لم يتقبل حسان يبدة الوضعية التي يوجد فيها في ناديه "غرناطة" الإسباني. إذ صار لا يستدعى تماما، كما حصل في المباراة الأخيرة أمام "لاكورونيا"، ما أوحى له، نقلاً عن مقربيه، أن هناك مشكلة شخصية بينه وبين المدرب "لوكاس ألكاراز" وجعله يرى أن أسباب تهميشه ليست رياضية تماماً. ويرى يبدة أنه جاهز وفي قمة لياقته للعب مباريات، غير أن المدرب يواصل تجاهله مع أنه التحق قبل 10 أيام فقط بالفريق بعد إقالة "أنكويلا" الذي كان قد منح يبدة فرصة المشاركة مرتين بديلاً. يأتي هذا في وقت أن النتائج في صف المدرب الجديد الذي فاز على ريال مدريد (1-0) كما قهر فريق "لاكورونيا" أول أمس بنتيجة (3-0). يرى أن هناك صداقات بين بعض اللاعبين والمدرب "ألكازار" وحسب مصدر مقرب من يبدة، فإنه يعتقد أن أسباب تهميشه ليست فنية ولا ترجع إلى إمكاناته البدنية، ولكن لأن المدرب يفضّل عليه لاعبين آخرين ربما لأسباب شخصية، وترجع إلى علاقته الخاصة بهم. ومعلوم أن "ألكاراز" سبق له أن درب "غرناطة" مرتين قبل تحوله مؤخرا إلى الدوري اليوناني، وهو ما زاد اللاعب السابق لنادي "نابولي" الإيطالي قناعة أن المدرب، الذي قدم يوم 31 جانفي الماضي فقط، كان يتعامل بشكل خاص مع لاعبين بعينهم على حساب آخرين، بشكل أوحى للاعب الدولي الجزائري أن الأمر غير طبيعي لأن مدربه لا ينظر إليه تماماً ولا يعوّل عليه حالياً. غزال عاد إلى المنافسة أساسياً بعد 4 أشهر و هو اكتفى في عام كامل ب 42 دقيقة يبدة، الذي نقل لنا أحد مقربيه الحالة المعنوية التي يوجد عليها، من الطبيعي أن يكون قلقاً على مستقبله لأنه قضى مدة طويلة جداً خارج الميادين ويقترب تدريجيا من عام كامل عن إصابته (أصيب بالضبط يوم 18 فيفري 2012 في حصة تدريبية) دون أن يلعب مباراة أساسياً مكتفيا بلعب 42 دقيقة فقط. بينما يرى لاعبون آخرون في وضعيته نفسها يتجاوزون الإصابات وآثار العملية الجراحية التي قاموا بها على مستوى الركبة، على غرار صديقه عبد القادر غزال الذي تعرض إلى إصابة خطيرة قبل 4 أشهر وبعد تدخل جراحي تمكن من العودة سريعاً إلى الميادين ولعب أساسيا مع ناديه. جرب إيجاد فريق آخر في آخر أيام "الميركاتو" دون جدوى ومع أنه كان يبذل مجهودات كبيرة في التدريبات كذلك مع المدرب "أنكويلا"، إلا أن يبدة أبدى في الأيام الأخيرة التي سبقت إغلاق سوق التحويلات الشتوية رغبة في تغيير الأجواء بعد أن توالت النتائج السلبية، وهذا حتى يضمن المشاركة. وكان يبدة مستعدا لدراسة كل الاحتمالات، ولكنه لم يتلق أي عرض جدي، ما جعله يقتنع بالبقاء في "غرناطة". ولكن من سوء حظه أن ناديه استبدل مدربه وجلب "ألكاراز" الذي يبدو أن الأمور لا تسير معه كما يشتهي يبدة، الذي صار يرى أن العودة إلى اللعب معه أمر صعب، خاصة مع النتائج التي حققها في بداياته والتي تعطيه الحق – بصورة آلية – في خياراته التي يقوم بها. معنوياته في الحضيض لكنه يصر على أن لا يتحطم ومن الواضح أن معنويات حسان يبدة هي في الحضيض، لأنه يمر بأصعب وضعية يمكن أن يتخطاها لاعب في مشواره الكروي، خاصة أن كل الظروف تحالفت ضده لتمنعه من تأكيد عودته الفعلية. وبعد أن كان يعمل لإيجاد مكانة أساسية ها هو يبدة يبحث الآن عن مكان له ضمن قائمة 18، مع علاقة تبدو متردية مع مدربه الجديد الذي لا يتعامل معه و"ما يشوفش ليه" على حد تعبير أحد مقربيه. ولكن اللاعب الذي يملك تكويناً جيداً ويعرف الجميع إمكاناته يدرك جيداً أن عليه أن لا يتحطّم و لا يمنح الفرصة لأي كان يريد أن يعيش هذه اللحظة، لأنه قوي بما فيه كفاية ليحارب على مكانة أساسية في "غرناطة"، وهو أمر يراه صعباً الآن فعلا، و لكنه ليس مستحيلا.