قاد الجزائري سيد علي يحيى شريف فريقه "إيستر" إلى اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور "16" من منافسة كأس فرنسا عقب تغلبه على نادي "فالنسيان" بركلات الترجيح، في مباراة مجنونة انتهت بالتعادل الإيجابي "3/3"، وكان للجزائري "عليلو" يحيى شريف نصيب منها بتسجيله هدفا جميلا، قبل أن يكمل الجزائري الآخر نسيم أكرور المهمة بتسجيله هدفين آخرين. وبفضل هذا الفوز يحقق نادي "إيستر" التأهل إلى الدور "16" كي يتواجد مع الكبار في دور متقدّم من الكأس، ستنشطه أندية عملاقة من طينة أولمبيك مرسيليا وباريس سان جرمان وغيرهما.. فيما سيغيب نادي ليون الذي أقصي على يد "إبينال"، في كبرى مفاجآت كأس فرنسا حتى الآن. أعاد فريقه للقاء بطريقة عجيبة ورائعة كانتالمباراة و صعبة على رفاق يحيى شريف، بما أنّ الخصم قوي جدا وينشط في الدرجة الأولى من البطولة الفرنسية، ولعلّ ما زاد من صعوبتها هو تقدم زملاء اللاعب السابق قادير في النتيجة منذ المرحلة الأولى، وهو التقدم الذي أخلط أوراق "إيستر"، غير أن هذا الأخير وبما أنه يمتلك للجزائري يحيى شريف، فإنه لم يفقد الأمل في العودة في النتيجة، وهو ما كان له في آخر دقيقة من عمر اللقاء في وقت كانت المباراة تلفظ أنفاسها، بطريقة جميلة للغاية، تلاعب من خلالها بعدد من لاعبي "فالنسيان" قبل أن يودع الكرة في شباك الخصم، محررا أنصار فريقه ومعلنا بداية اللقاء من جديد في وقته الإضافي، ومنقذا إياه من إقصاء كان يبدو أكيدا بما أن المباراة كانت في وقتها البدل الضائع. أكرور واصل المهمّة وركلات الترجيح أنصفت "إيستر" وبعث هدف يحيى شريف الروح من جديد في زملائه، فبعدما كانوا قد استسلموا للأمر الواقع خلال التسعين دقيقة، عادوا لبسط سيطرتهم في الوقت الإضافي بشوطيه، وتمكنوا من صنع الفارق لصالحهم بفضل الدولي الجزائري السابق نسيم أكرور الذي سجل هدفين ومنح التقدم لفريقه. لكن التعب نال من لاعبي إيستر في نهاية اللقاء، فتلقوا هدفين مباغتين، ما جعل اللجوء إلى ركلات الترجيح ضروريا للفصل في المتأهل، وحينها فإن ركلات الحظ ابتسمت لزملاء يحيى شريف وأنصفتهم، بما أن الإرادة التي تحلوا بها طيلة 120 دقيقة جعلت من تأهلهم مستحقا أمام ناد يفوقهم إمكانات مادية وبشرية. مناصرو "إيستر" وصفوه باللاعب المذهل ولكم أن تتصوروا كيف كان رد فعل جماهير "إيستر" بعدما أعاد لهم يحيى شريف الروح بفضل هدف التعادل الذي سجله، حيث أطلقوا العنان لفرحتهم بطريقة هيستيرية، وراحوا يهتفون باسمه من المدرجات "يايا...يايا...يايا" ( نادونه "يايا" منذ قدومه)، ناهيك عن تعاليقهم عبر المواقع الإلكترونية والصفحة الرسمية للفريق على "الفايسبوك"، حيث وصفوه باللاعب المذهل، كما أشادوا وتباهوا بما فعله بلاعبي الخصم خلال هدف التعادل، إلى غيرها من عبارات المدح والثناء في حق لاعب أنقذ فريقهم من إقصاء أكيد. تألق يحيى شريف لفت انتباه مسؤولي "فالنسيان" ولم يمر تألق يحيى شريف على مسؤولي نادي "فالنسيان" مرور الكرام، لأن تواجدهم في الملعب جعل مردود الجزائري يلفت انتباههم، فدوّنوا اسمه في مفكرتهم بغية الإتصال به مستقبلا لتدعيم فريقهم بمهاجم إضافي مثلما يبحثون. وليست هذه المرة الأولى الذي يبهر فيه الجزائري متتبعيه، بل أن اللاعب بات محل متابعة من طرف العديد من الأندية الكبيرة التي ترغب في تدعيم تعدادها بلاعب من طينته. مسؤولو "فالنسيان" بصدد البحث عن خليفة قادير ولعل ما جعل مسؤولي فالنسيان حسب مصادرنا يركزون على يحيى شريف، ليس فقط تألقه في اللقاء وتمكنه من تسجيل هدف غيّر مجراه كليا بعدما كان فالنسيان يوشك على اقتطاع تأشيرة التأهل للدور المقبل، بل أن رحيل الدولي الجزائري فؤاد قادير عن صفوف فريقهم نحو أولمبيك مرسيليا، أجبرهم على الدخول في رحلة البحث عن مهاجم يجيد اللعب على الجهتين اليمنى واليسرى، وبما أن يحيى شريف يجيد اللعب على الجهتين، فكان من السهل عليهم أن يكتشفوا لاعبا تتوفر فيه كل هذه المواصفات التي يبحثون عنها من أجل تعويض قادير، ومن الصدفة أن من لفت انتباههم هو لاعب جزائري آخر. اللاعب يحلم باللعب في الدرجة الأولى وإن كان ما حدث حتى الآن مجرّد اهتمام لا أكثر ولا أقل، إلا أن الأمور قد تتطور مستقبلا، بأن تكون هناك اتصالات بين الطرفين. ثمّ أن يحيى شريف الذي يحلم باللعب في الدرجة الأولى منذ انضمامه إلى "إيستر" هذه ثلاث سنوات، يبقى قادرا بإمكاناته الكبيرة على اللعب في "فالنسيان" أو أي فريق آخر من فرق الدرجة الأولى في فرنسا، لاسيما أنه اندمج وعالم الاحتراف الحقيقي، وتعوّد على اللعب في فرنسا بعد بعض الصعوبات التي واجهها في بادئ الأمر، وبالتالي لن يكون غريبا أن يعوّض قادير مستقبلا في "فالنسيان".