عائلة زرابي معروفة بأنها عائلة الرياضيين، وتحديدا لاعبي كرة القدم، حيث أنجب الوالد عبد العزيز الذي حمل ألوان النصرية كوسط ميدان متألق وقوي، مدافعين شرّفا هذه العائلة الكروية، فتمكن عبد الرؤوف من الإحتراف في كل من أجاكسيو، ڤينيون، إبريان الفنلندي ثم نادي نيم الفرنسي... ما مكّنه من فرض مكانته في المنتخب الجزائري سبع سنوات كاملة، ليخطو شقيقه الأصغر خير الدين تقريبا نفس الخطوات من خلال تمكنه من فرض نفسه خارج الوطن بعد تجربة أولى في فنلندا (نادي تيبياس) لموسم ونصف.. قبل أن يحط به الرحال في البطولة البرتغالية وتحديدا في نادي بيليناس الذي قضى فيه ستة أشهر، قبل أن يعرج إلى سيتوبال الذي ينشط معه في أول موسم معه مدافعا محوريا، حيث تمكن من فرض نفسه رغم تواجد مجموعة من اللاعبين الذين ينافسونه في مركزه ليصبح في ستة أشهر من ركائز الفريق، وهو ما شهدنا عليه خلال زيارتنا لثاني لاعب جزائري محلي تمكن من التألق في هذه البطولة بعد الدولي رفيق حليش الذي يلعب لنادي ناسيونال ماديرا. زرابي وسيتوبال يُطيحان بنجوم بنفيكا رغم أن نادي سيتوبال يلعب هذا الموسم على ضمان البقاء، حيث يحتل المرتبة 14 في البطولة، إلا أنه كان قادرا على تحقيق نتائج أفضل لولا تضييعه بعض النقاط الثمينة في ميدانه بسبب نقص خبرة بعض اللاعبين والتجديد الذي مس التشكيلة، ورغم ذلك فقد تمكن سيتوبال من الوقوف الند للند أمام أقوى الفرق في البطولة بدليل أنه خسر بصعوبة بثنائية أمام بورتو، تعادل في الأسبوع الفارط أمام بنفيكا بتحكيم منحاز لهذا الفريق الذي يضم مجموعة من النجوم على غرار آيمار ونونو ڤوميز بهدف في كل شبكة، كما أوقف نادي ڤيماراش في ملعبه بتعادل حققه هذا الأخير في الدقائق الأخيرة (2-2)، وهو ما يؤكد أن سيتوبال يملك في صفوفه لاعبين في المستوى. خير الدين: “غادرت بيليناس بسبب تخفيض أجورنا” وقد علل خير الدين زرابي أسباب تغييره الأجواء نحو سيتوبال، وهو الذي كان متعاقدا مع نادي بيليناس قائلا: “لقد أمضيت عقدا مع بيليناس لثلاثة مواسم، ولكن بعد ستة أشهر فقط قررت فسخه بسبب رغبة مسيري النادي تخفيض أجورنا بسبب مشكل مالي، بعدها جاءني عرض سيتوبال الذي كان محترما حيث تعاقدت مع هذا الفريق لموسمين وعام قابل للتجديد، حيث وجدت ضالتي في هذا النادي الذي شاركت معه في 14 مواجهة من البطولة وثلاث في الكأس، أنا حاليا أحظى بثقة الطاقم الفني”. “تغيير التشكيلة سبب البداية الصعبة” وعن أسباب البداية الصعبة لفريقه في الدوري، برر محدثنا ذلك بالقول: “لقد تغيرت التشكيلة بنسبة 90 بالمائة ولم يكن هناك انسجام بين اللاعبين في بداية الموسم، ولكن مع مرور الجولات تحسن مردودنا خاصة بعد استفاقة الخط الأمامي في مباريات العودة”. “أخذ مكانة زورو ليس سهلا” ويمتلك نادي سيتوبال عدة لاعبين أجانب على غرار الدولي السابق لمنتخب كوت ديفوار زورو، حيث قال زرابي بشأنه: “لدي