على الرغم من النتيجة السلبية التي آلت إليها مقابلة أمس، إلا أن خط دفاع “الخضر” أدى مباراة كبيرة ، وجاء مردود خماسي هذا الخط موفقا للغاية، ولم يكن بإمكان المنافس التسجيل إلا من خطأ فردي كالذي ارتكبه الحارس شاوشي وأهدى به الانتصار إلى أشبال كيك. وهو انتصار غير مستحق بالنظر إلى سير المقابلة والفرص التي أتحيت لكل طرف. المدافعون نجحوا، لكن الفريق ككل فشل، فيما تبقى العبرة بالخواتيم كما يقال، خاصة أن لا شيء لعب حتى الآن، ومبارتان بقيتا لكل منتخب لتحقيق التأهل إلى الدور الثاني. كان أكثر راحة، والمدافعون كانوا يبنون اللعب من الخلف لاعبو الدفاع دخلوا اللقاء بسرعة كبيرة، ومنذ أول دقيقة شرعوا في تبادل الكرة فيما بينهم بكل ارتياح، وأعطوا الانطباع للمشاهد الجزائري أن الفريق مرتاح من الناحية النفسية وأنه قادر على تحقيق الفوز وتجاوز الوجه المحتشم الذي قدمه في آخر 5 لقاءات متتالية (منذ مواجهة كوت ديفوار). وكان من الواضح أيضا أن خط الدفاع بمرور الدقائق أعطى الفريق أكثر أمانا وثقة، خاصة أن لاعبي هذا الخط كانوا يبنون الكرة بطريقة جيدة من الخلف، لا سيما ثلاثي المحور، قبل أن تخرج عبر وسطي الميدان الدفاعيين لحسن ويبدة. النقطة السوداء بعض التمريرات الطويلة المدافعون الذين كانت أغلب تدخلاتهم ناجحة وافتكوا العديد من الكرات أحيانا، استطاعوا أن يدخلوا منطقة جزاء لاعبي سلوفينيا، كما حصل في عدة مناسبات أهمها تدخل بوڤرة أمام نوفاكوفيتش داخل مربع العمليات في(د63). وقد كان التحفظ الوحيد لدى التقنيين، هو بعض الكرات الطويلة من المدافعين التي كانت دون عنوان، حيث كان من الممكن الخروج بها على الأرض، عوض تلك الطريقة، إذ كانت هناك عدة تمريرات لم يتمكن منها لاعبو الظهيرين وفي أحيان أخرى لاعبون آخرون ضاعت منهم ولم يتمكنوا من الوصول إليها لأنها غير مركزة. قادير كان موفقا، بلحاج كالعادة، والثلاثي جدار برلين وبخصوص المردود الفردي للاعبي الدفاع، فإن قادير في أول مشاركة رسمية له مع “الخضر” كان أداؤه موفقا للغاية، ولم يركتب أي أخطاء رغم تأخره في بعض المناسبات في مساعدة زملائه هجوميا. أما بلحاج فلم يخرج مردوده عن العادة، حيث كان في القمة، تحرك كثيرا، وكان سريعا في رواقه هجوميا ودفاعيا، إذ لم يأت من الجهة اليمنى للمنتخب السلوفيني أي خطر يستحق الذكر. وبخصوص الثلاثي بوڤرة، حليش ، عنتر يحيى فقد كان متجانسا للغاية، وقدم مستوى ممتازا ومفرحا في الوقت نفسه، معيدا التأكيد أن هذا الخط هو نقطة قوة المنتخب الوطني. تجانس الدفاع عجل بخروج ديديتش التجانس الذي أظهره المدافعون تجلى في قطع الماء والهواء عن المهاجم الخطير ديديتش الذي لم يجد الحل، وكان مردوده العام متواضعا، ما جعل مدربه يغيره في(د52)، بعد أن اختفى وسط المدافعين وحتى بديله لم يقدم شيئا. ما دفع المنتخب السلوفيني إلى الاعتماد عن القذف من بعيد طالما أن الحلول الهجومية كانت غائبة، بالإضافة إلى التغطية الممتازة. وهو المردود الذي جعل الفرق كبيرا بين المستوى الذي قدمه المدافعون في المقابلات الودية الأخيرة، وبين ذلك الذي أظهروه في مباراة أمس رغم الهزيمة غير المستحقة. خطأ مجاني وإلا لما وصل المنافس أبدا إلى الشباك` ورغم طرد غزال، إلا أن الجمهور الجزائري كان متأكدا أن المنافس لن يجد سهولة في الوصول إلى مرمى الحارس شاوشي أمام التغطية الكبيرة والمساندة التي كان يلعب بها المدافعون، قبل أن