سجّل المنتخب الوطني الجزائري الأولمبي سهرة أمس هزيمة ثقيلة جدا وغير متوقعة تماما، بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف واحد، أمام حيرة الجميع. وبهذه النتيجة يتبخّر حلم التأهل إلى الألعاب الأولمبية التي ستجرى بلندن. النيجيريون أوّل من باشروا التهديدات في الربع ساعة الأول عرفت المرحلة الأولى من هذه المباراة تكافؤا كبيرا في اللعب خاصة في الربع ساعة الأولى، وكأن الفريقين كان خائفين من تلقي هدف السبق خاصة من جانب المنتخب الجزائري، وذلك يعني أن المهمة ستكون معقدة أكثر مما هي عليها من قبل، ولهذا يطلب المدرب أيت جودي في كل مرّة من اللاعبين العودة سريعا إلى الخلف. وأول محاولة في هذا الشوط كانت في الربع ساعة الأول لصالح المنتخب النيجيري عن طريق “لاوال“، فبعد سلسلة من المراوغات خارج منطقة العمليات يقذف بكل قوّة وكرته جانبت القائم الأيمن بقليل للحارس معزوزي. بونجاح كاد يباغت “أجيبو“ والدفاع ينقذ الموقف ردّ فعل المنتخب الجزائري بعد السيطرة الطفيفة من جانب النيجيريين في الربع ساعة الأول جاء في (د32) عن طريق بونجاح، الذي تلقى كرة في وسط الميدان من زميله سعيود، يتوغل داخل المنطقة يصوب بكل قوة، لكن تدخل الدفاع المنتخب النيجيري كاد يغالط حارسهم وتخرج الكرة ببضع سنتيمترات فوق العارضة مباشرة إلى الركنية التي لم تحمل أيّ جديد. رأسية بن علجية يسبقها تدخّل الحارس في (د34) وفتحت المحاولة التي ضيّعها بونجاح المجال لمواصلة ضغطهم على المنتخب النيجيري، ففي (د34) توزيعة ممتازة من بونجاح على الجهة اليمنى ناحية نقطة ركلة الجزاء أين كان موجود بن علجية، ورأسية هذا الأخير عرفت تدخلا قويا من الحارس “أجيبو“ الذي يبعد الكرة إلى الركنية، ويفوّت فرصة ثمينة لفتح المنتخب الجزائري الهدف الأول، ويحفز لاعبيه على نقل الخطر إلى منطقة المنتخب النيجيري. “ميشال“ يحاول بكرة ثابتة والدفاع الجزائري بالمرصاد ومع مرور الدقائق استرجع المنتخب النيجيري زمام الأمور وأصبح يسيطر أكثر على هذا الشوط، فبعدما لم يفلح في تشكيل خطورة على مرمى الحارس معزوزي، راح يعتمد على الكرات الثابتة، على غرار (د38) بواسطة ميشال، الذي ينفذ مخالفة مباشرة وبصعوبة كبيرة يُبعد الدفاع الجزائري الكرة إلى الركنية، أمام احتجاجات المدافعين الجزائريين فيما بينهم بعد الثغرات الموجودة في وسط الدفاع. بونجاح يعطي التفوّق للجزائر ويحرّر زملاءه في (د42) قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق استطاع أشبال المدرب أيت جودي أن يجسّدوا الفرص القليلة التي أتيحت لهم في الدقائق الأولى، وبعد تهاون في دفاع المنتخب النيجيري الذي حاول أن يلعب طريقة التسلل فشل فيها، تمكن بيطام من التقاط الكرة على الجهة اليسرى، يمرّر على طبق ناحية بونجاح الذي وجد نفسه وجها لوجه ويتمكن من فتح باب التسجيل محرّرا زملاءه ويعيد أمل التأهّل من جديد. ردّ النيجيريين كان سريعا وبن العمري يُبعد الكرة من خطّ المرمى وكان ردّ فعل المنتخب النيجيري بعد هدف منتخبنا الوطني الجزائري، سريعا جدا بعد ثلاث دقائق فقط من هذا الهدف، فبعد أخذ ورد داخل المنطقة من مهاجمي المنتخب النيجيري، في المرّة الأولى الحارس معزوزي يصدّ الكرة لتعود إلى “أديول“، الذي يقذف للمرّة الثانية على التوالي وبن العمري يخرج الكرة من خط المرمى، وينقذ المنتخب الجزائري من تلقي هدف التعادل أمام خيبة النيجيريين. “أوسييس“ من بعيد ومعزوزي في المكان المناسب يحافظ على تقدّم الجزائر آخر محاولة في هذا الشوط كانت مرّة أخرى للنيجيريين الذي سعوا بشتى الطرق للعودة في النتيجة قبل نهاية المرحلة الأولى، في (د45) “أوسيس“ يسترجع كرة في وسط الميدان ينطلق بها نحو المرمى يسدّد بكل بقوة لكن كرته وجدت الحارس معزوزي في المكان المناسب يتصدّى