استبشر الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش وكافة متتبعي لاعبينا الدوليين خيرا، بالتألق المستمر للظهير الأيسر نذير بلحاج مع ناديه السد القطري واطمأن الجميع قبيل لقاء غامبيا المقبل على الجهة اليسرى لدافع منتخبنا في ظل تواجد بلحاج في أفضل أحواله، وتواجد مصباح في ذات الحال مع ناديه الإيطالي الجديد "ميلان". غير أن المفاجأة غير السارة التي كانت في انتظار المسؤول الأول على العارضة الفنية لمنتخبنا، جاءت من اللاعب بلحاج الذي طلب بصفة رسمية الإعفاء عن لقاء غامبيا المقرر يوم 29 فيفري المقبل، بسبب ظروف عائلية قاهرة، حيث أكدت "الفاف" على موقعها الرسمي أن بلحاج تحدث مع حليلوزيتش وطلب أن يعفيه لأسباب عائلية. الظاهر أن مشاكل اللاعب مع زوجته الثانية هي السبب وللوهلة الأولى يتبادر إلى ذهننا أن سبب هذا الطلب الغريب نوعا، يعود إلى المشاكل والمتاهات التي دخل فيها اللاعب منذ زواجه الثاني، فكما سبق أن تطرقنا له وبالتفصيل في عدد من أعدادنا الماضية، فإن الزوجة الأولى لبلحاج رفعت عليه دعوى قضائية بحجة الجمع بين زوجتين، في وقت يجرم القانون الفرنسي ذلك. وربما قد تكون هذه القضية السبب في مطالبة بلحاج إعفاءه من لقاء غامبيا، وربما يكون مدعوا من العدالة الفرنسية للرد على اتهامات زوجته الأولى في التاريخ الذي ستجرى فيه مباراة الذهاب أمام غامبيا، لأننا لا نجد سببا آخرا غير ذلك يجعل بلحاج يقدم على خطوة المطالبة بالإعفاء من لقاء مهم، لمنتخبنا الوطني خلال سباقه للوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013. الخوف من اللعب في القارة السمراء مستبعد وقد أثار طلب بلحاج من مدربه الإعفاء من خرجة غامبيا، العديد من ردود أفعال الجزائريين ومتتبعي المنتخب الوطني عبر المواقع الكروية والمنتديات حيث تباينت ردود الأفعال، غير أن الأغلبية استنكرت طلبه هذا، واتهمته بالخوف من اللعب في أدغال إفريقيا واختيار اللقاءات والمواعيد الكبرى للعب. غير أنها اتهامات لا محل لها من الإعراب بما أن بلحاج سبق له أن لعب في القارة السمراء في أكثر من خرجة. لعب مرة هناك في عهد كافالي ولعل ما يؤكد أن بلحاج حقا يعاني من مشاكل عائلية قاهرة، ونخص بالذكر مشكلته مع زوجته الأولى، ولعل أيضا ما يؤكد أنه لم يقدم على هذا الطلب خوفا من اللعب في جحيم غامبيا، هو مشاركته في غامبيا من قبل وبالضبط سنة 2007 خلال عهد المدرب الفرنسي ميشال كافالي. يومها لعب بلحاج اللقاء الذي خسرته الجزائر بثنائية مقابل هدف وحيد كاملا، فكيف له اليوم وبعد كل الخبرة التي اكتسبها مع المنتخب، أن يحجم عن التنقل إلى غامبيا دون أن يكون حقا يعاني من مشاكل عائلية قاهرة. البوسني لديه حلولا بتواجد مصباح وحتى إن كان المدرب حليلوزيتش لم يبد أي موقف حتى الآن، إن كان سيعفي لاعبه أم لا عن تلك المباراة، إلا أن المنطق يوحي بأنه سيعفيه رسميا من خوض تلك السفرية، لاسيما أن الناخب الوطني يمتلك حلولا على الجهة اليسرى من الدفاع، في ظل تواجد الوافد الجديد على "ميلان" الإيطالي جمال مصباح، الذي حتى إن لم يشارك مؤخرا في لقاء "ميلان" أمام "نابولي" لخيارات تكتيكية، إلا أنه يبدو في أفضل رواق ليكون الظهير الأيسر لمنتخبنا الوطني في "بانجول"، لما يتمتع به من إمكانات كبيرة على تلك الجهة. وكادامورو يستدعى للقاء غامبيا ولحليلوزيتش حل آخر قد يجعله يبصم بالعشرة على إعفاء بلحاج، بل أن غياب اللاعب عن لقاء غامبيا قد يصب في صالح المدرب كي يستدعي كادامورو الذي يتألق من يوم لآخر مع ناديه الإسباني "ريال سوسييداد"، وأقنع الناخب الوطني بما يقدمه من مردود من جولة لأخرى. فإذا كان استدعاء كادامورو من قبل يبدو أمرا صعبا أو محرجا بعض الشيء في ظل تواجد بلحاج ومصباح، فإن الفرصة الآن مواتية لتوجيه الدعوة له دون حرج في لقاء غامبيا، الذي يتطلب لاعبين محاربين بالنظر إلى طريقة اللعب الخشنة التي يعتمد عليها المنافس، والياسين بن طيبة كادامورو تتوفر فيه مواصفات المدافع المحارب والمتعدد المناصب، وبالتالي فإن دعوته لهذا اللقاء تعد منطقية. صدور الخبر في بيان ل "الفاف" لتفادي التأويلات بعد إبعاد بلحاج ومن المؤكّد أنّ "الفاف" أرادت تفادي التأويلات بعد الإعلان عن الخبر عبر بيان رسمي بث على موقعها أمس، لأن إعفاء بلحاج بات أمرا أكيدا الآن بعدما راج الخبر، وذلك لتفادي التأويلات يوم يعلن حليلوزيتش عن قائمته الرسمية للقاء غامبيا. فمن الممكن يومها أن يذهب البعض إلى التأكيد أن حليلوزيتش أبعده حتى يشعره بشراسة المنافسة حول المناصب في جهته اليسرى، كما من الممكن أن يذهب البعض الآخر للتأكيد أن مستواه تراجع (رغم أنه في تصاعد). ولتفادي كل ذلك وتمهيدا لقبول طلب بلحاج هذا، وإعفائه من لقاء بانجول صدر الخبر في بيان رسمي. ولوضع اللاعب أمام الأمر الواقع ويحمل إعلان الخبر عبر الموقع الرسمي الفاف دلالات أخرى، منها وضع اللاعب أمام الأمر الواقع، والتأكيد أنه هو من طلب الإعفاء وليس المدرب من أقصاه من اللقاء، وذلك حتى يتحمل مسؤولياته إن هو فقد يوما ما مكانته الأساسية التي صارت في خطر، في ظل تألق مصباح وبروز كادامورو كمنافس جديد تألق في سماء "الليغا" الإسبانية، حتى أمام العمالقة من حجم برشلونة وريال مدريد. مواقع تصطاد في المياه العكرة وتؤكد وضعه حدا لمسيرته مع "الخضر" وذهبت العديد من الأطراف مثلما دأبت في كل مرة، إلى تفسير طلب بلحاج بطريقتها الخاصة، فرغم أن موقع "الفاف" قال إن الطلب يعود لمشاكل عائلية، إلا أن العديد المواقع ذهبت إلى التأكيد أن اللاعب طلب من حليلوزيتش ألا يعول عليه مستقبلا، ولا يستدعيه مجددا لمباريات "الخضر"، بمعنى أنه قرر وضع حد لمسيرته الكروية الطويلة مع المنتخب الوطني. وهو ما لا أساس له من الصحة، بما أن بلحاج لا يزال قادرا على اللعب في صفوف المنتخب (يبلغ من العمر 29 سنة فقط)، فضلا على أنه لم يواجه أي مشاكل تجعله يقدم على هذه الخطوة التي قد تورطه تجاه كافة الجزائريين، الذين يكنون له كل التقدير والاحترام. والظاهر أن حمى السبق قد طالت حتى المواقع التي هرولت واستبقت الأحداث وحكمت على مجرد خبر عادي نشره موقع الاتحادية، بأن بلحاج قد وضع حدا لمسيرته الكروية. بلحاج يتفادى دخول فرنسا بسبب قضيته مع زوجته وفي وقت لجأت فيه وسائل الإعلام الفرنسية وبعد المواقع الكروية إلى التأكيد على أن بلحاج قرر وضع حد نهائي لمشواره مع المنتخب الوطني، تمكنت "الهداف" من التوصل إلى الخبر اليقين الذي جعل اللاعب يحجم عن سفرية "بانجول"، وهو أمر يرتبط بما أكدناه حول قضيته مع زوجته الأولى التي رفعت عليه دعوى قضائية بسبب زواجه عليها مرة ثانية، إذ كشفت لنا مصادرنا الخاصة أن القانون الفرنسي الذي يجرم الجمع بين زوجتين و يجبر المتهم في مثل هذه القضايا على الخضوع للمساءلة، وبما أن العدالة الفرنسية إستمعت إلى أقوال مطلقة بلحاج دون أن تستمتع إليه، فإن دخوله التراب الفرنسي يجبره على عدم الخروج منه قبيل أن يجيب على أسئلة قاضي التحقيق، ومنتخبنا وكما هو معلوم سيكون على موعد لتربص قصير في "باريس" قبيل السفر إلى "بانجول" مع نهاية الشهر الجاري، وحتى