نشرت : المصدر موقع "الشروق" الجزائري الثلاثاء 11 ديسمبر 2018 10:30 نطقت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، الإثنين، بإدانة الابن المتهم بجناية الاعتداء العمد على والده بالسلاح الأبيض، والتسبب له في عاهة مستديمة في عيد الأضحى المبارك بمنطقة بئر الجير، بالسجن النافذ لمدة 6 سنوات، فيما تنازل الضحية عن حقه في الدعوى المدنية. تعود حيثيات هذه القضية إلى تاريخ 01-09-2017، المصادف لليوم الأول لعيد الأضحى المبارك، بمنزل الضحية (خ. ب) وابنه العشريني (خ. أ)، الكائن ببلدية بئر الجير، حيث دارت مناوشات حادة بين الطرفين حول نزاع قديم يتعلق بمسكن العائلة، وكان الابن هو من بدأ بإشعال نار الفتيل فيها، عندما أخذ يسب والده ويحاسبه، محملا إياه مسؤولية تعقيد المشكل القائم مع عمته، قبل أن يحتدم الخلاف أكثر، ويتوعده بالاعتداء عليه وعلى إخوته غير الأشقاء، وأمام هذا الوضع الذي بدأت ترتسم فيه ملامح العنف، قال الضحية خلال التحقيق، أنه فضل التريث إلى حين تفرغه من سلخ الأضحية، وبعدها توجه مباشرة إلى مقر الأمن الحضري بدائرة بئر الجير، أين طلب الحماية، والتدخل مخافة أن يرتكب ابنه الثائر حماقة أكبر في حقه أو في حق أحد من إخوته، لكنه حين عاد إلى منزله، تفاجأ بالمتهم في حالة هيجان أشد، مضيفا أنه لاحقه إلى غرفته، حاملا بيده سكينا كبيرة، وراح يلوّح بها تجاهه، وحاول الأب الدفاع عن نفسه، بقطعة معدنية اتخذها بمثابة درع، فإذا بالمتهم يجهز عليه بسرعة البرق، ويوجه له ضربة بالسكين استهدفت يده اليسرى، وتسببت له في بتر أصبعي السبابة والوسطى دفعة واحدة، وهو الاعتداء الذي خلف له عاهة مستديمة، وعجزا لمدة 30 يوما حسب تقدير الطبيب الشرعي. أما المتهم فقد اعترف أمام قاضي التحقيق بإضراره بوالده الضحية، وأنه هو من قطع له أصبعيه، وكرر نفس الاعتراف أثناء جلسة المحاكمة، لكنه نفى قيامه بذلك عمدا، مبررا فعلته تلك أنها كانت وليدة استفزازات وإهانات بالجملة كان يتلقاها المتهم على مدار حياته بسبب والده، لاسيما عندما أصبح محل سخرية في وسطه العائلي، ولمزه بكلمة لقيط، إضافة إلى التراكمات التي نقشت في ذهنه، وجعلته يرى والده على هيأة وحش نغص عليه وعلى والدته حياتهما، حيث كان يشاهده منذ نعومة أظافره وهو يضرب أمه، ويهينها إلى أن أصيبت بمرض عقلي، وعندها قام بتطليقها وإعادة الزواج بامرأة أخرى، أسس معها أسرته الجديدة المكونة من 7 أبناء، قبل أن يضيف القطرة الأخيرة التي أفاضت كأسه، وكانت السبب المباشر الذي زج به في السجن وجره لارتكاب جناية في حق أحد الأصول، حيث صرح للمحكمة أن شجاره الأخير مع أبيه، حركه نزاع عائلي ومتجدد حول المسكن الضيق الذي تتقاسم السكن فيه عائلة والده، وعمته المطلقة التي يعتبرها المتهم بمثابة أمه، ذلك أنها قامت بتربيته والاعتناء به بعد تفكك أسرته وطلاق والدته البيولوجية، وهو عبارة عن حوش قديم ملك للضحية (خ. ب) وإخوته في الشيوع، حيث حاول هذا الأخير ضم غرفة أخرى من المسكن لترقد فيها بنتيه، ويفرقهما في المضجع عن إخوتهما الذكور، لكن هذا الأمر لاقى رفضا من شقيقته التي تحتل عددا من الغرف أكبر مما هم متاح لعائلته الصغيرة، وبحكم أن المتهم كان يعيش مع هذه الأخيرة، فإن موقفه حيال الخلاف الدائر بين الأخوين كان يميل بالمساندة والدعم لصالح العمة وضد الأب الذي كان يعتبره غير محق في تصرفه المذكور، إلى أن تطور الصراع إلى ما قادهما إلى أروقة المحاكم، وعليه التمس النائب العام في حق المتهم (خ. أ)، عقوبة السجن لمدة 12 سنة، قبل أن تنطق هيئة المحكمة بالحكم المذكور أعلاه. خ. غ