بصدر رحب، ردّ اللاعب الدولي السابق لمنتخب فرنسا والتونسي الأصل، صبري لموشي، على أسئلتنا لما اتصلنا به أمسية البارحة. اللاعب السابق لأندية أوكسير، موناكو، الإنتير، بارما والمتوّج ببطولتين لفرنسا مع أوكسير في 1996 وموناكو في 2000 إلى جانب كأس فرنسا مع أوكسير في 1996 وبارما في 2002، لمسنا منه شغفا كبيرا لمتابعة مباراة “الخضر“ اليوم الأولى في “المونديال“ أمام المنتخب السلوفيني، وقد أعطانا رأيه في التشكيلة الوطنية وحظوظها في لقاء اليوم وفي التأهل إلى الدور الثاني. مساء الخير صبري، معك صحفي جزائري من يومية “الهدّاف”... أهلا بك، هذا شرف كبير لي أن أتحدث مع جريدة جزائرية. أنا تحت الخدمة تفضلوا. نريد أن نطرح عليك بعض الأسئلة فيما يخصّ نهائيات كأس العالم؟ أنا تحت تصرفكم واطرحوا عليّ ما أردتم من أسئلة، حيث سأرد عليها دون مشكل وأجدد التأكيد لكم أني متشرّف كثيرا للحديث عبر جريدتكم للجمهور الجزائري الذي أعرف أنه شغوف جدا بمتابعة الكرة وخاصة هذا “المونديال“ الذي سيتواجد فيه منتخب بلاده. نودّ أن نعرف رأيك في اللقاءات الأولى التي لعبت من هذا “المونديال“؟ منذ حين كنت بصدد مشاهدة لقاء نيجيريا – الأرجنتين (الحوار أجري مباشرة بعد نهاية اللقاء) وقبله شاهدت مواجهة كوريا أمام اليونان، كما شاهدت أمس (يقصد يوم الجمعة) لقاء فرنسا. وما يمكن أن أقول هو أن البداية بطيئة إلى حدّ الساعة، حيث أننا لم نر أشياء كثيرة، وماعدا منتخب كوريا الذي فاجأني في الحقيقة بمردوده الجيد، فإني لم أشاهد المردود المنتظر من بقية المنتخبات وخاصة الأرجنتين التي كان بإمكانها أن تقتل اللقاء في الشوط الأول، أين ضيّعت عدة فرص تهديف قبل أن يتراجع أداء لاعبيها بعدها حيث عانوا كثيرا. أما بالنسبة لفرنسا فالجميع شاهد أنها عاجزة عن التهديف حيث لم تقدّم شيئا كبيرا أمام الأورغواي. على ذكر فرنسا فإن مردودها المتواضع فاجأ كثيرا المتتبعين، فما هو تعليقك؟ لا أعتبر ذلك مفاجأة لأن الجميع كان متخوّفا من عقم الهجوم حتى قبل “المونديال“، والأكيد أن فرنسا ضيّعت أمس نقطتين لكنها لم تخسر، وهي متواجدة في ريادة الترتيب وكامل حظوظها وافرة في التأهل إلى الدور الثاني وحتى في إنهاء الدور الأول متصدرة لمجموعتها. لكن الآن هي بين المطرقة والسندان ومطالبة بهزم المكسيك في لقائها القادم؟ ما تقوله صحيح حيث من الضروري الفوز وإلا فالأمور ستصبح معقدة للغاية بعدها. وما يمكنني قوله هو أن فرنسا لم تظهر بمستوى كارثي أمام الأروغواي رغم كل ما يقال هنا وهناك، وخاصة في وسائل الإعلام، حيث وجب الآن نسيان لقاء الأروغواي والتفكير فيما هو قادم. الملاحظ أن المنتخب الفرنسي يعاني مشاكل كثيرة داخل المجموعة، فما هو رأيك؟ هذا ما يكتب في وسائل الإعلام ليس فقط منها الفرنسية ولكن حتى العالمية، وهو ما أعطى هذه الصورة للمنتخب الفرنسي. على كل حال أتمنى أن يكون العكس هو الموجود لأن التألق في منافسة بحجم كأس العالم يلزمه هدوء وجوا مناسبا في محيط المنتخب أكثر، لأن الضغط في الحقيقة لا يولّد شيئا عدا انفجار الأمور. لو نطلب منك رأيك في مستوى المنتخبين الإفريقيين اللذين لعبا لقاء في هذا “المونديال“ وهما جنوب إفريقيا ونيجيريا، فماذا تقول عنهما؟ نيجيريا تأكدت أن لاعبي منتخبها يملكون إمكانات هائلة ولو أني لمست أنهم خافوا من الأرجنتين في بداية اللقاء، حيث تركوا ميسي ورفقاءه يلعبون كما يحلوا لهم قبل أن يعودوا بقوة في الشوط الثاني أين أبانوا على مستوى جيّد، غير أني اندهشت لانعدام تركيز مهاجميهم الذين أتيحت لهم فرص تهديف كثيرة لكنهم لم يعرفوا كيف يسجلونها، والأسوأ أن كل تصويباتهم كانت خارج إطار المرمى، وفي هذا المستوى من المنافسة غير مسموح تضييع فرص بتلك الطريقة. ماذا عن جنوب إفريقيا؟ هو منتخب محترم جدا يلعب بطريقة مباشرة ودون حسابات وهو قادر على تأدية دورة مشرّفة خاصة وأنه البلد المنظم، ودون شك هناك شعب بأكمله خلفه لتدعيمه من أجل مشاركة جيدة. وشخصيا لنجاح الدورة أتمنى ذهاب منتخب جنوب إفريقيا بعيدا في هذا المنافسة. الآن نريد معرفة رأيك بخصوص المنتخب الجزائري الذي يتأهب لخوض أول مباراة له في هذه النهائيات غدا (نقصد اليوم) أمام المنتخب السلوفيني؟ أتمنى للمنتخب الجزائري كأس عالم جيّدة، وأتمنى أن يخوض اللاعبون لقاءهم أمام سلوفينيا دون حسابات وبنية الفوز وفقط، لأن سلوفينيا أراها ليست بالمنتخب المرشح فوق العادة لهزم الجزائر، حيث هي منتخب يفتقد للتجربة في مثل هذه المواعيد الكبرى، وهو ما من شأنه أن يخدم الجزائر كثيرا. كيف تنظر إلى مجموعته المكونة من إنجلترا أيضا والولاياتالمتحدة الأمريكية؟ إنجلترا تبقى مرشّحة لتزعّم هذه لمجموعة ولا أتصوّر نتيجة أخرى إلا فوزها على الولاياتالمتحدة في لقائها أمامها بعد قليل، ومنه وجب على الجزائر الفوز أمام سلوفينيا لتصدّر مجموعتها مع إنجلترا ومنه تدعيم حظوظها لكسب تأشيرة المرور إلى الدور الثاني من المنافسة. كيف ترى حظوظ الجزائر في التأهل إلى الدور الثاني من هذه المجموعة؟ لا يمكنني الإجابة عن سؤالك هذا لأني لم أشاهد اللقاءات التحضيرية للمنتخب الجزائري ولو أني سمعت كلاما كثيرا وجميلا عن منتخبكم في الماضي، وهو السبب الذي جعلني متشوّقا وشغوفا لرؤية لقائكم أمام سلوفينيا، حتى يتسنى لي الحكم أكثر على حظوظ الجزائر في التأهل إلى الدور الثاني. هل تملك معرفة خاصة ببعض لاعبي المنتخب الجزائري بحكم أن الكثير منهم لعب في البطولة الفرنسية؟ هذا أكيد، حيث أني أعرف زياني الذي هو لاعب يملك مستوى فنيا جيدا وتعجبني طريقة لعبه كثيرا، كما أني أعرف مراد (يقصد مغني) الذي تأسفت كثيرا عن غيابه عن “المونديال“ لأنه لاعب ذو مهارات فنية كبيرة جدا... أعرف أيضا قائد منتخبكم (يقصد منصوري) الذي يلعب مع نادي لوريون، لكن صداقتي الكبيرة مع اللاعبين الجزائريين هي مع آخرين ولو أنهما مثلي توقفا عن ممارسة كرة القدم. تقصد دون شك صايب وتاسفاوت.. هذا أكيد، ولا أخفي أني قضيت أياما رائعة معهما في أوكسير لا يمكنني أن أنساها تماما، فخلالها توجنا بالبطولة والكأس في فرنسا، وأنا أتذكر أن صايب كان يملك إمكانات فينة كبيرة جدا جعلت منه واحدا من أفضل اللاعبين في العالم في منصبه وقتها، في وقت أني لمست احترافية كبيرة من تاسفاوت أيضا، وأنا لا أنسى أهدافه الجميلة التي سجلها. وأستغل هذه الفرصة وأطلب منكم تبليغ سلامي الكبير والحار لهما. دون أن نسألك في الأخير، نلمس أنك ستناصر الجزائر في لقائها أمام سلوفينيا؟ هذا أمر لا نقاش فيه، حيث أني سأناصر الجزائر بكامل جوارحي وأتمنى الفوز لها، لأن ذلك سيكون أفضل سيناريو. وهنا وجب أن لا تنسوا أن لي روابط مع المغرب العربي الكبير، وأنا أعيش في فرنسا التي يوجد فيها الكثير من الجزائريين الذين تربطني مع الكثير منهم صداقة كبيرة.