دخلت مولودية الجزائر عالم الاحتراف من الباب الواسع وعلى طريقة الكبار، بعدما وافق أعضاء مجلس الإدارة على بيع الشركة إلى شركة "إديل -تيليكانو. ألجيري" الإيطالية والمختصة في أشغال الطرقات وبناء الملاعب، حيث لم يحتج ممثلو الشركة سوى ساعتين من الزمن ليكسبوا ثقة أعضاء مجلس الإدارة الحالية بفضل مشروعهم الطموح، وأرغموا الحضور على التوقيع على وثيقة بيع النادي على طريقة الأندية الكبيرة ووفق ما يقتضيه عالم الاحتراف. الإيطاليون تأخروا ب45 دقيقة وعوف كان في استقبالهم وقد كانت كل الأنظار موجهة عشية أمس إلى فيلا الشراقة والتي كانت مسرحا ليوم تاريخ سيبقى راسخا في أذهان كل عشاق اللونين الأخضر والأحمر، حيث وصل أغلبية أعضاء المجلس ال11 بالتداول قبل موعد الاجتماع الذي حدد في الساعة الثالثة، وكان قد سبقهم عوف الذي له الفضل في مجيء الإيطاليين واختيارهم للمولودية من أجل التشهير لشركتهم، ولكن ممثلي الشركة الإيطالية أحدثوا "سوسبانس" حقيقيا بعدما تأخروا ب45 دقيقة ولم يصلوا إلا في حدود 15:45 ووجدوا عوف في استقبالهم وقدمهم للأعضاء الحاضرين. حوالي 200 "شنوي" اعتصموا أمام الفيلا لأجل هذه اللحظة التاريخية وبما أن الحدث لا يمكن أن يضيع، فقد أبى بعض الفضوليين من "الشناوة" إلا أن يصعدوا إلى فيلا الشراقة ومراقبة ما كان يحدث بالداخل عن كثب وبطريقة سلمية أيضا، حيث تجمهر ما يراوح قرابة 200 "شنوي" أمام الفيلا لأجل هذه اللحظات التاريخية، وكانوا في استقبال الإيطاليين كما عبروا علانية عن فرحتهم بعد خروج المجتمعين بالخبر السعيد وظلوا يهتفون بحياة فريقهم الذي سيعرف قفزة نوعية وسابقة في تاريخ الأندية الجزائرية. الإيطاليون يؤكدون على استثمار 10 ملايين أورو على 3 سنوات أمام بخصوص فعاليات الاجتماع الذي دار بين أعضاء المجلس وممثلي الشركة الإيطالية فقد علمنا أنه دام قرابة ساعتين كاملتين، قدم فيه الإيطاليون مشروعهم الثري وأكدوا استعدادهم للدخول بمبلغ 10 مليون أورو على ثلاث سنوت، وشراء 66 بالمائة من الأسهم، حيث سيستثمرون في الموسم الأول 3،5 ملايين أورو (أي ما يعادل 40 مليار سنتيم بالعملة الجزائرية) وقدموا حتى الأوراق والمستندات التي تثبت أنهم يملكون فعلا هذا المبلغ وأنهم ليسوا بالشركة الوهمية كما حاول البعض أن يروج له لقطع الطريق أمام هذه الشركة. سيوقعون على وثيقة مسح الديون وإعادة 5 ملايير لغريب وبالإضافة إلى استعداد الشركة الإيطالية لشراء 66 بالمائة من الأسهم، فإن المجتمعين تطرقوا أيضا إلى موضوع الديون الثقيلة التي تثقل كاهل الفريق والمقدرة ب16 مليار سنتيم، حيث طلب ممثل الشركة من عوف تقديم الأدلة التي تثبت وجود هذا المبلغ قبل الشروع في عملية التسديد، وحتى مبلغ 5 ملايير الذي يقول غريب إنه صرفه من ماله الخاص فقد وافق الإيطاليون على إعادته لمنسق الفرع السابق لكن شريطة تقديم الأدلة أيضا. الشركة تدعى "إديل بيليكانو -ألجيري" ومختصة في الأشغال العمومية وحسب ما علمته "الهداف" من مصادرها الخاصة فإن عوف كان يؤكد في بادئ الأمر أن الشركة الإيطالية مختصة في وسائل الري وأنها كانت في إيطاليا من أجل مغالطة بعض الأشخاص من أصحاب النوايا الخبيثة، وظل يصر على أن تبقى الشركة سرا بينه وبين الإيطاليين وذراعه الأيمن لونقار إلى غاية اجتماع الأمس، حيث تفاجأ أعضاء المجلس لما علموا أن شركة "إديل -تيلياكنو -ألجيري" مختصة في الأشغال العمومية وبناء الملاعب والقاعات الرياضية وهي تحاول الدخول إلى سوق الاقتصاد الجزائرية من بوابة المولودية نظرا لعراقة الفريق وسمعته. بوهراوة يستقيل، عوف رئيسا جديدا وعملية الاكتتاب هذا الأحد وبما أن عامل الوقت لم يعد لا في صالح مجلس الإدارة لإنقاذ المولودية من الإفلاس والنزول إلى القسم الثاني ولا في صالح الإيطاليين الذين يريدون المرور إلى الخطوات العملية، فقد تسارعت الأحداث داخل الفيلا، حيث كان بوهراوة عند وعده واستقال من منصبه ليفسح بذلك المجال أمام عوف الذي يريده الإيطاليون مديرا جديدا لمجلس الإدارة مادام أنهم اشتروا غالبية الأسهم. فرانسيسكو بيليكانو: "مستعد لشراء أي لاعب يريده المدرب في الميركاتو" وكان المدير العام للشركة فرانسيسكو بيليكانو قد تحدث مباشرة بعد نهاية الاجتماع مع عوف، حيث هنأه على نجاحه في إقناع أعضاء المجلس ومن جملة ما قاله لعوف ما يلي: "أنا سعيد بالشراكة مع أصدقائي الجزائريين، ونحن هنا من أجل إعادة هذا الفريق العريق إلى أمجاده، سنبني مركز تكوين لأن هدفنا منح الفرصة إلى أبناء الفريق، لكن إذا كان هناك لاعب معين يريده المدرب في الميركاتو فأنا مستعد لشرائه".