علاقة جيدة مع أغلب اللاعبين، خصوصا الفرنسي كولين، السينغاليان كايتا وفرنسوا، المالي جيكيني والإيفواري المعار من نادي بنفيكا زورو وهو اللاعب الدولي السابق للفيلة الذي أبقيته على مقعد البدلاء لأنه يلعب في المحور والمدرب يعتمد عليّ بدله منذ بداية الموسم”. “ألعب في كل المناصب الدفاعية” وقد كشف لنا اللاعب خير الدين زرابي، من خلال القرص المضغوط الذي أحضره منذ أسبوعين، أحسن المواجهات التي لعبها هذا الموسم مع فريقه، حيث قال: “كما تشاهد، فقد أشركني المدرب في كل مناصب الدفاع، إذ لعبت في المحور مدافعا أيمن وظهيرا أيسر، كما أستطيع اللعب في منصب وسط ميدان مسترجع، وهو ما يظهر أنني متعدد المناصب فعلا”. “أمام بورتو تأثرت كثيرا لوجود صورة ماجر مع نجوم هذا النادي” وفي خضم حديثه عن مواجهات البطولة التي لعبها ، ألح زرابي على تقديم شهادة إعتزاز بالصورة المشرّفة التي تركها النجم الجزائري رابح ماجر في هذا البلد، حيث قال: “ماجر هو مفخرتنا في البرتغال، حيث لا يزال يقدر في فريقه بورتو ويسألون عنه عندما يعرفون أنني جزائري، لقد تأثرت كثيرا بوجود صورته إلى جانب صور نجوم الفريق في ملعب بورتو عندما واجهناهم في البطولة، وهو ما يعكس قيمة صديق والدي وزميله السابق في النصرية”. “سنسافر إلى أنغولا لإجراء مواجهة ودية هذا الإثنين” وقد كان زرابي يحضّر مع فريقه للتنقل إلى ليريا لمواجهة هذا النادي اليوم في إطار البطولة، حيث أكد أهمية هذا الموعد قائلا: “رغم أننا لعبنا مباراة كبيرة أمام صاحب المقدمة بنفيكا، لكن التعادل في ميداننا لم يخدمنا وهو ما يجبرنا على ضرورة العودة بنتيجة إيجابية من ليريا لأجل الخروج من منطقة الخطر رغم تواجد ثلاثة فرق في المؤخرة، حيث نريد الارتقاء إلى المرتبة العاشرة أي إلى وسط الترتيب من أجل اللعب دون ضغط مع نهاية البطولة المقررة في 10 ماي القادم”، وأضاف قائلا: “يوم الإثنين ينتظرنا يوم متعب لأننا سنسافر إلى أنغولا للعب مواجهة ودية بطلب من مؤسسة هناك من أجل أن تمول الفريق لأن العلاقة بين البرتغال وأنغولا مميزة بفعل أن الأخيرة كانت تابعة للحكم البرتغالي”. “المدرب يُناديني ڤلادياتور بسبب لعبي وأنا مُصاب“ وعن الثقة التي يحظى بها من طرف الطاقم الفني لسيتوبال، قال محدثنا: “المدرب كان مندهشا لعدم مشاركتي في نهائيات كأس أمم إفريقيا بعدما شاهد مواجهات الجزائر، مدربي يثق فيّ كثيرا ويناديني ب “ڤلادياتور” لأنني كنت مصابا بانفصال في عضلة الكتف ولكني أعدتها لوضعيتها وواصلت اللعب، أنا أنتظر نهاية الموسم لإجراء عملية جراحية للتخلص نهائيا من هذه الإصابة”. “ننتظر تدشين ملعب جديد أكبر من الحالي” يتدرب رفقاء زرابي صبيحة كل يوم في الملعب الرئيسي الذي يقول عنه خير الدين: “الملعب على بعد 5 دقائق من مقر سكني وهو مقر الفريق، حيث يتوفر على كل المرافق اللازمة للتحضير وهو يتسع لحوالي 25 ألف مناصر، لكن ننتظر