يبدو أن وسط ميدان المنتخب الوطني كريم زياني لم يخطئ لما قرر البقاء في صفوف نادي “فولفسبورغ” الألماني لموسم آخر لأن كل المؤشرات والمستجدات الأخيرة توحي بأنه سيتألق في سماء “البوندسليڤا ” الموسم القادم مع المدرب الإنجليزي الجديد “ستيف ماكلارين”، ففضلا على أن قدوم هذا الأخير وتوليه العارضة الفنية للنادي الألماني كان بمثابة الخبر السعيد الذي تلقاه لاعبنا الدولي قبيل إنطلاق الموسم الجديد... فإن خبرا آخر سيكون أسعد من سابقه بالنسبة لصانع ألعاب المنتخب الوطني وسيكون بمثابة نقطة تحول كبيرة في مشواره مع “فولفسبورغ” الألماني الذي عانى معه من التهميش الموسم الفارط بسبب المدرب المنتهية مهامه قبيل إنتهاء الموسم المنقضي. “ماركا” تزف خبر اقتراب تنقل “ميسيموفيتش” البوسني إلى “أتليتيكو” الخبر الثاني السعيد الذي نؤكد بأنه سيكون بمثابة نقطة تحول في مشوار زياني مع النادي الألماني هو إقتراب انتقال صانع الألعاب البوسني “ميسيموفيتش” إلى “أتليتيكو مدريد” الإسباني، وهو الخبر الذي كشفت عنه “ماركا” الإسبانية في عددها الصادر أمس، خبر قد يتفاجأ البعض لماذا أجزمنا بأنه سيكون سعيدا للاعبنا الدولي، لكن ما سنكشف عنه سيجعل من يتساءل ينضم إلى صفنا ليؤكد أنه سيصب حقا في مصلحة زياني وسيكون بمثابة نقطة تحول حقيقية في مشواره مع ناديه الألماني وسيكون بمثابة نهاية المعاناة التي عاشها الموسم الفارط مع المدرب المنتهية صلاحياته. “أتليتيكو” اقترح 9 ملايين على دفعات وحسب المعلومات التي استقتها “الهدّاف” من مصادر مطلعة، فإنّ نادي “أتليتيكو مدريد” قدّم لنظيره الألماني عرضا بقيمة 9 ملايين أورو، على أن يتم دفع هذه القيمة على دفعات بالتقسيط وليس دفعة واحدة، وهو ما يعيق إتمام الصفقة في الوقت الحالي، لأن إدارة فولفسبورغ تصرّ على الاستفادة من القيمة كلها دفعة واحدة في رصيدها، في انتظار إيجاد حل للأمر في الساعات القليلة القادمة. اللاعب يضغط للعب في “الليغا” بأي ثمن ولعلّ ما سيعجّل بالوصول إلى أرضية اتفاق حول القيمة المالية والصيغة هو الضغط الشديد الذي يمارسه اللاعب على إدارة فريقه، حيث يصرّ على مغادرة “البوندسليغا” واللعب الموسم القادم في “الليغا” الإسبانية التي تستهويه، إذ من المتوقّع أن ترضخ الإدارة لرغبته هذه وتقبل بتحويله إلى إسبانيا مقابل حصولها على قيمة 9 ملايين بالتقسيط، وأن تجد أرضية اتفاق وصيغة أخرى مع النادي الإسباني. صانع ألعاب ومنافس ل زياني وهو من وقف في طريق مشاركته أساسيا ولمن لا يعرف البوسني “ميسيموفيتش” فاللاعب ينشط في منصب صانع ألعاب حقيقي لنادي “فولفسبورغ” الألماني وهو نفس المنصب تقريبا الذي جيء ب زياني من أجله لهذا النادي رغم أن لاعبنا يحبّذ اللعب في الجهة اليمنى من خط الوسط، والإختيار الموسم الماضي في النادي الألماني كان بينه وبين اللاعب البوسني الذي كسب ثقة كافة المدربين الذين تعاقبوا على العارضة الفنية ل“فولفسبروغ” حيث فضلوه على زياني ومنحوه الثقة ليكون صانع ألعاب فريقهم، ودفع زياني بذلك الثمن غاليا ببقائه طيلة سنة كاملة على مقعد البدلاء مكتفيا بخوض 5 لقاءات فقط كأساسي من أصل أكثر من 30 مباراة، قبل أن يكون الثمن الذي دفعه أغلى يوم قدّم أحد أسوأ عروضه مع المنتخب الوطني في “المونديال” الأخير، واليوم