عندما تطالعنا الصحف اليومية بإحصائيات رسمية تقول: بأنه قد سجلت أكثر من ثلاثة آلاف حالة مرض داء البوحمرون، وأنه قد مسّ حوالي ثلاثة عشر ولاية، ستة من المواطنين قد توفوا بسببه، أشعر بالخوف والارتباك، وأبدأ بطرح العديد من الأسئلة على رأسها: إلى أين نحن ذاهبون؟!. كان من المفترض أن لا حديث عن هذا الداء، وعن أشياء أخرى كثيرة في هذا الزمن في القرن الواحد والعشرين، بعد أزيد من نصف قرن من الاستقلال، بعد بناء المئات من الجامعات، وتكوين الآلاف من طلبة الطب في كل التخصصات، بعد كل هذا الوعي المنتشر والنشاط الكثيف والعدد المعتبر من جمعيات المجتمع المدني!!. لكن عندما نمعن النظر وندقق جيدا، نحلل أوضاعنا بكل صدق ومصداقية، نجد بأن جلّ ما نعيشه من مشاكل، من تخلف وتدهور في العديد من القطاعات. عندما نريد أن نبحث عن سبب ظهور البوحمرون المرضي، لوجدنا بكل سهولة وبساطة بأن السبب الرئيسي هو "البوحمرون السياسي". يا قومنا، وَيَا أهلنا في الجزائر، يا أيها المسؤولون، لتكن قلوبكم على قلب رجل واحد، محب للوطن، عاشق له، متفانيا في خدمته، ارفعوا من هم أهل للمسؤولية لمناصبهم الحقيقية، افتحوا اللعبة السياسية حتى نصل إلى منتَخَبين يمثلون حقيقة الشعب، حاربوا دون هوادة ولا رحمة الفساد بكل أنواعه، أعطوا الفرص للشباب من أجل العمل والإبداع، خططوا لمستقبلكم، وسوف ترون كيف في بضع سنوات سنتجاوز وننتصر على كل التحديات، اقضوا إذن على "البوحمرون السياسي" وستنتهي معه كل "البوحمرونات" الأخرى. رياض بن وادن