لهذه المحاولة. لتنتهي المرحلة الأولى بتفوّق المنتخب الوطني بهدف مقابل صفر على نظيره النيجيري، أمام فرحة كبيرة من لاعبي “الخضر”. خطأ فادح من معزوزي والجدار البشري يكلّفهم غاليا لم يعرف أشبال المدرب عزالدين أيت جودي دخول المرحلة الثانية من هذه المباراة، حيث عادوا منذ البداية إلى الوراء، ما أجبرهم على ارتكاب الأخطاء قربة منطقة العمليات. فبعد دقيقة واحدة من انطلاقة الشوط الثاني، “لاوال“ مسجل الهدف الأول ينفذ مخالفة مباشرة أسكن على إثرها الكرة في شباك الحارس معزوزي، معادلا النتيجة، وذلك بعد تحرّك الجدار البشري وخطأ الحارس معزوزي. عواج يفوّت على الجزائر فرصة تعميق الفارق على مرّتين في (د50) وحرّك الهدف الذي سجله “لاوال“ في مرمى الجزائر، قليلا من آلة سعيود ورفاقه، حيث يتلقى عواج في (د50 ) كرة ممتازة في العمق يتوغل داخل المنطقة لكن قذفته يصدّها في المرة الأولى الدفاع، لتعود إليه ويجد نفسه وجها لوجه لكن التصويبة جانبية، ويفوّت على المنتخب الجزائري فرصة إضافة الهدف الثاني، وامتصاص حرارة النيجيريين الذين ظهروا منذ الوهلة الأولى أكثر حرارة فوق أرضية الميدان. بونجاح وجها لوجه ويضيّع ما لا يضيّع وحاول رفقاء عواج فرض منطقهم في الدقائق الأولى من المرحلة الثانية، فبعد المحاولة الأولى التي ضيّعها عواج، أتيحت مرّة أخرى فرصة للاعب بونجاح الذي تلقى في (د51) كرة ممتازة من بن علجية على الجهة اليسرى، بونجاح يجد نفسه وجها لوجه وأمام شباك شاغرة رأسيته تخرج ستة أمتار، أمام حسرة كبيرة من المدرب عزالدين أيت جودي. (د55) بونجاح أمام مرمى شاغرة وكرته جانبية وفي (د55 ) يسترجع سعيود كرة في وسط الميدان ينطلق بها ناحية الهجوم، يمرّر ناحية بونجاح الذي كان وجها لوجه أمام الحارس النيجيري “أجيبو“، لكنه لم يعرف استغلال الفرصة بعد أن مرّت قذفته جانبية، أمام حيرة زملائه الذين كانوا يعتقدون أنه الهدف الثاني، وبذلك يفوت مرّة أخرى فرصة ثمينة لإضافة الهدف الثاني. (د58) بن علجية يحاول من بعيد وكرته جانبية ومع مرور الدقائق لم يستطع المنتخب الجزائري المواصلة بنفس الوتيرة، وعاني كثيرا من الناحية البدنية، بدليل أن الحملات لم تكن بنفس الفعالية التي كانت في الدقائق الأولى. ففي (د58) بن علجية وعوض أن يواصل بالكرة نحو المرمى، فضّل القذف من بعيد لكن كرته كانت ضعيفة وجانبت إطار المرمى. “لاوال“ يعمّق الفارق بقذفة قوية في (د72) وتمكن مرّة أخرى “لاوال“ من إضافة الهدف الثاني في (د72) بعد تهاون في دفاع المنتخب الجزائري الذي كان غير منظم وترك فراغات كثيرة استغلّها المنافس، فبعد تمريرة جميلة من أحد زملائه يقذف بكل قوّة ويتمكن من توقيع الهدف الثاني ويحرّر رفقائه. (د86 ) “لاوال“ يقضي على أحلام الجزائريين بتوقيعه الهدف الثالث لاحظ المدرب النيجيري التعب الشديد البادي على العناصر الوطنية، وطلب من لاعبيه الصعود بغية إضافة أهداف أخرى، وبالفعل حقق هذا المدرب هدفه في (د72) عن طريق “لاوال“، الذي قاد هجوما معاكسا مباشرا لم يتمكن مدافعو المنتخب الجزائري من الجري معه، لينفرد بالحارس معزوزي ويتمكن من إَضافة الهدف الثالث وتعميق الفارق لصالح فريقه. وهذا الهدف قضى على أحلام الجزائريين خاصة أنه أصبح من المستحيل العودة في النتيجة. انهيار كلّي للمنتخب الجزائري بعد الهدف الرابع من “أوسيس“ وقضى الهدف الثالث الذي سجّله المنتخب النيجيري في مرمى الحارس معزوزي كلية على لاعبينا الذين لم يفهموا شيئا من “سيناريو“ المباراة، فبعدما كانوا متقدّمين في النتيجة، وجدوا أنفسهم منهزمين بثلاثة أهداف كاملة في (د86)، ولم يكونوا يدركوا أن “أوسيس“ سيوقع الهدف الرابع بعد توغله داخل المنطقة بكل سهولة. لينتهي اللقاء بهزيمة نكراء لأشبال المدرب أيت بأربعة أهداف كاملة مقابل هدف واحد.