن أن نقول إنّ الفترة العصيبة التي مر بها الرجل في اليومين الأخيرين جعلت أوراقه تتبعثر بدليل التشكيلة التي اختارها والتغييرات الفاشلة التي قام بها، ويمكن أن نجد له ألف مبرر ونقول أيضا إنه كان تائها بسبب مصابه، وأنه كان حاضرا بجسده في "مونڤومو" وغائبا بتفكيره وعقله في فرنسا، لكن تلك المبررات لن تحجب أي شيء من الأخطاء المرتبكة والتي لابد أن تصحّح خلال الحصص التدريبية التي سيخوضها منتخبنا قبل يوم الثلاثاء، بتحصين الدفاع وتوظيف لاعبي الوسط أحسن توظيف، واختيار التركيبة المثلى هجوميا لاسيما على الجناحين اللذين لم نستغلهما كما يجب في مباراتي جنوب إفريقيا وغانا. الحرارة والأرضية في "مونڤومو" والرطوبة في "مالابو" أعذار واهية ڤوركوف كان صريحا مع الإعلاميين وقال إنّ الدفاع ارتكب خطأ قاتلا في آخر دقيقة من عمر اللقاء، مثلما كان صريحا أيضا عقب لقاء جنوب إفريقيا لمّا قال إنّ الدفاع كان غائبا في الدقائق العشر الأولى من المرحلة الثانية، لكنه حاول دوما في تصريحاته أن يحجب النقائص تكتيكيا بالقول إنّ عامل الحرارة كان مؤثرا وأنّ الأرضية سيئة ولا تساعد على لعب مباراة في كرة القدم، ومن يدري فقد يشتكي من عامل ارتفاع الرطوبة في مدينة "مالابو" التي سيواجه فيها منتخبنا نظيره السنغالي هذا الثلاثاء، وهي كلها مبررات واهية لأنّ كل هذه العوامل كانت عائقا لكل المنتخبات، وإلا كيف تنجح السنغال في الفوز على غانا وتنجح الأخيرة في الفوز علينا وهي التي تضم في صفوفها لاعبين محترفين ينشطون في أوروبا مثل لاعبينا. ڤوركوف ضحية جهله للقارة السمراء ومن المؤكد أنّ ڤوركوف ذهب ضحية جهله لظروف اللعب في القارة السمراء، فالرجل وما عدا المباريات التصفوية الثلاث التي أجراها مع المنتخب أمام كل من مالاوي، إثيوبيا ومالي لم يسبق له أن عمل في إفريقيا أو عمل رأس فريق أو منتخب لعب دورات طويلة أو مباريات تصفوية في إفريقيا، وها هو يكتشف حقيقة اللعب في القارة السمراء مع الجزائر وفي أول تجربة له على رأس منتخب وطني، مما جعل الأمور تختلط عليه بعض الشيء، وجعله يبرر دوما سوء الأداء بالأرضية السيئة، الحرارة العالية وغير ذلك، في وقت لو تسأل مثلا مواطنه "كلود لوروا" مدرب منتخب الكونغو عن سبب تعثر منتخبه لو يتعثر مثلا، فلن يجد لك نفس الحجج لأنّه خبير في اللعب بالقارة السمراء بحكم المنتخبات الكثيرة التي أشرف على تدريبها لسنوات طويلة. الاعتماد على نفس اللاعبين لا يخدمنا والتغيير ضروري وسيخضع ڤوركوف يوم الثلاثاء إلى اختبار هو الأصعب في حياته المهنية كمدرب، كيف لا والتعثر أمام زملاء "ساديو ماني" سيجعل المنتخب الذي دخل التاريخ في البرازيل وأحرج الألمان يغادر دورة كان مرشحا للتتويج بلقبها في دورها الأول، ولتفادي ذلك والإبقاء على حلم التتويج باللقب الإفريقي مشروعا، على ڤوركوف أن يراجع الأوراق ويحدث تغييرات على التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها، خاصة في الخط الأمامي الذي فشل حتى في تهديد مرمى غانا اللقاء الماضي. ...والتّركيز على العمل النفسي مع هؤلاء اللاعبين ولن يكون ڤوركوف مطالبا باختيار التشكيلة المثلى ولا بالقيام بتغييرات ناجحة فقط، بل ينتظره عمل نفسي مع لاعبيه الذين يبقى أمرهم محيّرا للغاية في هذه الدورة، لاسيما نجوم المنتخب الوطني في صورة فغولي وبراهيمي اللذين لم يصنعا الفارق حتى الساعة رغم ما يمتلكانه من إمكانات كان الجميع يراهن عليها للذهاب بعيدا في "الكان"، وكذلك مع لاعبين آخرين يبقى مردودهم محتشما ومخيّبا حتى الساعة، وإذا نجح في إيجاد الوصفة المناسبة التي تجعل لاعبيه يدخلون أجواء المنافسة فمن المؤكد أنّ تلك خطوة إيجابية تبعث على التفاؤل قبل لقاء السنغال، أما إذا لم ينجح في إيصال رسالته لهم كي يستفيقوا فلن ننتظر لا انتفاضة ولا ثورة أمام السنغال.