لم يرد عامري الشاذلي لفت الانتباه من خلال تواجده هنا في مراكش بحكم أنه يقضي عطلته السنوية هنا وأراد الابتعاد عن الأنظار، لكننا ألقينا القبض عليه مثلما وصف ذلك وأجرينا معه هذا الحوار الذي يؤكد فيه للمرة الألف تعلقه الكبير بالجزائر، وأسفه الكبير لأنه لن يتواجد مع الخضر في مباراة المغرب التي تحدثنا عنها مطولا في هذا الحوار الشيق الذي ستتابعونه. في البداية ما الذي يفعله عامري الشاذلي هنا في مراكش؟ أنا هنا لقضاء بعض الأيام وأخذ قسط من الراحة إلى جانب بعض الأصدقاء. على ما يبدو فإنك متعود على المجيء إلى هنا، أليس كذلك؟ لا ليس كذلك، فهي المرة الأولى التي آتي فيها إلى مراكش، هذه المدينة السياحية التي سحرتني بجمالها ومزيجها بين كل ما هو عصري وتقليدي في نفس الوقت. وما الذي يفعل هنا النجم المغربي مصطفى حاجي؟ (يضحك) لا، السؤال الذي أطرحه على نفسي هو ما الذي أفعله هنا، أما مصطفى فهو في بلده وفي منزله وأنا ضيف عنده لا غير. وما نوعية العلاقة الموجودة بينكما؟ هو صديق مقرب بالنسبة لي ونتعارف منذ الصغر، فنحن تقريبا ننحدر من نفس المدينة في فرنسا وليس بغريب أن نكون أصدقاء وربما أنتم فقط لا تعلمون بأننا أصدقاء. إنه أمر رائع أن تكون هناك صداقة بين لاعبين جزائريين ومغاربة، أليس كذلك؟ نعم فنحن إخوة ولا شيء يفرقنا واسأل مصطفى (حاجي كان في غرفة أخرى) يؤكد لك ما أقوله، وعلى العموم فإنني لم أشعر في يوم من الأيام بأننا لسنا من بلد واحد، فتقاليدنا نفسها ونصلي معا بالإضافة إلى أننا نتفاهم كثيرا في عديد النقاط. هل يمكن القول بأنك تنقلت إلى مراكش من أجل متابعة لقاء الجزائر مع المغرب؟ لا، لم أتنقل إلى مراكش بالتحديد لأجل متابعة اللقاء فتنقلي إلى هنا كان مبرمجا ربما قبل أن يتم تعيين ملعب مراكش لاحتضان المباراة، ولكن من الجيد أن يتزامن تواجدي هنا مع إجراء اللقاء. وهل ستتنقل إلى الملعب؟ نعم إن شاء الله، ومن غير المعقول أن يتواجد المنتخب الوطني بقربي في مراكش ولا أذهب لمتابعة اللقاء، وللإشارة فقط فإنني لا أريد لفت الانتباه من خلال تواجدي هنا (نقاطعه... لا تقلق فنحن من عثر عليك لا تنس ذلك). لكنك ستكون مناصرا هذه المرة، ألا يحز في نفسك هذا الأمر بعض الشيء؟ بطبيعة الحال يحز في نفسي، فلطالما حملت القميص الوطني وآمل دائما في التواجد مع الخضر وتمثيل الألوان الوطنية، لكن صدقني لا يوجد أي مشكل بالنسبة لي، أنا أحترم قرارات المدرب وخياراته وسأكون في المدرجات مناصرا إضافيا للمنتخب الوطني على أمل تحقيق نتيجة إيجابية في النهاية. وما هي الرسالة التي يمكن أن توجهها لرفاقك في المنتخب؟ ليست هناك رسالة معينة فهم واعون بحجم المسؤولية الملقاة عليهم وما ينتظرهم يوم المباراة، والأكيد أن اللقاء لن يكون سهلا عليهم ونفس الشيء بالنسبة للاعبي الفريق المنافس، لكن ما يمكنني أن أقوله لرفاقي هو ALLEZ LES VERTS وأمتعونا بمباراة جميلة أمام المغرب، فأنتم قادرون على ذلك ولدي ثقة كبيرة في أن تتمكنوا من تحقيق نتيجة هنا في مراكش. ألم تكن تنتظر دعوة من الناخب الوطني؟ صراحة نعم، لأنني عملت بكل جد في نهاية الموسم الحالي حتى أكون على أتم الاستعداد ورهن إشارة المدرب، لكن لا علينا لا يزال أمامنا الكثير وسأضاعف المجهودات على أمل الحصول على فرصة مقبلة للتواجد ضمن صفوف الخضر، وأنا الذي أوجد دائما تحت تصرف منتخب بلدي الذي أتشرف باللعب فيه أينما كنت وأينما حللت. هل نفهم من كلامك أنك يائس؟ لا إطلاقا لست يائسا، فعدم تواجدي في المنتخب الوطني ليس نهاية العالم، فالمدرب اختار الذين رآهم الأنسب للتواجد في المنتخب ومعنوياتي مرتفعة الآن، فأنا في عطلة بمراكش وأحاول الاستمتاع قدر المستطاع مع أصدقائي بعد عناء موسم شاق ولم يكن جيدا بالنسبة لي. لست محظوظا فحتى في لقاء الذهاب لما كان المدرب يفكر في إعادتك تعرّضت إلى إصابة... هذه هي كرة القدم، فلا تدري ماذا سيحدث لك اليوم أو غدا، وما علينا إلا تقبل كل شيء مثلما هو عليه. وعن مباراة 4 جوان أمام المغرب، كيف تراها من الوهلة الأولى؟ هي مباراة أقل ما يقال عنها أنها صعبة على الفريقين، لكن بالخصوص على المنتخب المغربي الذي يبحث لاعبوه عن الثأر بعد هزيمتهم في لقاء الذهاب، وهذا حق مشروع خاصة أن فرق المجموعة كلها بنفس الرصيد من النقاط، وكأن التصفيات ستنطلق من الآن وكل منتخب يريد حصد أكبر عدد ممكن من النقاط مبكرا لعدم الدخول في حسابات كان في غنى عنها في وقت سابق. وعن اللقاء في حد ذاته، كيف تتوقعه؟ يجب اللعب بالإرادة المعهودة، ورفاقي يتمتعون بهذه الإرادة التي صنعوا بها الكثير من النتائج الرائعة والتاريخ يشهد بذلك، وأتمنى فقط أن يكونوا في يومهم ويقدموا ما هو مطلوب منهم. تقصد تحقيق الفوز، أليس كذلك؟ نعم ولمَ لا، فالفوز يبقى واردا في مباراة من تسعين دقيقة في ظروف مواتية، فنحن لن نلعب في أدغال إفريقيا بل في المغرب بلد شقيق وشعبه طيب، ومن يكون أحسن فوق الميدان أكيد ستعود له الكلمة الأخيرة. وما هو مفتاح الفوز بهذا اللقاء حسب رأيك؟ يجب على لاعبينا التركيز كما ينبغي وعلى المدافعين تفادي ارتكاب الأخطاء السهلة حتى لا يتلقوا هدفا مبكرا من شأنه أن يخلط كامل الأوراق، بالإضافة إلى أن لاعبينا مطالبون بالصبر واختيار الوقت المناسب لشن هجمات معاكسة والسعي لمباغتة الفريق المنافس لنتمكن من العودة بالفوز وحتى التعادل يرضينا بالنظر إلى وضعية المجموعة. وما هي تكهناتك بنتيجة هذا اللقاء؟ من الصعب التكهن بالنتيجة النهائية لهذا اللقاء لكننا سنفوز بأقل فارق ولا أدري كيف سيكون ذلك والمهم أن نعود بالنقاط الثلاث. ومن سيكون صاحب الهدف؟ لا أحد يمكنه أن يتوقع، لكنني أتمنى أن يسجل العائد كريم مطمور الذي يوجد في أحسن لياقة ممكنة وهدف في مباراة مماثلة سيفيده كثيرا لا محالة. هل أنت في اتصال مع رفاقك في المنتخب؟ لقد كنت منذ أسبوعين في وهران والتقيت مع مجيد (يقصد بوڤرة) وأنا في اتصال دائم معه في حقيقة الأمر، ونفس الشيء بالنسبة ل نذير بلحاج وبعض اللاعبين الآخرين فنحن أصدقاء قبل كل شيء. وهل اتصل بك المدرب بن شيخة؟ لا لم يفعل ذلك. هل تتابع آخر مستجدات المنتخب وتحضيراته التي يجريها في إسبانيا؟ أنا لا أتابع كثيرا لأنني في عطلة وأفضّل فيها الابتعاد قدر المستطاع عن كل ما يتعلق بكرة القدم إلا أنني أتابع بعض أخبار المنتخب الوطني، مثلا التعداد في إسبانيا لم يكتمل بعد وكذا الحماس كبير داخل المجموعة وغير ذلك. نتحدث الآن عن وضعيتك في كيازر سلاوترن، هل ستبقى في هذا الفريق أم ستغادره؟ لا أدري بالضبط، فأنا لحد الآن باق في الفريق ولا يزال لي عقد لعامين آخرين، وسنرى ماذا سيحدث في الأيام القليلة المقبلة. بعض التقارير الصحفية في ألمانيا تحدثت عن إمكانية عودتك إلى فريقك السابق ماينز، ما تعليقك؟ لقد كانت هناك إمكانية لعودتي إلى ماينز في جانفي، لكن الآن ليس هناك أي اتصال لا من ماينز ولا من فريق آخر، وسأنتظر بعض الوقت ليتضح كل شيء. وكيف تقيّم موسمك الأول مع كايزر سلاوترن؟ بكل صراحة الموسم لم يكن في المستوى بالنسبة لي فلم ألعب كثيرا بالإضافة إلى أن الإصابات أضاعت لي الكثير من وقتي، وعلى الرغم من عودتي في جانفي إلا أنني أصبت مجددا وهذه هي كرة القدم، وأتمنى التدارك الموسم المقبل إن شاء الله. شكرا لك الشاذلي، ماذا تضيف في الأخير؟ أتمنى أن يقدم الخضر مباراة في المستوى يوم 4 جوان ويخرجوا بنتيجة إيجابية، وأريد أيضا توجيه التحية لبعض الأصدقاء على غرار هواري “سان ميشال“، سمير، أنس الشيراطون، مروان، نسيم من العاصمة وكل من يعرفني من بعيد أو من قريب، وأوجه التحية أيضا للأنصار الذين التقيت بهم في الطائرة وأنا قادم إلى الدارالبيضاء، وكذلك أوجه سلامي إلى كل أبناء مدينة وهران وكل الجماهير الجزائرية، دون أن أنسى صديقي سليم المتواجد معي والنجم المغربي الكبير مصطفى حاجي (يضحك)..