“عمراني، زكري، آيت جودي، مضوي وعباس هنّؤوني وفرحوا لي كثيرا” “رقصت على المباشر لأجل التعبير عن طريقة فرحة الجزائريين” مبارك عليك التتويج بكأس تونس... شكرا على اهتمامكم بشخصي وأعتذر على عدم الرد على اتصالاتكم في المرة السابقة (حاولنا منذ أمسية السبت الفارط الاتصال به ولم نتمكن من بذلك سوى أمسية أمس) بسبب التزاماتي العديدة مع مختلف القنوات الإذاعية والتلفزية في تونس والتي جعلتني لا أقدر على الرد على جميع المكالمات التي كانت تصلني والتي كانت تأتيني بالمئات من كل نحو وصوب من أجل تهنئتي وأنا أستغل الفرصة عبر “الهدّاف” لأشكر كل شخص فكر في بلحوت وأقول لكل الجزائريين أن الكأس مهداة لكم. حققت تتويج تاريخي مع نادي باجة الذي لم يتمكن من حصد أي لقب منذ 17 سنة كاملة، أليس كذلك؟ الحمد لله على ذلك، فالمأمورية لم تكن سهلة أمام النادي الصفاقسي الذي يبقى ناديا قويا وعريقا في تونس بتاريخه وألقابه، لكننا حضرنا جيدا للقاء حيث أجرينا تربصا في سوسة مدة 5 أيام أردنا من خلاله إبعاد اللاعبين عن الضغط وقد كان لذلك تأثيره الإيجابي على معنوياتهم ما دام أنهم دخلوا النهائي وهم بمعنويات جيدة، ما سهّل مهمتهم فوق أرضية الميدان حيث كانوا أفضل من المنافس وعليه فهم لم يسرقوا الفوز والتتويج بالكأس. نريد معرفة الكيفية التي عشت بها المرحلة التي سبقت النهائي، فهل سردت لنا كيف قضيت الساعات الأخيرة التي سبقت المواجهة؟ لقد كنت هادئا طلية الأسبوع التي سبق اللقاء ولم أرد أن أخلق ضغطا على نفسي من خلال التفكير في اللقاء كثيرا والحقيقة أن زوجتي كانت إلى جانبي في مقر تربص الفريق وجعلتني مرتاح نفسيا، لكن كل شيء تغيّر ليلة اللقاء ولم أتمكن من النوم حيث انتابني قلق شديد رغم الزيارة التي خصني بها بعض أصدقائي من فرنسا. وهل استمرت حالة القلق هذه حتى أثناء المباراة؟ لا، فما إن دخلت الملعب أحسست براحة لا يمكنني أن أصفها لك وحتى إن كانت الدقائق الأخيرة من اللقاء صعبة وطويلة جدا على كل محبي نادي باجة فإنها لم تكن كذلك بالنسبة لي لأن وقتها كانت تستحضرني بعض الصور الرائعة في رأسي حيث تذكرت كل ما هو عزيز عليّ خاصة عائلتي والجزائر. هل من توضيح أكثر عن ما تقوله؟ التتويج بكأس تونس كان فخرا لي ولعائلتي ولكامل الشعب الجزائري لأني سفير المدربين الجزائريين خارج أرض الوطن ونجاحي هو نجاح الجزائر بأكملها ولو أني بودي التأكيد على أني فخور بالعمل في تونس لأن شعب هذا البلد رائع وهو يقدر ويحب الجزائريين بصورة لا يمكن وصفها والأكيد أن دعمه لمنتخبنا الوطني في التصفيات المؤهلة للمونديال وخروجه حتى للاحتفال معه أمر يؤكد كلامي. تتويجك بالكأس جعل اسمك يكتب بأحرف من ذهب في الكرة التونسية، حيث كنت ثاني مدرب بعد بن شيخة يقود فريقا تونسيا للتتويج معه بلقب؟ هذا أمر يجعلني أشعر بالافتخار أكثر بالإنجاز الذي حققته ويعتبر فخرا أيضا لعائلتي وكذا كل الفرق التي درّبتها سابقا خاصة في الجزائر وهنا أتحدث على وفاق سطيف، جمعية الشلف، إتحاد عنابة، إتحاد العاصمة ومولودية العلمة والتي حققت معها نتائج جيدة ما عدا عنابة للأسف الشديد، ولا أخفي عنك أن ما حققه بن شيخة مع النادي الإفريقي أمر جعلني متحمس كثيرا من أجل التتويج بالكأس مع باجة. هذا أمر أيضا يؤكد أنك أردت الثأر من خسارتك النهائي مع إتحاد العاصمة؟ هذا أمر أكيد لأني أردت التتويج بالكأس في بلدي وقد أتيحت لي فرصة سانحة مع إتحاد العاصمة، لكن الحظ لم يكن إلى جانبي للأسف الشديد وأتمنى أن تتاح لي الفرصة حتى أكرّر ما حققته في تونس مع نادي جزائري في المستقبل. ماذا كان شعورك لما رفعت الكأس وحققت أول تتويج لك في مسيرتك وأنت مدرب؟ فرحتي كانت لا توصف، حيث فكرت مباشرة في ابني الذي لم أره مدة 5 أشهر كاملة وأنا متشوق لرؤيته واحتضانه كثيرا حيث سأتنقل غدا (يقصد اليوم) إلى بلجيكا لملاقاته وصدقني أني أنتظر هذا الموعد بشغف (يتأثر كثيرا)... لكنك لم تظهر فرحتك عند إعلان الحكم نهاية اللقاء، حيث فضّلت مواساة لاعبي صفاقس بعد هزيمتهم عوض الاحتفال مع لاعبيك، لماذا؟ أنا إنسان “مخدوم هكذا”، حيث لا أبدي فرحتي بطريقة علانية ولا أريد أن أمس مشاعر أناس آخرين لأنه في كرة القدم يوجد الفوز والهزيمة وحتما المنهزم يكون دائما في حالة نفسية سيئة ومن الواجب احترامه وهو ما قمت به حيث عشت مرارة خسارة نهائي كأس مع إتحاد العاصمة وأعرف ما يشعر به المنهزم. ألا تعتقد أن هذا التتويج كان أفضل ما حققته في مسيرتك؟ لا أشاطرك الرأي فيما تقول لأني لعبت نهائي كأس مع إتحاد العاصمة وهذا يعد إنجازا لفريق عندما أشرفت عليه كان يتواجد في المراتب الأخيرة من البطولة كما أني قدت الشلف لإنهاء البطولة في المركز الثاني بتشكيلة شابة دون نسيان أني تمكنت من هزم مدربين كبار مع وفاق سطيف لما أشرفت عليه في صورة حاليلوزيتش وأوتو فيستر حيث خضت لقاءات تاريخية مع الوفاق وفزنا وقتها أمام إتحاد جدة، النصر السعودي والمريخ السوداني وعلى ذكر سطيف أريد قول أمر مهم. ماذا تريد أن تقول؟ أنا سعيد لأني تربيت في حي شعبي بسطيف (يقصد حي بومرشي) أنجب خيرة اللاعبين والمدربين، فهناك وُلد سرار، كرمالي، مخلوفي، برناوي، بورحلي وغيرهم ولهذا أنا سعيد كثيرا وفخور بالانتماء إلى هذا الحي الشعبي في سطيف وهذا كلام أردت قوله لأن قيمة هذا الحي عندي أكبر مما يتصوّره أيّا كان. صرحت مباشرة بعد اللقاء أنك تهدي التتويج لجميع المدربين الجزائريين، فماذا قصدت بكلامك هذا؟ المدرب في الجزائر لما ينهزم لا يجد أي مساندة كانت وفي غالبية الأحيان يُحمّل وحده مسؤولية النتائج السلبية وهو أمر غير طبيعي ويجعلني حزينا على وضعية المدربين في بلدي لأني عشت هذه الوضعية للأسف الشديد، وقد أكدت بتصريحاتي أن المدرب الجزائري يملك إمكانات عالية ولو كان العكس لما كان مطلوبا في جميع البلدان العربية للعمل هناك. هل يوجد من المدربين الجزائريين من اتصل بك ليهنئك بالتتويج بالكأس؟ يوجد الكثير أولهم صديقي عمراني، ثم آيت جودي وقد تلقيت التهاني أيضا من مدرب البرج (يقصد عباس) وكذا زكري ومساعده مضوي ومدربين آخرين في الأقسام الدنيا وأتوجه بالشكر لكل من اتصلوا بي وحتى من فكروا في ذلك ولا يملكون رقم هاتفي في تونس. الآن ماذا عن مستقبلك، خاصة أن الاتصالات حتما لا تنقصك؟ سأكون صريحا معك حيث لم أقرّر شيئا في الموضوع وأعلم أن عدة أندية مهتمة بخدماتي سواء في تونس أو الإمارات العربية المتحدة وحتى في الجزائر، لكن الاتصال الرسمي الوحيد جاءني من نادي في السعودية لا أعرف اسمه بالضبط لأني كلّفت وكيل أعمالي للتفاوض معه والأكيد أني بعد العودة من بلجيكا لأجل التحضير لحفل زفافي سأتحادث أولا مع رئيس فريقي الحالي باجة. نفهم أنك تمنح الأولوية لنادي باجة؟ هذا أكيد، فلن أتنكر للأيام الجميلة التي عشتها مع هذا النادي ولو أصل إلى اتفاق مع مسؤوليه سأتشرف بالبقاء فيه، خاصة أن رهانات عديدة تنتظره الموسم الفارط وهي بمثابة تحديات بالنسبة لي ما دام أنه سيلعب كأس “الكاف“ وكأس شمال إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس. هل تعلم أن باجة قد تواجه سطيف في كأس شمال إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس لو يفشل الوفاق في تحقيق لقب البطولة الوطنية؟ ملاقاة سطيف في هذه المنافسة سيجعلني فخورا جدا، فلو أبقى مع باجة فإني سأسعد كثيرا بملاقاة أبناء مدينتي وزيارة سطيف للعب فيها ولو أني أتمنى لهم التتويج بلقب البطولة حتى إن كان ذلك سيحرم باجة من مواجهتهم ما دام أن جمهور الوفاق أعلم أنه يريد لقب البطولة. في الأخير، فاجأت الجميع بالرقص على المباشر في قناة حنبعل ليلة الأحد الفارط. (يقاطعنا)... أتمنى أن تكون الرقصة قد نالت رضا الجميع وقد أردت التأكيد بها على طريقة احتفال الجزائريين عند فرحهم وهي جاءت بطريقة عفوية وربما بها أردت تحضير نفسي لحفل زفافي... (يضحك مطوّلا).