مثلما كانت “الهدّاف“ سباقة للإنفراد به ونشره في عدد أمس، جرى حفل تقديم الدولي الجزائري حسان يبدة إلى الإعلام الإيطالي وأنصار نادي “نابولي”، في المركز الرياضي “كاب تال فولتورنو” عند الساعة الواحدة بعد الزوال. وقد لاحظ الإعلاميون منذ البداية أن يبدة كان مرتاحا... وقد تحدّث عن أمور كثيرة في الندوة الصحفية ولم يترك فيها أيّ سؤال لدى الصحفيين ليجيب عنه بروح مرحة ونوع من الثناء والإشادة لما يلقاه في إيطاليا. “مازلت أتذكر جيّدا حرارة ملعب “سان باولو” وجماهير نابولي” وقد استهلّ وسط ميدان المنتخب الوطني حسان يبدة الندوة الصحفية ليعرب خلالها عن سعادته بالانضمام إلى نابولي، وقال: “أنا في غاية السعادة بانضمامي إلى “نابولي”، وأشكر كل من رحّبوا بي من مسيرين وأنصار والطاقم الفني، الذين استقبلوني بحفاوة كبيرة لي.. كما لا أزال أذكر “نابولي” جيدا حينما لعبت أمامهم قبل سنتين لمّا كنت محترفا مع نادي “بنفيكا”، وأتذكر ملعب وحرارة “سان باولو”. جئت إلى نابولي الآن وأنا كلي عزيمة لأقدّم مشوارا جيدا وموسما كبيرا مع الفريق”. “اللعب في الكالشيو تجربة جديدة عليّ” ثاني نقطة تطرّق إليها يبدة خلال الندوة الصحفية هي البطولة الإيطالية و”الكالشيو” الذي قال عنه: “أمر جديد بالنسبة لي اللعب في البطولة الإيطالية، ولكن هذا ليس عائقا وإنما أراه حافزا يجعلني مطالبا أن أكون على استعداد تام للعب في أي خطة يختارها المدرب، إما باللعب كوسط ميدان مسترجع أمام الدفاع، أو كمتقدّم قليلا، لكن يبقى القرار الأخير للمدرب“. “الكالشيو أقوى البطولات في العالم” وقد أشاد يبدة ب “الكالشيو“ الإيطالي قائلا:“البطولة الإيطالية تعتبر من أهمّ وأقوى وأكبر البطولات الكروية في العالم، فالجانب التكتيكي والتقني يعتبران ميزة الفرق الإيطالية، فضلا على الأهمية الكبيرة التي تعطى للجانب البدني، وهذا ما جعل طريقة لعبها تكون متميّزة على باقي البطولات الأوروبية”. “ستكون سعادتي كبيرة حينما أرى الجالية العربية تُشجّعنا من المدرّجات” كما تحدّث يبدة، مثلما توقعه الإعلاميون، على نقطة هامة تخص الجالية الجزائرية أو العربية المتواجدة بكثرة في نابولي، وقال:”أنا سعيد بتواجد جالية جزائرية هامة وكبيرة في نابولي، وسأسعد أكثر حين أراهم في الملعب، لأن هذا الأمر سيكون لي حافزا آخر وأكبر لتقديم أقصى ما أملك من إمكانات وأبذل كل ما في وسعي لأشرّفهم. ولكن في هذا اليوم أتوجه بكلامي لكلّ أنصار نابولي وأؤكد لهم أنني سعيد بالانضمام إلى النادي، وسأعمل كل ما في وسعي لأكون في المستوى المطلوب. صحيح أنني لست أتمتع بإمكاناتي 100 بالمئة، ولكنني سأعمل جاهدا للوصول إلى قمة قدراتي في أقرب وقت ممكن”. “أنا من اللاعبين الذين يُحاربون من أجل الفوز” وراح يبدة يعرّف الصحافة الإيطالية التي حضرت الندوة وتطرح أسئلتها عليه، عن الهدف الذي جاء من أجله إلى إيطاليا وبالتحديد إلى “نابولي”، حيث قال: “جئت إلى نابولي وأنا أعرف جيّدا أنه فريق عريق بتاريخه وإنجازاته، وهو من الأندية التي تطلب أقصى ما يمكن من عناصرها، ولذلك جئت وأنا على أتم الاستعداد لأبذل كل ما في وسعي لأكون في مستوى الثقة التي وضعها فيّ المسيّرون. ولقد التحقت وأنا تحدوني روح الفوز التي طالما كانت ميزتي منذ اختياري الاحتراف في كرة القدم.. لو لم تكن لدي رغبة في الفوز والبروز، ولو لم أكن من اللاعبين الذين يُحاربون من أجل تحقيق رغبتهم، لكنت اخترت ناديا آخر غير نابولي”. “الموسم مع “نابولي” أكبر منعرج في مشواري” واعترف وسط ميدان “الخضر” أن رغبته في البروز مع ناديه كبيرة، حيث قال بنبرة الواثق من نفسه: “أعتبر أن هذا الموسم هو منعرج تاريخي في مشواري الرياضي وعليّ استغلال الأمر جيّدا“. أما عن علاقته مع اللاعبين الإيطاليين، وهل يملك صداقة مع