يرتكب حارس “الخضر” هفوة مجانية بعد أن لامست الكرة صدره ومرت إلى الشباك. وهو خطأ فادح لكنه لم يؤثر في تركيز المدافعين الذين واصلوا اللعب برزانة وحافظوا على شباكهم، في الوقت الذي فشل فيه المهاجمون في معادلة الكفة، لينتهي اللقاء بخسارة صعبة التقبل. مردود مشجع ومطمئن ولا زال هناك أمل المردود الذي قدمه المدافعون لا يوصف إلا بكونه كان مشجعا ومطمئنا، لأنه باستثناء خطأ الحارس لم يتركب الخماسي أي هفوة مكلفة، ولعب بتناسق كبير، وهو أمر من المنتظر أن يتواصل في المبارتين اللاحقتين. وفي حال ما إذا حصل ذلك يمكن القول إن الأمل لا زال قائما، وبقيت هناك فرص قائمة للتأهل. صحيح أن الخسارة في أول لقاء ترهن بنسبة كبيرة حظوظ أي فريق وليس فقط الجزائر، لكن كرة القدم عودتنا أن باب المفاجآت يبقى مفتوحا، خاصة لما نتذكر الإرادة التي لعب بها بوڤرة، ذكاء حليش، وقوة عنتر يحيى. كويسي: “المدافعون أكدوا أنهم نقطة قوة منتخبنا” وقال كويسي عن مردود لاعبي الدفاع في مقابلة سلوفينيا: “أعتقد أن الدفاع كان نقطة قوتنا، حليش، عنتر وبوڤرة أدوا مباراة كبيرة وعلى كافة المستويات، إلى درجة أنهم عزلوا كلية لاعبي سلوفينيا الذين لا أقول لم يكونوا في يومهم، لكن لاعبينا هم من تألقوا وأعطوا كل شيء، أغلقوا أمامهم كل المساحات، ولعبوا بإرادة قوية. بلحاج أيضا كان موفقا، وقد كان دعما كبيرا للخط الهجومي للمنتخب من خلال صعوده المتواصل والسرعة التي يمتاز بها. وبخصوص قادير وعلى الرغم من أنه لعب أول لقاء رسمي له فقط مع المنتخب الوطني إلا أن مردوده الشخصي في اعتقادي كان مفرحا ويبشر بالخير في المستقبل”. شعيب: “ضعف مستوى المنتخب السلوفيني سهل مهمة المدافعين” فضل المدافع الدولي السابق شعيب قبل الحديث عن الدفاع أن يتحدث عن مستوى اللقاء، حيث قال: “المقابلة لم يكن مستواها من مستوى منافسة مثل كأس العالم ومن الجانبين. تكلمنا عن المنافس السلوفيني على أساس الإمكانات التي يمتلكها، لكنه ظهر أنه يملك فريقا متواضعا جدا وضعيفا. مدافعونا لم يكن عليهم أي ضغط حتى نقول إنهم أدوا مقابلة كبيرة، كما أنهم لم يتحملوا عبء اللقاء بالنظر إلى غياب لاعبي المنافس وغياب المبادرة. كما كانت هناك بعض الأخطاء الفردية على مستوى بدء الهجمات، حيث كانت بعض الكرات الطويلة غير مضبوطة من المدافعين، رغم أنه كان يمكن وضع الكرة على الأرض ولعب الكرة السهلة. على العموم لم نر أداء فرديا ولا جماعيا، لأن الفريقين لم يمتلكا رغبة في الفوز، والاندفاع لم يكن موجودا، المنتخبان لا يستحقان معا الفوز ولا يستحقان معا الخسارة، والتعادل ربما كان نتيجة مناسبة للقاء. لم يكن من الواضح أننا سنخسره، لكن هذا ما حصل من خطأ ارتكبه الحارس، وكان يمكن تفاديه لولا أن الكرة خادعته بعد أن ارتطمت بالأرض. لهذا أقول إن الجزائر ضيعت فرصة كبيرة للفوز بمباراة كان يمكن أن نبدأ بها كأس العالم بثلاث نقاط”. بلعطوي: “الدفاع قام بواجبه، وتمنينا ردة فعل من البقية” من جهته قال المدافع الدولي السابق بلعطوي: “المدافعون قدموا كل ما عندهم، ولم يتأخروا في ذلك، وهم مشكورون على ذلك، وأتحدث هنا عن اللاعبين الخمسة معا. المشكل في رأيي ليس في الدفاع، بل على مستوى الخطوط أخرى، وقد تمنينا أن نشهد ردة فعل من المهاجمين وبعض لاعبي الوسط، لكن هذا لم يحصل. التعادل عقد الأمور، لكن كل شيء ممكن من الناحية الكروية والحسابية، خاصة مع تعادل إنجلترا وأمريكا”.