نشرت : المصدر جريدة الشروق الثلاثاء 05 أبريل 2016 11:25 استيقظ العالم على وقع فضيحة سمّيت "أوراق بنما"، التي كشفت حسب الجهة التي أوردت المعلومة، تورط 140 شخصية عربية وعالمية، ورد ضمن القائمة أيضا تورط جزائريين، إلى جانب بعض زعماء العالم ومقربيهم، منهم أحياء وأموات، ومنهم من مازال في السلطة ومنهم من غادرها، أهمهم فلاديمير بوتين، حسني مبارك، علاء مبارك، بشار الأسد، معمر القذافي، لاعب كرة القدم ليونال ميسي وآخرون، تورطوا حسب التسريبات في تهريب أموال إلى الملاذات الضريبية الآمنة، وأسالت منشورات وتسريبات لمكتب المحاماة "موساكا فونيسكا" العرق البارد لرؤساء ومسؤولين منهم 12 رئيس حكومة حالي، في سيناريو تفوّق على تسريبات "ويكيليكس". فجر مكتب المحاماة البنمي "موساكا فونسيكا" فضيحة حملت عنوان تسريبات "أوراق بنما" أو "بنما ليكس" وتتضمن 11.5 مليون وثيقة تكشف تحويلات مالية ضخمة، إلى ما يسمى ب"الجنات الضريبية" أو "الملاذات الآمنة"، وتعد أكبر فضيحة تسريبات بالوثائق والأرقام، لدرجة أنها تجاوزت فضيحة "ويكيليكس" برأي مراقبين، وتضمنت أسماء زعماء وقادة عالميين ورياضيين ومشاهير عددهم 140 من ضمنهم 12 رئيس حكومة حاليا، وكذا جزائريين، وتم ذكر أسماء وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب وفريد بجاوي ورضا هامش وعمر هبور .
هؤلاء متورطون في فضيحة بنما وكشف تحقيق استقصائي ضخم شاركت فيه أكثر من 100 مؤسسة صحفية عن جرائم التهرب الضريبي وتورط في قضايا فساد حول العالم تتعدى المليارات، وبحسب التحقيق الذي نشرته العديد من المؤسسات، وتهافتت عليه كبرى وسائل الإعلام الدولية، تحت اسم "أوراق بنما"، أن 11.5 مليون وثيقة كشفت احتيالا عالميا تقوم به شركات قانونية وبنوك كبرى تبيع سندات مالية لسياسيين ومحتالين وتجار مخدرات ومليارديرات ومشاهير ونجوم رياضة، يتم تهريب أموالهم بشكل سري خوفا من الضرائب. وكشفت وثائق بنما أبرز الشركات التي تتولى تهريب الأموال والتي يديرها رئيس وزراء أيسلندا، ورئيس وزراء باكستان، وملك السعودية، وابن رئيس أذربيجان، كما تتضمن الوثائق إيميلات وتفصيلات لحسابات بنكية، والتي تكشف كيف تم تهريب الأموال ضمن نظام مالي عالمي سري.. ومن بين المتورطين كذلك الرئيس السوري الحالي، بشار الأسد، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، وحتى لا لاعب الكرة الدولي ليونال ميسي الذي أعلن أمس عن مقاضاة المكتب البنمي.
التسريبات تورط جزائريين.. وشركة بوشوارب ترد ونشرت "أوراق بنما" تسريبات تتهم أسماء جزائرية بالتورط في إنشاء شركات وهمية وتحويل أموال، حيث قالت الجريدة الفرنسية "لوموند" إن الوزير الجزائري عبد السلام بوشوارب أسس شركة تحت اسم "كومباني روايال أريفال كور" في أفريل 2015 لتنشط ما بين تركيا والجزائر وبريطانيا في مجال التمثيل التجاري والأشغال العمومية والنقل عبر السكك الحديدية، وقام بوشوارب - حسب "لوموند" - بعدها بفتح حساب مصرفي ببنك "أن بي أد" بسويسرا وبعدها فرع لشركة أخرى تحت اسم "سي أو سي" للاستشارات ومقرها لوكسمبورغ.. ومباشرة وبعد نشر الملف علقت شركة بوشوارب بأن هذه الأخيرة تم تأسيسها بطريقة شفافة وبعيدا عن استغلال المنصب الوزاري. ووفقا لصحيفة "لوموند" دائما، على لسان المكلف بشؤون الشركة فإن "..بوشوارب لا يحتاج للسياسة ليعيش، وأنه وفي مرحلة اعتلائه منصب وزير حوّل ما قيمته 700 ألف أورو من بنك لوكسمبورغ إلى جنيف (ا نبي أد)، وهو البنك الوطني لأبو ظبي وفرعه السويسري والمختص في تسيير الثروات المالية".
