انتهى مشوار جمعية الخروب في الكأس عشية أمس بملعب دمان ذبيح بمدينة عين مليلة على يد الجمعية المحلية، أين أقصي أشبال المدرب رشيد ترعي في مباراة الدور16 بركلات الترجيح بعد أن ضيّع مهاجم الجمعية دوادي ركلة الجزاء الأخيرة لفريقه. وحتى لا يتفاجأ أنصار الجمعية الذين لم يحضروا مواجهة فريقهم بمدينة عين مليلة للإقصاء المر الذي تكبدته لايسكا على يد فريق ينشط في القسم الوطني الثاني للهواة، فإن الوجه الشاحب الذي ظهر به رفقاء المهاجم حفيظ كان ينذر منذ البداية بأن الجمعية الخروبية ليست في يومها وأن التأهل في تلك المباراة سيعتبرإنجازا كبيرا حتى ولو كان المنافس اسمه عين مليلة ويحتل المراكز الأخيرة في البطولة التي ينشط بها. ..والإقصاء بركلات الجزاء يعتبر "إنجازا" وبكل موضوعية فإن إقصاء لايسكا من منافسة الكأس على يد جمعية عين مليلة بركلات الجزاء يعتبر إنجازا كبيرا لعناصر الفريق الزائر، خاصة أنهم "سلكو من تبهديلة كبيرة" لو عرف كيف يستغل المنافس تلك الفرص التي أتيحت له، وسجل ركلة الجزاء التي ضيّعها المحليون في الشوط الثاني من المباراة، في حين كان أشبال ترعي تائهون فوق أرضية الملعب وكأنهم فريق ينشط في درجة ما تحت الهواة. الإقصاء أمر مقبول لكن ليس بتلك الطريقة صحيح أن منافسة كأس الجمهورية لها طابعها الخاص وأن أكبر الأندية الوطنية أقصيت على يد فرق مغمورة والأمثلة على ذلك كثيرة، لكن يبقى الأهم أن العنوانين التي تصدر عن تلك المواجهات يتقدمها مصطلح "المفاجأة"، ما يجعل وقع الصدمة على الأنصار خفيف نوعا ما، لكن من غير المنطقي أن ننطق بكلمة المفاجأة في هذه المباراة لأننا بذلك حرمنا المنافس من حقه الشرعي وغطينا الشمس بالغربال على لاعبين كانوا أجسادا بلا روح، وتفننوا في طعن شرف فريق سيكتب له التاريخ أن فرق أم البواقي باتت شبحا أسودا له. الجميع مسؤول على"التبهديلة" والبداية بالإدارة وبنظرة بسيطة للأسباب التي عجلت بخروج الفريق الأحمر الخروبي من منافسة الكأس على يد فريق يصارع من أجل البقاء في القسم الوطني الثاني للهواة، فإن كل المحيطين بالفريق مسسؤولون عن تلك التبهديلة، بداية من الإدارة التي لم تحضر مثل المواجهتين السابقتين لهذه المباراة واستصغرت حجمها ومنافس الفريق القادم، إذ لم تجتمع باللاعبين على الإطلاق وتقوم بتحفيزهم من أجل تحقيق التأهل على عكس ما قامت به خلال مواجهتي مستغانم والموك الأخيرتين. خطابي يتذكر الرجال في وقت الشدة ثم ينساهم بسرعة وقت الفرج لا يختلف اثنان بمدينة الخروب في التأكيد على أن سياسة الرئيس الهاني خطابي تسودها مواقف جد مضطربة، وأنه لا يملك برنامجا محكما وثابتا يسير نحو تحقيقه، وذلك بسبب القرارات المتغيرة والتي لا تدوم لأكثر من نصف يوم كأبعد تقدير، ومن بين هذه الأمور هو تمسكه مثلا في الأيام الماضية بالأشخاص الذين ساعدوه كثيرا في تحقيق الفريق للفوزين الماضيين على حساب مستغانم والموك على التوالي، الأمرالذي ساهم بقسط وافر في هدوء الشارع الرياضي الخروبي الذي كان على فوهة بركان، ومباشرة بعد أن عاد الأمان لرئيس لايسكا قام بإقصاء الرجال الذين ساندوه في وقت شدته، وهاهو اليوم يتكبد خسارة جديدة ويطلق بها العنان للتحركات الخفية من أجل زعزعته عن منصبه وتحريك الشارع الرياضي الخروبي ضده. اللاعبون استصغروا المنافس فكان الجزاء الإقصاء وكما كان للاعبين يد كبيرة في الإقصاء المر الذي تكبدته الجمعية وذلك من خلال استصغارهم للمنافس الأمرالذي جعلهم يفقدون تركيزهم ويضيّعون العديد من الكرات السهلة، مانحين بذلك الثقة للمحليين، وأيضا اللعب من دون طريقة واضحة وكأنهم في حصة تدريبية لا أكثر ولا أقل، كما أن الحالة النفسية وغياب الروح القتالية وسط المجموعة جعل اللاعبين يظهرون وكأنهم أجساد بلا روح. إقحام لاعبين مسرحين دليل على غياب المسؤولية لم يهضم عشاق اللونين الأحمر والأبيض كيف فكر سواء الطاقم الفني أوالإداري في إقحام لاعبين موضوعين ضمن قائمة العناصر المسرحة في شاكلة المدافع حبايش الذي دخل قائدا للمجموعة وضيّع ضربة جزاء التي كانت منعرج اللقاء، أمام أنظار الإدارة والأنصار الذين لم يتقبلوا المهزلة وصبوا جام غضبهم على ابن مدينة سكيكدة بعد انتهاء اللقاء. ..والخلاصة هذا مصير أي فريق تغيب فيه النية وفي الأخير يمكن الحكم على أن هذه الحالة المزرية التي عاد إليها الفريق أول أمس بعد إقصاء مفاجئ وغير منتظر بسبب غياب النية في الإدارة التي لا تستقر على قرار واحد وفي كل مرة تجد نفسها مجبرة على إعادة حساباتها واللجوء إلى الأطراف التي ساندتها في وقت الشدة، لكن يبقى السؤال مطروحا إلى متى ستدوم هذه العقلية؟ وهل ستقبل الأطراف المساعدة أن تتقمص دور رجال المطافئ؟ حتى لا نقول دور الكرة بين أرجل خطابي وجماعته.