تدشين ملعب جديد ستكون طاقة استيعابه أكبر”. “لم يأت أحد من المنتخب الوطني لأجل معاينتي” فتح خير الدين زرابي ملف المنتخب الوطني، حيث لم يخف أنه يريد حمل الألوان الوطنية قائلا : “لأنني ألعب في بطولة محترمة وفي المستوى الأول بالبرتغال وألعب بانتظام مع فريقي، فقد كنت أنتظر على الأقل أن يتنقل مبعوث من الناخب الوطني لمعاينتي مادام يريد تدعيم الدفاع خصوصا وأنني متعدد المناصب، ولكن لم أسمع بأي شخص تنقل لمعاينتي رغم أنني أطمح لحمل ألوان بلدي ولو بعد المونديال لأنني أدرك بأن سعدان سيعتمد على نفس التعداد الحالي خلال المونديال”. “فنلندا كانت محطة لإحترافي في البرتغال” وقد كانت فنلندا محطة مهمة في مشوار خير الدين زرابي الذي أراد من خلالها الخروج من الجزائر وتحقيق حلم اللعب في بطولة أجنبية، حيث قال: “رغم أن البعض قال إنني تنقلت إلى بطولة “الشيخوخة”، إلا أن اللعب في البطولة الفنلندية هو ما سمح لي بخطف أنظار الفرق البرتغالية واللعب في أوربا، لأن آمال الاحتراف في الجزائر ضئيلة”. “شقيقي رؤوف هو مناجيري” ولم ينس خير الدين فضل شقيقه رؤوف الذي ساعده في مشواره الكروي، إذ قال في هذا المجال: “رؤوف كان له الفضل الكبير في مشواري وهو مناجيري، حيث أستشيره في كل صغيرة وكبيرة بالنظر إلى الخبرة التي اكتسبها في أوربا”. ----------------------- “عام ونصف وأنا أنتظر تأشيرة لحضور زوجتي إلى البرتغال” يعيش المدافع الجزائري خير الدين زرابي في ظروف جد طيبة، حيث يمتلك سيارة فخمة رباعية الدفع، شقة في حي هادئ وأجرة محترمة تكشف قيمة هذا اللاعب في هذا النادي، ولكن يبقى ابن حسين داي يتألم من الغربة وفراق العائلة حيث كشف لنا حقيقة مرة يعيشها اللاعب يوميا حيث قال : “رغم أنني تأقلمت في البرتغال بعد أكثر من عام من تواجدي في هذا البلد، إلا أنني أعيش وضعية عائلية صعبة للغاية حيث منذ عام ونصف وأنا أنتظر حصول زوجتي على التأشيرة للالتحاق بي في البرتغال، ولكن بعض الأمور الإدارية كانت وراء عدم تسوية هذا المشكل لأبقى منذ زواجي بعيدا عن العائلة الصغيرة، وهو ما دفعني لأعيش كالأعزب في هذا البلد الأجنبي”. “أنتظر مولودًا لجلب العائلة الصغيرة إلى سيتوبال” وكشف لنا خير الدين كيف بقي في اتصال مع عائلته، حيث قال : “عام ونصف وأنا في اتصال يومي مع الزوجة خاصة أنها تنتظر مولودا عن قريب، وذلك عن طريق الأنترنيت أو الهاتف، كما سأتنقل إلى الجزائر لتسوية أوراق المولود حتى أتمكن من جلب كل العائلة الصغيرة بعدما تلقيت الضوء الأخضر من السلطات البرتغالية، وهو ما سيساعدني على الاستقرار في سيتوبال”. “في رمضان أصبحت أجيد طبخ اللحم لحلو وطاجين الزيتون” في ظل غياب زوجته، احترف خير الدين مهنة الطبخ خاصة في شهر رمضان حيث قال في هذا الشأن : “لقد قضيت منذ ثلاث سنين رمضان بعيدا عن العائلة، وقد اضطررت إلى تعلم الطبخ حيث اقتني لحم الحلال من