بإقتراب انتقال “ميسيموفيتش” إلى “الليڤا” الإسبانية (لم تتبق سوى بعض اللمسات الأخيرة على ترسيم الصفقة)، ستصب تلك الصفقة في صالح زياني الذي سيحصل على فرصه اللازمة الموسم القادم ليكون “الباترون” الجديد للنادي الألماني. دليل على أن زياني باق في فولفسبروغ وقبل أن نتحدث عن المهمة التي ستوكل ل زياني في الموسم القادم بودنا أن نؤكد أن إقتراب إتمام صفقة إنتقال “ميسيموفيتش” إلى “الليڤا“ الإسبانية دليل على أن زياني باق لموسم آخر في صفوف “فولفسبروغ”، وهو الذي كان قد أعرب لنا في حواره الحصري السابق مع “الهداف” منذ أيام قليلة بأنه يرغب في البقاء بعد أن شعر بتغيّر الأجواء والأحوال في هذا الفريق منذ أن إستأنف معه التدريبات بعد نهائيات كأس العالم. لهذا السبب رفضت إدارة “فولفسبورغ” كل العروض ورفعت قيمة تحويله وفي قراءة لخبر موافقة النادي الألماني على تحوّل صانع ألعابه البوسني إلى الفريق الثاني للعاصمة الإسبانية مدريد، عدنا قليلا إلى الوراء وتيقننا من أن ذلك سبب من الأسباب التي جعلت إدارة النادي الألماني ترفض كل العروض التي وصلتها بخصوص زياني وترفع قيمة تحويله إلى أعلى السقف حتى تعجز الأندية عن تسديد تلك القيمة، على غرار ما فعلته مع نادي “سانت إتيان” الفرنسي الذي سعى بكل الوسائل من أجل الظفر بخدمات زياني غير أن رغبته في ذلك اصطدمت بالرفض القاطع من مسؤولي “فولفسبروغ” الذين حددوا سعر 6 ملايين أورو مقابل التنازل عن لاعبهم، وهو ما عجز عنه المسؤولون الفرنسيون وعجزت عن دفعه كل الأندية التي كانت ترغب في ضمه، وهو ما يؤكد أن النادي الألماني لم يكن يرغب أصلا في بيعه وكان يحضر لبيع “ميسيموفيتش” مسبقا ففاضل بين اللاعبين وإختار بقاء الجزائري ورحيل البوسني. ماكلارين بدأ يفكر في زياني ك “باترون” من خلال التربصات الحالية وبإقتراب رحيل ميسيموفيتش فإن كل المؤشرات توحي بأن زياني سيتحول إلى “الباترون” الحقيقي ل “فولفسبروغ” فوق الميدان وصانع ألعابه ومحركه الحقيقي بل واللاعب الأول الذي سيكون وراء تنفيذ كل الكرات الثابتة لهذا النادي، وهي المهمة التي كان يتولى القيام بها “ميسيموفيتش” الموسم الفارط، ولعل ما يؤكد أن المدرب الإنجليزي “ماكلارين” يعوّل عليه كثيرا للقيام بهذا الدور الموسم المقبل هو شروعه في التدريبات على تعويده على القيام بهذه المهمة. منحه مهمة تنفيذ كل الكرات الثابتة في التدريبات فبالعودة إلى الحوار الحصري الذي خصنا به زياني مؤخرا من النسما عندما زاره مبعوث “الهداف” كان هذا الأخير قد لاحظ خلال الحصة التدريبية التي حضرها أن المدرب “ماكلارين” يأمر زياني في كل مرة بأن ينفذ كل الكرات الثابتة من على الجهتين اليمنى واليسرى، وحينها لم يفوّت مبعوثنا تلك الملاحظة وطرح سؤالا على زياني عن الأمر فما كان على زياني إلا أن أجابه قائلا: “هي ملاحظة لا يدونها سوى جزائري مثلك (قالها مازحا)، المدرب منحني تلك المهمة بسبب غياب ميسيموفيتش المصاب”، وهي إجابة كافية لتدل على أن زياني سيكون الكل في الكل في النادي الألماني الموسم المقبل، وهو ما نتمناه ويتمناه المدرب الوطني رابح سعدان الذي يأمل أن يشارك كافة اللاعبين الدوليين كأساسيين مع أنديتهم حتى يصب ذلك في مصلحتهم من جهة ومصلحة المنتخب في التصفيات الإفريقية المقبلة.