نجح الحارس مبولحي وفريقه "سياسكا" صوفيا في انتزاع فوز ثمين على حساب نادي "موناتنا" بثنائية نظيفة، لحساب الجولة 19 من الدوري البلغاري، في لقاء كان يمكن أن يأخذ منعرجا آخر أين وقف الحظّ إلى جانب الحارس مبولحي الذي تمكن من صدّ مميّز جعل زملاءه يأخذون الثقة ويضيفون الهدف الثاني. ولعب الحارس الدولي الجزائري 90 دقيقة في المستوى، تأتي مباشرة بعد الإقصاء المهين الذي تعرّض له فريقه في إطار الكأس، وتأتي في خضم تكهنات كثيرة تثار عن مستقبل مبولحي الذي يبدو غامضا، حيث لا يعرف أين سيلعب الموسم المقبل بعد أن غابت الرغبة عن فريقه الأصلي "كريليا سوفيتوف" في استعادته، وبعد أن رفض مسؤولو "سياسكا" تقديم عرض له للتجديد لأسباب تتعلق بمستواه. أنقذ "سياسكا" من هدف محقق كان سيكون منعرج المباراة وتألق مبولحي في مباراة مساء الاثنين بصدّه فرصتين حاسمتين، كانت الأخطر في (د66) عندما انفرد به مهاجم فريق "مونتانا" ولكن يقظة الدولي الجزائري سمحت لفريقه من تفادي هدف التعادل (النتيجة كانت 1-0)، وهي اللقطة التي أعطت الثقة لزملائه وسمحت لهم بتسجيل الهدف الثاني. وعدا ذلك فإن مبولحي نجح بتدخلاته الجيدة ومرونته في الثأر لنفسه بعد الإشاعات والأخبار التي انتشرت عقب الإقصاء المرّ، التي وصلت حدّ التشكيك في نزاهته رفقة لاعبين من "سياسكا صوفيا" غير أنه لم يتأثر بذلك، ويواصل رفقة فريقه احتلال المركز الثاني ب 42 نقطة متخلفا ب 3 نقاط عن رائد ترتيب الدوري البلغاري. مدرب مونتانا: "فشلنا في فرصتين أمام مبولحي" واعترف مدرب "مونتانا" في تعليقه على المباراة أن فريقه ضيّع فرصتين حقيقيتين أمام الحارس مبولحي جعلته يخسر هذه المواجهة التي لعبها ناديه منقوصا من لاعب ابتداء من (د47)، وقال في الندوة الصحفية التي أعقبت المواجهة: "الشيء الوحيد الذي فشلنا فيه هو تسجيل الأهداف. عندما تلعب أمام "سيساكا" لا يجب أن تتوقع أن تتاح لك 10 فرص، جاءت فرصتنا ولكن فشلنا في تحقيقهما وخسرنا". في اعتراف صريح بمردود مبولحي الذي أثنى عليه الإعلام البلغاري، وهو الذي شنّ عليه حملة شرسة كما حمّله نصيبا كبيرا من المسؤولية في الإقصاء من منافسة الكأس. "كريليا" لا يرغب في إعادته والحارس البيلاروسي تألّق إلى أن أصبح قائدا! وبمقابل ذلك، يبقى مستقبل مبولحي لغزا محيّرا فلا أحد يعرف أين سيلعب الموسم المقبل، وقد وقع 3 سنوات ونصف لفريق "كريليا سوفيتوف"، وبعد أن لعب 6 أشهر أعير إلى "سياسكا" البلغاري فريقه السابق، ويتبقّى له عند نهاية الموسم من عقده عامان ونصف. والإشكالية أن فريقه الذي يمثل مدينة "سمارا" الروسية لا يريد استعادته كما أنه لم يبد أي تحمس لذلك، خاصة أن "شاري فيرماكو" بديله الحارس الدولي البيلاروسي الذي التحق خصيصا لخلافته يؤدّي مباريات ممتازة، حيث أخرج الفريق من قاع الترتيب (مبولحي ترك سوفيتوف الأخير) وهو الآن متقدّم على 3 أندية في الترتيب، حيث لعب 18 مباراة كاملة، وحسب ما حصلنا عليه من أنباء من تقارير إعلامية فإن مردوده مستقرّ، وإضافة إلى ذلك فقد صار يحمل شارة القيادة في اللقاءات الأخيرة، وهو دليل على أنه فرض نفسه بشكل كبير. فريقه يلعب الآن دورة تفادي النزول، والسقوط فقط هو ما يخدم مبولحي! ويلعب حاليا "كريليا سوفيتوف" دورة تفادي السقوط التي تخوضها الأندية التي تحتلّ المراكز الأخيرة، ويوجد الفريق متقدّما عن 3 فرق ولكن لا شيء مضمون قبل 9 مباريات كاملة عن نهاية البطولة التي تعني 27 نقطة في المزاد، وفي حال بقاء النادي فإن الأكيد أنه لن يفرّط في حارسه الذي بدأ يثير اهتمام كبرى الأندية الروسية، ولكن إن سقط الفريق فإنه - دون شك- سيستعيد مبولحي والعناصر الأخرى التي أعارها للعب ورقة الصعود الموسم المقبل، وهو ما يجعل مستقبل الحارس الجزائري الأول محيّرا، وقد يجد نفسه الموسم المقبل يلعب في القسم الثاني كحارس أوّل (رفقة الحارس الثاني الذي هو دولي في صفوف الأواسط)، في وقت يُستبعد أن يحصل هذا مع حارسه الأساسي، وأفضل عنصر في المباريات الأخيرة الذي قد يحوّل لوجهة أخرى. "سيساكا" لا يريد التجديد له خاصة بعد إقصاء الكأس من جهتهم، فإن مسؤولي "سياسكا" أكدوا في العديد من المرّات أنهم لا يرغبون في التجديد ل مبولحي خاصة أنهم لم يتوانوا في انتقاده في العديد من المرات، والإشارة إلى مستواه وهو ما لم يحصل في المرّة الأولى التي تم ضمّه فيها، لكن منذ عودته من روسيا ومردوده محل تشكيك وجدال. ولا توجد أيّ إشارة أن العملاق البلغاري سيجدّد لحارسه خاصة بعد إقصاء الكأس المحير، فيما يبقى مبولحي بانتظار اتضاح "الخيط الأبيض من الخيط الأسود"، ولو أن عليه قبل هذا وذاك أن يركّز على المباريات التي تنتظره، حيث أمامه 11 مباراة وعليه أن يثبت فيها نفسه قبل أيّ تكهّنات بشأن مستقبله.