بعد انتهاء كأس أمم إفريقيا في طبعتها 28 التي غاب عنها منتخبنا الوطني، إلى جانب العديد من المنتخبات العملاقة على مستوى القارة الإفريقية على غرار الكامرون، مصر، نيجيريا وجنوب إفريقيا.. ورغم غياب “الخضر“ إلا أن هذا لا يعني بأن منتخبنا ليس معنيا بهذه الدورة لأنه شارك فيها أحد أبرز منافسيه على تأشيرة التأهل إلى كأس العالم المقبلة 2014 التي ستقام في البرازيل، ويتعلق الأمر بمنتخب مالي الذي يوجد في مجموعة “الخضر“ إلى جانب البينين ورواندا، وتمكن المنتخب المالي من الظفر بالمرتبة الثالثة عن جدارة واستحقاق بعد تغلبه على منتخب غانا المدجج بالنجوم، وكسب لاعبو منتخب مالي وثبة معنوية ستفيدهم كثيرا فيما هو قادم، وهم الذين لم يكونوا مرشحين للذهاب بعيدا في دورة الغابون وغينيا الاستوائية. منتخب مالي كانت له الإمكانات للتتويج باللقب وبالعودة إلى مشوار منتخب مالي في هذه الدورة، فإنه تمكن من كسب العديد من النقاط لصالحه واستعاد هيبته التي فقدها مؤخرا، حيث تمكن في الدور الأول من حصد ست نقاط بعد فوزه أمام منتخب غينيا ثم انهزم أمام غانا، وتدارك في اللقاء الثالث بفوزه على منتخب بوتسوانا، وظهر من بين أحسن المنتخبات في هذه الدورة خاصة بتطوره اللافت للانتباه في الدور الثاني، عندما تمكن من إقصاء أحد أكبر المرشحين للتتويج باللقب ويتعلق الأمر بمنتخب الغابون مستضيف الدورة حيث أخرجه مالي بركلات الترجيح، أما في الدور نصف النهائي فإنه خرج على يد كوت ديفوار بصعوبة كبيرة، وأثبت منتخب مالي رغم إقصائه أنه كان قادرا على التتويج بلقب هذه الدورة 28، إلا أنه اكتفى بالمرتبة الثالثة بعد فوزه على منتخب غانا في اللقاء الترتيبي بهدفين نظيفين سهرة أول أمس. سياسة النجوم زالت في منتخب مالي و“سايدو كايتا“ الاستثناء وما لاحظه المتتبعون على منتخب مالي في دورة الغابون وغينيا الاستوائية، أنه تغيّر كثيرا وحتى سياسته تغيّرت مقارنة بما كانت عليه في الدورات السابقة، حيث أصبحت الاتحادية المالية لا تعتمد كثيرا على النجوم خاصة بعد اعتزال “فريديريك كانوتي“ اللعب دوليا وكذا عدم وجود “مامادو ديارا“، ولاعبين آخرين ممن لم يستفد منهم المنتخب المالي في شيء سابقا، ووجد في هذه الدورة نجم برشلونة “سايدو كايتا“ الذي صنع الاستثناء حيث قدم الإضافة المنتظرة منه، وما ميّز أكثر منتخب مالي في هذه الدورة هي الروح الجماعية للاعبيه، حتى في اللقاء الترتيبي الذي ثأر فيه الماليون من هزيمة الدور الأول أمام منتخب غانا. مايڤا من اتحاد العاصمة ساهم في المركز الثالث شهد اللقاء الأخير لمنتخب مالي مشاركة المدافع المحوري عبد الله مايڨا الناشط في صفوف إتحاد العاصمة، وشارك اللاعب أساسيا لأول مرة في هذه الدورة وأبان عن جاهزية كبيرة جعلت الكثيرين يستفسرون عن سبب تهميشه في إتحاد العاصمة، ودون شك فإن الوجه الذي أبان عنه في كأس أفريقيا سيساعده كثيرا في فريقه عند عودته إلى البطولة الوطنية، خاصة أنه ساهم في احتلال منتخب بلاده المركز الثالث عن جدارة واستحقاق، وهو الذي أغلق جميع المنافذ أمام “أندري أيو“ وشقيقه “جوردان“، بالإضافة إلى “مونتاري“ الذي وجد صعوبات عديدة للتغلب على مايڤا. حليلوزيتش كان مطالبا بمعاينة مالي عن قرب ومن جهته فإن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش ضيّع على نفسه فرصة معاينة منتخب مالي عن قرب، في كاس أمم إفريقيا الأخيرة التي جرت في الغابون وغينيا الاستوائية، ورغم أنه اكتفى بمتابعته عبر شاشة التلفزيون والإدلاء بتصريحات من هنا وهناك عن التطور الكبير الذي يشهده منتخب مالي، إلا أن حليلوزيتش كان الأجدر به حسب متتبعي المنتخب الوطني الوجود في قلب الدورة، ومعاينة المنافس المباشر ل”الخضر“ في التصفيات المؤهلة لكأس العالم المقبلة بالبرازيل 2014، أو على الأقل إيفاد مبعوث أو أحد أعضاء طاقمه الفني أو من المديرية الفنية التي يترأسها بوعلام لعروم. وهدفه مع “الفاف“ بلوغ مونديال البرازيل أيضا يدرك جيدا المدرب حليلوزيتش بأن من بين أبرز أهدافه عند إشرافه على العارضة الفنية لمنتخبنا الوطني، هو تأهيل “الخضر“ إلى كأس العالم مثلما اتفق عليه مع رئيس “الفاف“ روراوة، وعلى الرغم من صعوبة المهمة إلا أن حليلوزيتش أكد أنه قادر على بلوغ الهدف المسطر في حال تضافرت جهود الجميع، ويستفسر متتبعو شؤون الكرة في بلادنا عن السبب الذي جعل “الفاف“ وكذا حليلوزيتش يضيّعان فرصة متابعة كأس أمم إفريقيا عن قرب، ومعاينة مختلف المنتخبات المشاركة فيها ترقبا لمواجهة أحدها مستقبلا. البينين ورواندا ليسا أقل خطورة من مالي صحيح أن المنتخب المالي هو أبرز وأخطر منافس لمنتخبنا الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم المقبلة، لكن هذا لا يعني تجاهل منتخبي البينين ورواندا اللذين لا يقلان خطورة عن مالي، ويدرك جيدا حليلوزيتش بأنه لا خيار أمامه سوى دخول هذه التصفيات بقوة مطلع شهر جوان المقبل، من أجل تصدر المجموعة حتى يتمكن من بلوغ المباراة الفاصلة ومواجهة أحد أقوى المنتخبات الإفريقية للتأهل على حسابه إلى “مونديال“ البرازيل.