لشبونة، وأنا أتحصل على وصفات الطبخ عبر الانترنيت وتعلّمت في رمضان تحضير اللحم لحلو وطاجين الزيتون عكس دوخة الذي قضى معي رمضان الفارط حيث كان يحسن فقط طهي “أوملات” (يضحك)”. “بدأت أتعلّم البرتغالية وحلمي الحديث جيدًا بالإسبانية” وقد بدأ خيرو يتأقلم مع محيطه الجديد بعد قرابة عام من تواجده في البرتغال، حيث كشف لنا : “أنا أتعلم الإنجليزية وأريد أن أدرسها جيدا في مركز خاص مستقبلا رفقة الإسبانية التي كان حلم طفولتي هي أن أتحدث بطلاقة بهذه اللغة، بينما البرتغالية فقد بدأت في إتقانها من خلال احتكاكي اليومي”. “المطعم البرازيلي وجهتي” بعدما ينهي زرابي حصته الصباحية مع فريقه، غالبا ما يقصد أحد المطاعم في لشبونة خاصة “المطعم البرازيلي” الذي يحضّر وجبات من السمك يحبها اللاعب، خاصة أنه يلقى رعاية خاصة من النادل الذي أصبح صديقه بدليل أنه ألح على أخذ صورة مع اللاعب الجزائري حيث يقول في هذا الإطار : “في المطعم البرازيلي أجد خدمة خاصة وأجد راحتي”. “أحضّر شايًا صحراويًا رائعًا” من خلال تواجدنا مع زرابي الذي استضافنا في بيته كرّمنا بتناول كوب شاي ألح أن يحضّره بنفسه حيث قال : “ستشرب كأس شاي محضّر بطريقة صحراوية لأنني ابن ورڤلة”، ليقدم لنا محدّثنا شايا مميّزا وتجاذبنا أطراف الحديث عن مشواره وعن بعض خصوصيات هذا اللاعب الذي يقاوم الغربة من أجل جلب لقمة العيش لأهله. “أطالع الهدّاف بانتظام في كل منتصف الليل” ويبقى اللاعب الأسبق لرائد القبة يُتابع أخبار الكرة في الجزائر من خلال تصفحه جريدة “الهدّاف” التي تبقى المفضلة إليه ،حيث قال : “أطالع كل أخبار الكرة في الجزائر وفي العالم عبر جريدة “الهدّاف” و”لو بيتور” حيث أسهر كل ليلة إلى غاية منتصف الليل لقراءتها عبر موقعكم في الأنترنيت وأنا من الأوفياء لها”. --------------- زرابي يلتقط صورة بالكأس واللقب سمح لنا مسيّرو نادي سيتوبال بأخذ صور مع اللاعب زرابي وزملائه في متحف النادي بملعب سيتوبال تشريفا للمدافع الجزائري، وقد إلتقط اللاعب صورا بكأس البرتغال ولقب البطولة في المتحف المليء بالتتويجات والكؤوس، التي تضيء القاعة التي إكتشفنا من خلال الصور والإستحقاقات عراقة هذا النادي. شتان بين ملعب سيتوبال و5 جويلية أثناء متابعتنا الحصة التدريبية صبيحة الخميس التي كانت تحضيرية لمواجهة ليريا، تهاطلت الأمطار بغزارة في بداية الحصة وأجريت في ظروف عادية ولم تتأثر أرضية الميدان، رغم أن الفريق يتدرب عليها يوميا، وهو ما دفعني للمقارنة بما آلت إليه أرضية ملعب 5 جويلية في مواجهة سطيف رغم أنها هيئت مؤخرا، وهو ما يكشف أن المشكل يكمن في قنوات صرف المياه تحت الأرضية وليس في نوع العشب الطبيعي. زورو (لاعب إيفواري في سيتوبال): “دروڤبا مغضوب عليه في كوت ديفوار لأنه يلعب معنا بذهنية النجم“ يضم نادي سيتوبال مدافعا إيفواريا ولاعبا دوليا سابقا تمت إعارته من بنفيكا، وقد تحدثنا معه