نصيرة سيد علي كثيرا ما تحدثنا عن مواهب الأطفال وعن معاناتهم أيضا وعن نجاحاتهم، غير أن "الحوار" فضلت أن تتحدث هذه المرة عن مواهب ونجاحات وتميز وحسن الأخلاق، وهم براعم صغار، همهم حتى في هذا السن حفظ القرآن الكريم وهدفهم أن يكونوا مستقبلا منارة وشعلة تنير طريقهم وطريق المجتمع نحو أفق جميل. البرعم الصغير: آيت رمضان حسام القرآن يطفئ نار الحسد في قلب صاحبه ويضفي الروحانية على النفس آيت رمضان حسام، صاحب 12 ربيعا، شعلة متقدة، أقبل على حفظ كتاب الله بقلب أبيض ونقي، وبنفس طاهرة، حسام ببراءته وحبه وعشقه لدينه يتمنى أن يختم القرآن في أقرب فرصة، وفي هذا اللقاء الذي جمعنا به أسطلعنا على أول خطواته إلى رحاب المسجد.
ما الغاية من حفظك لكتاب الله؟ القاعدة المثلى تقول الغاية من تعلُّم القرآن الكريم حفظا وتلاوة بالتجويد والإتقان، والعمل بأحكامه، كم تحفظ من حزب ؟ أحفظ لحد الآن 5 أحزاب، وأتضرع إلى الله تعالى أن أختم كتاب الله حفظا وترتيلا. من حفزك على حفظه؟ أبي وأمي هما من زرعا فيّ جميع أنواع المحفزات المعنوية منها والحسية، التي أثرت في عقلي وسكنت وجداني، وهناك أكيد محفزات أخرى وتتمثل في بيان أجر وثواب قارئ وحافظ القرآن الذي أعده الله تعالى من فضائله التي لا تعد ولا تحصى، وإذا تأملنا قليلا فقط ما نزله الله عن طريق الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- نجدها أنها تعج بالترغيب في تلاوة وتجويد وتحفيظ القرآن. ما الذي كان يدفعك لحفظ القرآن ؟ حبي لله عز وجل، ولرسوله الكريم، والحياء من الله يجعلني أقبل عليه كلما أحسست بضيق في صدري. هل كان لحفظك أثر في تحسن مستواك الدراسي؟ قراءة القرآن تجعلك أكثر تركيزا، وتعطيك القدرة على فهم أمور في ظرف قياسي،، ولحفظ القرآن تأثير قوي وعظيم على ذهنية الفرد. هلا وصفت لنا شعورك في اللحظة التي حفظت فيها الأحزاب الخمسة شعور صعب وصفه، وانتابتني الرغبة في الحفظ أكثر، لما للحظة من حلاوة وطلاوة، ما أجمل حين يتلذذ المرء ويعطر فمه ولسانه بالذكر وبحفظ كتاب الله، حيث يكسبه شعورا عظيما. وماذا عن والديك؟ غمرتهما فرحة كبيرة طبعا، وهم يرون فلذة كبدهم تتجه نحو مسار سليم. محرز عطية: حفظنا للقرآن يكسبنا مناعة تامة لإنجاز أكثر من عمل في آن واحد محرز عطية طالب بمسجد طارق ابن زياد بوادي قريش بالجزائر العاصمة سنه لا يتعدى ال 11 سنة، نسجت قصته مع كتاب الله منذ نعومة أظافره، وتعلق فؤاده البريء بنفحات الله تعالى رغم صغر سنه إلى أنه يفكر بمنطق الكبار من خلال تفكيره الذي يسعى لبناء وحدة الأمة الإسلامية. من هو الشخص الذي توجه بك إلى رحاب المسجد لحفظ القرآن؟ بطبيعة الحال أبي أعزه الله وأطال الله في عمره، الذي أنار لي طريق الحياة، حيث كان يصطحبني معه لحضور حلقات الذكر، ومن ثم تعلق قلبي بالمسجد، وكانت لي رغبة ملحة لأن أحفظ كتاب الله. بماذا تنصح أقرانك اتجاه كتاب الله ؟ يجب أن لا نهجر القرآن، لأنه يأتي يوم القيامة شفيعا، وليعلم المرء أن قراءة القرآن واجب يفرضه الوازع الديني، علينا أن نقصر في ديننا حتى لا نندم حيث لا ينفع الندم. ما هو شعورك وأنت تحفظ القرآن؟ أشعر براحة نفسية جد عظيمة، ويجعل الفؤاد يسبح في ملكوت الرحمن، وستكون فرحتي أكبر عندما أختمه بعون الله تعالى حفظا وترتيلا. هل لمحيطك الاجتماعي دور في حفظك للقرآن ؟ طبعا، للأسرة دور فعال ومؤثر على الأبناء، شخصيا تلقيت الدعم من أسرتي، فكلما حفظت حزبا أشعر بفرحة تغمر قلب أمي وأبي وكل أفراد عائلتي، وهذا ما يدفعني ويعطيني الرغبة ويبعث في نفسي الغبطة حتى أختم أيات الرحمن. ماهي أمنية محرز ؟ أحلم أن أحقق رغبتي المتمثلة في أن أصبح إماما، حتى أساهم في بناء أواصر الأمة، وأجتهد لتأسيس قواعد سليمة لإنتاج فكر مبني على ضوابط محكمة لاستشراف مستقبل البشرية. وهل واجهت عائقا خلال حفظك للقرآن ؟ أبدا على الإطلاق، كنت أنظم وقتي بين الذهاب إلى المسجد وإنجاز فروضي المدرسية، إن قارئ القرآن يكسبه الله مناعة تامة التي تمده بالقوة كي يواصل في جميع الأعمال التي يقوم بها صاحبه. كم عدد الأحزاب التي حفظتها ؟ 13 حزبا حفظتها حتى الآن، وأرغب أن أختم كتاب الله، في أقرب الآجال.