17 شركة لفريد بجاوي.. ورضا هامش حوّل 1.75 مليون دولار كما تحدثت "أوراق بنما" عن مقربين من وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، على غرار فريد بجاوي، رضا هامش، وعمر هبور عبر ملف "سوناطراك2"، حيث تابعت العدالة الإيطالية أثر 198 مليون أورو التي تم تقديمها كعربون من طرف الشركة البترولية الإيطالية سايبام وفق عقود المبادلات مع سوناطراك، وتحدثت الجريدة الفرنسية "لوموند" عن تحويل هذه الأموال إلى الملاذات الضريبية عبر المكتب المالي "موساك فونيسكا" الذي أسس مكاتب خارجية، لفريد بجاوي وأحد هذه الشركات هي "بيرل بارتونارز" بهونكونغ والذي استقبل 198 مليون دولار من حساب إماراتي، جزء منها حولت لحساب سويسري لبنك "إيدموند دو روتشيلد"، وكان فريد بجاوي يتمتع بقرار تسيير شركة "سورينغ أسوسيايت أل أن سي" وهي الوجهة التي تم تحويل الأموال إليها. وفي هذا البنك، قام رضا هامش وهو رئيس أسبق لديوان الرئيس المدير العام لسوناطراك، بفتح حساب بقيمة تقارب 1.75 مليون دولار تم ضخها ما بين صيف 2009 وجانفي 2010، وتم إدراج اسم فريد بجاوي ضمن 17 شركة خارجية موطنة ببنما والجزر العذراء البريطانية والإمارات العربية المتحدة، وهو ما قاد العدالة الإيطالية للتحقيق في الشركات التي أسسها فريد بجاوي، وبعد ذكر اسمه في العديد من القضايا والإعلام سنة 2013، أمرت وكالة التحقيق المالي الحكومية البريطانية في مراسلة لمكتب "مورساك فونسيكا" بالتحقيق في خلق عدة شركات بين 2004 و2010 وقادت التحقيقات لشركة يطلق عليها اسم "مينلك"، المملوكة لفريد بجاوي وعمر هبور والتي استقبلت 30 مليون أورو في أحد حساباتها بلبنان، حسب لوموند الفرنسية. هذا وأعلنت الحكومة البنمية أنها ستتعاون بشكل وثيق مع القضاء إذا ما تم فتح تحقيق في القضايا المسربة.
هذا هو مكتب "موساك فونسيكا" و"أوراق بناما" "موساك فونسيكا" مفجر فضيحة "أوراق بناما"، هو مكتب محاماة بنامي يعمل بعيدا عن الأضواء، وتضم لائحة زبائنه شخصيات بارزة، وهو متخصص في قضايا التهرب الضريبي. وكشف هذا المكتب عن تحقيق أجرته أكثر من 100 وسيلة إعلام على أساس وثائق سربت من هذا المكتب، وتذكر أن أكثر من 140 مسؤولا سياسيا وشخصية بارزة هربوا أموالاً إلى ملاذات ضريبية، وفي هذه الوثائق المتضمنة في 11 مليون صفحة تظهر أسماء رجال سياسة ورياضيين ومشاهير وكذا الإجراءات التي يبدو أن المكتب استخدمها لتمويه التهرب الضريبي بينها اللجوء إلى ملاذات ضريبية. ولم تعرف الطريقة التي سربت بها الوثائق، حيث حصلت عليها أولا صحيفة "تسود دويتشه تسايتونج" الألمانية قبل أن يتولى الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين توزيعها على 370 صحافي من أكثر من 70 بلدا من أجل التحقيق فيها في عمل شاق استمر حوالي عام كامل.