عن مواجهة “الخضر“ أمام كوت ديفوار حيث قال: “لقد فضل مدرب كوت ديفوار جلب مدافعين شبان ودفعنا من خلال نقص حنكته الثمن أمام الجزائر، حيث لم نحافظ على التفوق وخسرنا في نهاية المطاف، وهو ما خلق موجة من الغضب في البلد خاصة ضد دروڤبا الذي يلعب مع الفيلة بذهنية النجم“. “ لماذا يغضب لاعبوكم أمام مصر!؟” وعاد الإيفواري زورو إلى مواجهة مصر حيث قال: “لم أفهم سبب غضب لاعبيكم الذين استعملوا الخشونة ضد المصريين، رغم أنكم كنتم أفضل منهم معنويا لأنكم أقصيتموهم من المونديال، ورد فعل بعض لاعبيكم فاجأني“. “كيكو له مكانة في منتخب بلادكم“ وختم المدافع الدولي السابق لكوت ديفوار حديثه معنا بالثناء على خير الدين زرابي، الذي كان وراء بقائه على مقعد البدلاء حيث قال: “كيكو(يقصد زرابي) مدافع قوي ويجب أن تستدعوه إلى منتخب بلادكم، لأنه يملك مكانته حسب ما شاهت في كأس أمم إفريقيا“. ---------------------- خير الدين زرابي: “في هولندا كان الأخوان دوبور، لم لا الأخوان زرابي في الجزائر“ ------------------- “بلعياشي كان يُبرّر تهيمشي في بلوزداد بأنه كان يُلعّب أبناء الحي من أجل تجنّب ضغط الأنصار” “دوخة نال إعجاب المدرب السابق ل سيتوبال ومشكلته وصوله المتأخر إلى البرتغال“ “ حليش أخي ويستحق اللعب في ناد كبير” “خسرت 700 أورو وتلفاز بلازما بسبب مراهنتي على الخضر أمام مصر” “ليل، موناكو وساراغوزا يُتابعون مشواري وقد ألتحق بأحدها” “بلعرج ساعدني، بسكري حوّلني إلى مدافع ومع بوعراطة جاء التألق” “ذهبت إلى فلندا في عطلة فوجدت نفسي ألعب في هذه البطولة هروبا من الحڤرة في الجزائر” “رفضت اللعب في إيستربسبب الأجرة المتواضعة” ---------------------- قص علينا كيف إلتحقت بمدرسة النصرية وهل كان ذلك بإيعاز من والدك اللاعب السابق؟ تعلم أننا من ورڤلة وقدمنا في بداية التسعينيات فقط، وقبل أن أقص حكايتي سأقص حكاية والدي الذي استقر في الجزائر مصادفة، فقد كان يقيم في تونس وزار الجزائر في عطلة وتم أخذه إلى الثكنة لأداء واجب الخدمة الوطنية الذي كان إجباريا ليكتشف من طرف مسيري النصرية ويصبح لاعبا في هذا النادي، والحال نفسه كان مع شقيقي رؤوف، بينما تم التحاقي بالنصرية كذلك مصادفة، حيث شاهدني المدربان يزيد وزميتي ألعب في الحي فطلبا معلومات عني لأخبره أنني ابن زرابي فقال لي بأنه سيخبر والدي فالتحقت بالنصرية، وبعدها عملت مع بوزيدي في الأواسط لأغادر بعدها النصرية بسبب خلاف مع المدرب بوديسة وبقيت عاما أبيض. ألم تفكر في التوقف؟ الحمد للّه أن المدرب بلعرج الذي كان يشرف على تشكيلة ولاية الجزائر سمح لي بالتدرب وكأنني ألعب بانتظام، وبعدها اقترح علي الالتحاق بالقبة وهو ما شكل نقطة تحول في مشواري خاصة في الموسم الذي أشرف فيه بوعراطة على الفريق، حينها حققنا نتائج رائعة وفزنا أمام أكبر الفرق قبل أن يغادر ويسقط الفريق في مرحلة العودة. ولماذا غادر بوعراطة رغم النتائج الطيبة؟ لأننا كنا في تنقل إلى وهران لمواجهة الحمراوة، وكنا ندين بثلاث منح فأراد تحفيزنا واتصل بمسيرين كانوا قادمين برا فأخبرهم عن المنح فقالوا له إنهم جلبوها معهم ، فطالبنا بالفوز حتى نحصل على أربع منح كاملة، وبعد مواجهة كبيرة أمام الحمراوة خسرنا بصعوبة، وطالب بوعراطة بتقديم المنح لنا ولكن مسيرا أكد له أنه لم يجلبها وهنا اتخذ بوعراطة في وهران قرار عدم العودة لأنه وعدنا بالمنح ولم يود أن تسقط كلمته فذهب دون عودة. ما هو منصبك الأصلي في الفئات الصغرى؟ كنت ألعب في الفئات الصغرى قلب هجوم قبل أن يحولني بسكري إلى مدافع لتعويض جرادي الذي أصيب، وبالمناسبة فقد ساعدني كثيرا جرادي في القبة رفقة اسطمبولي وقاسي سعيد والمدرب بن زكري. بعدها كان المشوار في الوفاق في تجربة لم تكن ناجحة؟ في ذلك الموسم جلب سرار الهادي عادل، مزاير، دفنون وعمران، وقد وصلني عرض من النادي الإفريقي ولكن سرار رفض تسريحي و اشترط ثلاثة ملايير ما جعل النادي التونسي يتراجع. وبعدها بدأت أعاني التهميش وغادرت الوفاق في نهاية الموسم تاركا 180 مليون ورائي لم أستلمها. ورغم ذلك فقد حققنا موسما ناجحا من خلال احتلال المرتبة الرابعة التي سمحت للوفاق بلعب رابطة أبطال العرب في الموسم الموالي. التجربة نفسها تكررت مع بلعياشي في بلوزداد، ماذا حدث في ذلك الموسم؟ بلوزداد تبقى تجربة مفيدة رغم “الحڤرة” التي تعرضت لها من طرف المدرب بلعياشي الذي رغم أنني كنت أؤدي مباريات في المستوى إلا أنه ظل يهمشني في 20 أوت في الأسبوع الموالي، وتصور بما كان يعلل قراره.. بماذا؟ كان يقول لي إنه لا يستطيع نزع لاعبين أبناء الحي حتى لا يتعرض لضغط الأنصار، لقد عانيت معه رغم أن الأنصار كانوا يشجعونني ويقفون إلى جانبي رغم بقائي في مقعد البدلاء، وبسبب بلعياشي فكرت في التوقف وعدم اللعب تماما في الجزائر.. كيف ذلك؟ لقد كنت على وشك أن أتعاقد في بداية الموسم الموالي مع نادي إيستر الذي أقنعت مدربه ولكن الرئيس وبسبب مشاكل مادية اقترح علي أجرة زهيدة فرفضت البقاء، بعدها ذهبت في عطلة لأرتاح في فنلندا عند شقيقي رؤوف الذي كان ينشط هناك بسبب الغموض الذي ميز من يرأس بلوزداد، وقد أجريت تجارب وأمضيت في نادي “تيبياس” الذي لعبت لفائدته عاما ونصف وشاركت معه في منافسة أوربية ولكني للأسف لم ألعب مباراتنا الأولى حيث تم توقيفي في الحدود لأنني لم أكن أملك تأشيرة الدخول إلى التراب الدانماركي بما أننا تنقلنا جوا من فنلندا إلى السويد ثم برّا من السويد إلى الدانمارك. كنت أنشط في المحور وكوسط ميدان ولعبت مع اللاعب سيمون الذي كان ينشط مع بيكام في ڤلاكسي وكنت غالبا ما أعوضه في حال إصابته. وهل استطعت التأقلم في هذا البلد المعروف ببرودته القاسية؟ الانتقادات التي تعرضت لها رفقة شقيقي رؤوف هي التي حفزتنا على العمل والتأقلم في هذه البطولة. وكنت شخصيا أقول “البرد ولا حڤرة بلادي” لأنني لم أهضم أنني كنت أبعد من التشكيلة الأساسية رغم أدائي مواجهات كبيرة مع بلوزداد، كما أن الذين انتقدوا البطولة الفنلندية يجهلون أن في هذا البلد يفضلون لاعبا محليا يتأقلم مع ظروف معيشة البلد عوض جلب لاعب من إفريقيا إلا إذا كان مستواه جيدا وأعترف أن اللعب في فنلندا كان محطة مهمة في انتقالي إلى البرتغال لأنني لو بقيت في الجزائر وكنت ألعب بانتظام لما كنت تغربت، ولكنت حاليا ألعب المواجهات في الثانية زوالا وفي ملاعب من العشب الاصطناعي، وهو ما لا يسمح لي بتطوير مستواي. وكيف تحولت إلى بليناس البرتغالي؟ لقد خطفت أنظار هذا الفريق وتعاقدت معهم ثلاث سنوات ولكن بعد ستة أشهر أرادوا تخفيض أجور اللاعبين بسبب أزمة مالية فقررت المغادرة نحو نادي سيتوبال الذي يبقى فريقا محترما في البطولة البرتغالية وهذا الموسم نحاول ضمان البقاء بعد ما تم تجديد الفريق بنسبة كبيرة وهناك تحسن في الجولات الأخيرة بعدما تحسن الانسجام بين اللاعبين. هل واجهت حليش في مواجهة ناسيونال؟ نعم، لقد دخل في الشوط الثاني وكنت “نهبّل” فيه في الركنيات حتى لا يُسجل (يضحك).. كيف هي علاقتك به؟ رفيق “خويا” وأنا في اتصال دائم معه عبر الهاتف أو الأنترنت، إنه يلعب في فريق محترم واعتبره مدافعا كاملا وقادرا على اللعب في بنفيكا أو في أكبر الأندية. ولكن “زعفت عليه“ بعد عودته من أنغولا. لماذا؟ زميلاي الماليان والإيفواري زورو “هبّلتهم“ بعدما فزنا على منتخبي مالي وكوت ديفوار، وفي مواجهة مصر تراهنت معهم على فوز الجزائر وذلك بحصولي على تلفاز من نوع بلازما”، وفي حال الخسارة أدفع لهم حساب وجبة عشاء، وبعد خسارة “الخضر“ خسرت 700 أورو والتلفاز، وعندما عاد حليش قلت له لقد خسّرتني في مبلغ كبير (يضحك).. صراحة هل تريد أن تلعب المونديال القادم مع “الخضر“؟ بالطبع، من هو الجزائري الذي لا يتشرف بحمل هذا القميص خاصة في تظاهرة عالمية لاسيما عندما يتعلق الأمر بنا نحن اللاعبين الذين تربينا في الجزائر ونعرف قيمة القميص الوطني بالنسبة للشعب الجزائري، أنتظر فقط أن يعاينوني لأنني حسب ما أعرف، أنا وحليش فقط من جيلنا من استطاع اللعب في المستوى الأول في أوربا خاصة أننا مدافعان، وعلى الأقل استحق أن أمنح الفرصة علما أن مدرب المحليين بن شيخة يعرف إمكاناتي وبإمكان سعدان أن يستشيره عني خاصة أنني أستطيع اللعب في كل مناصب الدفاع وهي خاصية أي منتخب بحاجة إليها. إذن تريد خوض تجربة شقيقك رؤوف نفسها في المنتخب؟ رؤوف لعب سبع سنوات وضحى من أجل المنتخب وكاد يتسبب حضوره المنتظم في التربصات والمواجهات في فسخ عقده مع “نيم” خاصة عندما كان يتنقل دون أن يضعه المدرب في قائمة 18، في مصر كان هناك الأخوان حسن وفي هولندا الأخوان دوبور ولماذا لا يكون في المنتخب الجزائري الأخوان زرابي مادام أننا نستحق ذلك وبإمكاننا تقديم خدمات للمنتخب العزيز علينا رغم أنني لست متفائلا بلعب المونديال. كيف؟ هدفي الحالي هو التعاقد مع فريق كبير لأكشف عن مستواي وبعدها سألتحق ب ”الخضر” من الباب الواسع لأنني أريد أن أفرض نفسي في “الخضر“ وليس القدوم من أجل التواجد فقط في المجموعة التي لا أظن أن سعدان سيغيرها. وما رأيك في غياب شقيقك عن “الكان“ رغم أنه كان حاضرا بداية التصفيات؟ لو لم يصب رؤوف كان سيكون هو المدافع الأيسر في أنغولا خاصة عندما يلعب لتغطية بلحاج الذي يتحرر للهجوم، لا أقول ذلك لأنه شقيقي ولكنه الأفضل في منصبه وهو لاعب يحب الجزائر كثيرا وبقي وفيا ل”الخضر” سبع سنوات وذلك عندما كانت التنقلات محفوفة بالمخاطر في أدغال إفريقيا. ما هي أسوأ ذكرى في حياتك؟ إصابتي مع القبة في ملعب تيزي وزو أمام القبائل، حيث حاولت التدخل على بلقايد فإذا برجلي تعلق في حفرة وتعرضت إلى كسر في المشط ...لقد بقيت 7 أشهر بعيدا عن الميادين وما آلمني كثيرا هو قول البعض إن مشواري انتهى ولن ألعب الكرة مجددا، ولكن الحمد لله لقد عدت وأنا أفرض نفسي خارج البلد. بلغنا أنك تملك إتصالات من أندية فرنسية، هل هذا صحيح؟ نعم، لقد أبلغني شقيقي رؤوف باهتمام كل من “ليل” و”موناكو” بي، وسيكون مبعوث عن “موناكو” حاضرا لمعاينتي في مواجهة ليريا (أمس)، كما هناك اتصالات أولية من “ساراغوزا” الإسباني، وأحلم باللعب في فريق كبير ولم لا في البطولة الإسبانية. من هو فريقك المفضل؟ في الجزائر النصرية هي فريق القلب، أما في الخارج فأنا مناصر “الريال”. كيف تعيش وحدتك في البرتغال رغم أنك متزوج؟ هذا المشكل هو الذي يؤثر فيّ لأنني أنتظر تسوية وضعية زوجتي منذ عام ونصف وبعدما تضع مولودا سأجلب كل العائلة بعدما أسوي كل الأمور الإدارية في الجزائر، زوجتي متفهّمة وتعرف أنني لست في سياحة، بل أنا أتعب وأضحي من أجل لقمة العيش وأنا لا أملك الشهادات لأعود إلى الجزائر واشتغل مهنة أخرى. هل أنت الذي اخترت زوجتك أم والديك؟ أنا الذي اخترت زوجتي التي تملك شهادة في الحقوق، والحمد لله أنها تطيع والدي لأنني أسعى في حياتي إلى بر والدي والاستفادة من“ دعاوي الخير” خاصة في غربتي. هل فكرت في العودة إلى الجزائر؟ نعم، بسبب هذا المشكل كدت أعود. وكان لي اتصال مع شبيبة القبائل عبر أحد المسيرين، ولكني فضلت الصبر وأنتظر فقط أن ينتهي الموسم لأحل كل هذه الأمور بمجرد عودتي إلى الجزائر. لماذا غادر دوخة سيتوبال؟ مشكل دوخة أنه حل بالبرتغال متأخرا ولم يكن المسيّرون يعلمون أنه سيأتي فقاموا بانتداب حارس آخر، لكن بعدما تدرب أعجبوا به وقد يسترجعونه العام القادم لأنه فرض نفسه وكان محل إعجاب مدرب الحراس السابق وبالمناسبة لقد كان “ينقص عليّ الوحش”. بم تختم؟ أتمنى أن يكون إبني فأل خير وألعب مستقبلا في فريق كبير وأحقق حلم حمل القميص الوطني، خاصة أنني من المدافعين القلائل الذين احترفوا من الجزائر وأستحق الفرصة للبرهنة بكل تواضع مع التعداد الحالي وشكرا.