البعض منهم، ردّ يبدة على أسئلة الصحفيين قائلا: “أعرف بعض اللاعبين في “نابولي”، ولكن معرفتي لهم تبقى بالاسم والشكل فقط، وهذا انطلاقا من تتبعي البطولة”“. “إخترت الرقم 21 لأن زيدان حمله مع جوفنتوس” وفي نقطة أخرى تخصّ رقم القميص الذي اختار اللعب به في أول ظهور له في البطولة الإيطالية، وهو الرقم 21، قال يبدة عن سبب اختياره لهذا الرقم: “السبب بسيط، فالرقم 21 كان يلعب به زين الدين زيدان في جوفنتوس، وهو لاعبي المفضل والذي اعتبره مثالا كبيرا لي، ولكن في المركز الذي ألعب فيه -وسط ميدان- فأنا مُعجب كثيرا بالفرنسي “باتريك فييرا”. وأوضح يبدة في معرض حديثه أن زيدان يبقى لاعبا كاملا يحترمه ويفتخر ويتمنى بلوغ ما وصل إليه، وأما عن اللعب والمنصب فقال إن “فييرا” مثله، حيث كان يفرح كثيرا حينما كان يراه مع المنتخب الفرنسي أو لمّا كان في البطولة الإيطالية مع الإنتير. “سبق لي حمل الرقم نفسه لمّا كنت في “لومونس” كما ذكّر حسان يبدة الحاضرين أن هذه ليست المرة الأولى التي يحمل فيها الرقم 21، بل سبق له اللعب بالرقم نفسه لما كان ينشط مع نادي “لومونس” الفرنسي، وقبل أن يتحوّل إلى نادي “بنفيكا“ البرتغالي. ولكن بقي يبدة يركز ويؤكد بكلامه: “اخترت أولا حمل الرقم 21 بسبب زيدان، لأنه لاعب وبطل كبير أبقى أعتزّ وأفتخر به”. وأراد يبدة في الأخير أن يوضح أنه في الجزائر على وجه التحديد والمغرب العربي بصفة عامة يعتبر نادي نابولي أكبر فريق في إيطاليا، لأن اسم النادي تعلق بضمه لجوهرة الكرة العالمية والأرجنتينية مارادونا”. “مشاركتي في أوروبا ليغ بألوان نابولي ستزيدني فخرا واعتزازا“ وفي جواب يبدة على أسئلة الصحفيين حول التجربة التي سيخوضها النادي في “أوروبا ليغ”، قال: “هي في الحقيقة ليست بحجم وقوة رابطة الأبطال، ولكنها تبقى منافسة هامة، ولأنني سأشارك مع فريق نابولي بالذات فهي فرصة كبيرة لي تجعلني أشعر بفخر واعتزاز كوني سأشارك فيها تحت ألوان نابولي، وأتمنى أن نذهب فيها إلى أبعد الحدود”. “أنا مستعدّ للمشاركة أمام باري يوم الأحد” وفي سؤال حول استعداده للمشاركة في المباراة المقدّمة من البطولة الإيطالية، والتي ستجمع نادي “باري” وزملاء رفيقه في المنتخب، عبد القادر غزال، ردّ يبدة “أنا أتم الاستعداد، وكما تعلمون ففي حال ما إذا كان زميلي”بلازي” معاقب أو “بافيانسا” لم يتعاف من الإصابة التي يعاني منها، فأنا جاهز للمشاركة، ولكن يبقى كل شيء متوقف على قرار المدرب”. “فاصوني“ أشاد ب يبدة وأكد أن نابولي وصلت العالمية كان “ماركو فاصوني” المدير العام للنادي حاضرا إلى جانب يبدة في الندوة الصحفية، حيث تدخل وقال عن استقدام يبدة، بأنه أضاف شيئا جديدا إلى نابولي من حيث العالمية وتعدّد الجنسيات التي يحملها عناصر فريقه، وقال مشيدا بخبرة هذا اللاعب: “يبدة يتمتع بخبرة معتبرة، حيث لعب في البطولتين البرتغالية والإنجليزية، وهو معروف ويتمتع بسمعة كبيرة، بدليل أنه بعد أن جلبناه إلى نابولي أثار اهتمام الإعلام في مختلف أنحاء العالم”. يبدة يُحسن الإيطالية وحيّر الصحفين عند نهاية الندوة الصحفية وحين كان المصورون يقتربون من يبدة للشروع في التقاط بعض الصور، تكلم يبدة معهم ولكن ليس بالإنجليزية أو بالبرتغالية أو الفرنسية التي نشط بها الندوة الصحفية، وكان إلى جانبه مترجم لإجاباته وأسئلة الصحفيين، وإنما باللغة الإيطالية، حيث تلفظها كما يلي: Sono molto felice di essere un giocatrore del Napoli“ وترجمتها باللغة العربية هي: “أنا جد سعيد لكوني أصبحت لاعبا في نابولي”، وقد نطق الكلمات بطريقة سليمة 100 بالمئة، وهو ما أثار إعجاب الصحفيين الذين راحوا يصفقون له طويلا، إلى درجة أن البعض تساءل كيف ل يبدة تعلم التحدّث بالإيطالية بشكل سليم وواضح في ظرف أربعة أيام فقط.