لا يتعرض بلحاج إلى التوقيف في فرنسا لدى دخوله ترابها تحاشى السفر إلى "بانجول" ولم يجد حرجا في مطالبة مدربه بذلك إلى غاية أن تسوي قضيته مع زوجته الأولى، وهذه هي حقيقة قضية بلحاج الذي لم يفكر بتاتا في الإعتزال مثلما ذهب البعض إلى تأكيده. ------------ بلحاج: "غيابي عن مباراة غامبيا لا علاقة له بمشكلة زوجتي الأولى" التقينا نذير بلحاج بعد نهاية الحصة التدريبية لنادي السد القطري مساء أمس، واستفسرناه عن قضية طلب إعفائه من لقاء غامبيا المقبل المقرر هذا الشهر، بلحاج أكد الخبر وكشف أن السبب عائلي ولا علاقة له بمشكلة زوجته الأولى، وتحدث عن سبب طلبه عدم لعب هذا اللقاء، وكشف أيضا عن تقبله مبدأ المنافسة مع مصباح، وهو ما تطالعونه في هذا الحوار... نشرت الاتحادية الجزائرية عبر موقعها الالكتروني أنك طلبت إعفاءك من لقاء غامبيا، هل هذا صحيح؟ نعم هذا صحيح، لقد حدث ذلك، وطلبت إعفائي من لقاء غامبيا لوجود أسباب تمنعني من الذهاب في هذه السفرية. البيان أكد أنك تحدثت مع الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش بهذا الخصوص؟ نعم لقد تحدثت مع الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش وأكدت له عدم قدرتي على المشاركه فى هذه المباراة فى ظل ظروفي العائليه الخاصة والتى أرتبط بها فى فرنسا خلال هذا التوقيت، حيث لا يمكنني أن أسافر مع المنتخب إلى غامبيا، لذا طلبت منه إعفائي وتفهم الأمر بشكل عادي. هل هذه الظروف متعلقة بقضية زوجتك السابقة والدعوة القضائية التي رفعتها ضدك؟ لا بتاتا هذه الظروف العائلية لا علاقة لها تماما بالمشكلة السابقة مع زوجتي الأولى والتى انتهت علاقتي بها تماما، وليس لدي أي مشكل من هذا الجانب. ألا تخشى أن تؤثر هذه القضية على مستقبلك مع "الخضر"؟ غيابي عن مباراة غامبيا لن يؤثر على مسيرتي مع المنتخب لأن الأهم أن أكون فى كامل تركيزي وبنسبة 100 بالمائة خلال مبارياتي مع "الخضر" ولذلك طلبت من المدرب السماح لي بعدم المشاركة في المواجهة المقبلة ل "الخضر"، لأن الأمر يتعلق بمنتخب وطني ويجب أن نكون في كامل إمكاناتنا لما نحمل ألوانه، لذا فضّلت عدم الذهاب مادام تركيزي مشتتا. غيابك عن لقاء غامبيا سيعطي نقاط إضافية لمصباح وقد يحسم أمر المنافسة لصالحه، ألا تخشى هذا العامل؟ دائما أسعى وأجتهد للتواجد مع المنتخب، وفي مرات عديدة لعبت أنا ومصباح مع بعضنا البعض وأحيانا أخرى جلست على مقاعد البدلاء وهذا لا يحزنني إطلاقا خاصة والكل يسعى لخدمة منتخب بلاده، المنافسة أمر جيد وفي صالح المنتخب ومن الجميل أن تكون قوية لكي يكون مردود اللاعبين أحسن، ولكني لا أخشى هذا العامل بتاتا، ولا أعتقد أنه سيكون مؤثرا. ستغيب أيضا عن مباراة فريقك أمام النادي العربي، وهو ما سيكون مؤثرا على السد دون شك...؟ لا إنه أمر عادي، ولن يكون له تأثير كبير بوجود المجموعة المميزه التى يمتلكها نادي السد من لاعبين على مستوى عال لهم القدرة على تعويض غياب أي لاعب وتحقيق الفوز للاستمرار بقوة فى فى المنافسة على صدارة دوري النجوم، زملائي لديهم الخبرة الكافية التي تسمح لهم بتسيير وضيعات مماثلة ولديهم إصرار شديد من أجل تحقيق الفوز لتعويض التعادل الأخير المحقق أمام الخور. السد فقد الصدارة والأمور بدأت تصعب أكثر فأكثر، كيف ترى مشوار فريقك، وهل لازلتم قادرين على تحقيق اللقب؟ مشوار الدوري مازال طويلا ولقب البطولة لن يحسم إلا فى اللحظات الأخيرة والأهم الآن أن نستعيد قوتنا ونحافظ على تركيزنا لحصد المزيد من النقاط للمنافسة بقوة على لقب الدوري.