اكد، أمس، الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي "الأرندي" صديق شهاب، أن "التحصيل الضريبي بات ضرورة حتمية للبلاد لمواجهة العجز المالي الذي نتج عنه تراجع أسعار البترول"، مضيفا أن "مداخيل البلاد تراجعت بنحو 50 بالمائة، مما يستوجب انتهاج سياسة اقتصادية جديدة ومسايرة المرحلة القادمة". وأشاد شهاب صديق في تصريح ل"الحوار " على هامش مناقشة مشروع تعديل قانون الحالة المدنية بالبرلمان، بقرار الدولة في التوجه نحو الاقتصاد المتنوع سعيا إلى الخروج من تبعية وإيرادات المحروقات، مؤكدا انه "حان الوقت لوجود اقتصاد متنوع وجب تجسيده عن طريق الاستثمار"، ملحا على "ضرورة المواصلة في هذه السياسة الاقتصادية في مجال الصناعي السيارات والصناعات الأخرى".
ذات المتحدث أكد أن المرحلة التي يمر بها الاقتصاد الجزائري تتوجب الحذر واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة كخطط بديلة عن الاستدانة الخارجية بدفع ودعم الاستثمار الاقتصادي المحلي.
كما نفى شهاب صديق "وجود اية صراعات بين الامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي احمد اويحيى والحكومة من خلال التصريحات التي يطلقها خلال زيارته لمختلف الولايات حول الأزمة الاقتصادية وبعض الامور التي تهم الشأن العام الداخلي"، مؤكدا انها "امور عادية ولا توجد هناك اية مشاكل او صراعات داخلية" وفي سؤال له حول ما قيل حول وجود صراعات داخلية في "الارندي" فند صديق شهاب ما يتعرض له الحزب من انشقاقات وصراعات عبر الوطن، مؤكدا أن "هناك بعض الأطراف تعمل على زعزعة استقرار الحزب من خلال تضخيم بعض الأمور"، قائلا انه "توجد منافسة بين المناضلين التي تأتي تحضيرا للانتخابات التشريعية القادمة، وأن الأمور تسير بطريقة عادية"، مؤكدا أن "الأرندي" بخير، مفندا كل "الشائعات التي تؤكد أن الحزب قد تأثر بالحملة التي قادتها وجوه في الحزب ضد أمينه العام"، مضيفا أن "الحزب قد تعدى هذه المرحلة عبر الحوار بين كل الأطراف دون تجاوز حدود الممارسة السياسية".
وفيما يتعلق بمنحة النائب التي تقدر بحوالي 260 مليون سنتيم، قال شهاب صديق ان "طبيعة الوضع الحالي التي تمر به البلاد الذي يتماشى والأزمة الاقتصادية يقتضي التغاضي عن هذه المنحة التي اسالت الكثير من الحبر"، معتبرا ان "الأرندي" يساير المرحلة المقبلة التي تدعم ترشيد النفقات، وكل اجراء جديد يصب في اطار بناء الاقتصاد الوطني سنقف الى جانبه"، مشيرا إلى أن "هذا النوع من المنح لا يتوافق والوقت الراهن الذي تعاني فيه الدولة والخزينة عجزا ماليا واقتصاديا"، مضيفا أن "الأرندي" باعتباره شريكا في السلطة يرفض إقرار منح نهاية الخدمة للكوادر وإطارات الدولة السامين، خاصة في الوقت الراهن الذي تتجه فيه الدولة إلى الاستدانة من الخارج، والتي صرح أويحيى في وقت سابق برفضها تماما لتفادي ما حدث للعديد من الدول العربية والأوروبية التي اتخذت من الاستدانة الخارجية سبيلا للخروج من ضائقتها المالية والاقتصادية على غرار مصر واليونان وإسبانيا. وفي سؤال آخر حول برنامج التجمع الوطني الديمقراطي، والمتعلق بالتشريعيات المقبلة، قال شهاب صديق ان الأمين العام ل "الارندي" احمد اويحيى سيعقد بداية من الجمعة الى السبت لقاء موسعا للمجلس الولائي بالمسيلة وبوسعادة وبسكرة وباتنة وفق جولته "الماراطونية" واستراتيجية دقيقة سطرها "الارندي" في وقت سابق، وذلك للقاء إطارات الحزب في الولايات.
وتأتي هذه الزيارات التي ستستمر خلال الأشهر القادمة من أجل تقديم التوجيهات اللازمة في هذا الإطار، والاطلاع على سير مختلف هياكل التجمع، وذلك تحضيرا للتشريعيات المقبلة حيث انه سيعمل على توعية وتجنيد وحث مناضلات ومناضلي وإطارات مختلف المحافظات التي ستحضر الملتقى الذي سينظمه الحزب من أجل التحضير الجيد للاستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها التشريعيات، والتي يعول "الارندي" فيها على الفوز بأكبر عدد من المقاعد الممكنة على المستوى الوطني، مؤكدا أن احمد اويحيى سيعمل على تجنيد مناضليه من أجل خوض غمار التشريعيات والظفر بأكبر حصة من المقاعد على مستوى كل ولايات الوطن، وكذا بسط سيطرته بأكثر انتشار في ظل فتحه لأبواب الانخراط في الحزب من الشباب والنساء والإطارات والكفاءات التي تزخر بها كل ولايات الوطن.
هذا ومن المنتظر أن يخوض اويحيى في العديد من المواضيع الراهنة التي يعيشها البلد الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية، كما سيحرص الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي على "تقديم تعليمات من أجل فتح الباب واسعا أمام كل الكفاءات والإطارات، خصوصا الشباب منهم والنساء من أجل تدعيم الحزب، خصوصا على مستوى القواعد التي يسعى خلالها لتشكيل قوة من أجل خوض غمار الانتخابات التشريعية القادمة التي يريد اويحيى الفوز بأغلبية ساحقة"، وأضاف صديق شهاب أن "النشاطات الولائية التي يقوم بها الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي جاءت عقب اللقاءات التقييمية الأخيرة التي نشطها في إطار النشاطات التكوينية التي أطلقها الحزب لفائدة الشباب والمرأة من أجل تحديد أولويات الحزب في هذه المرحلة، وكذا توجيه التعليمات اللازمة للمناضلين حول كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة. مناس جمال