إن حادثة سقوط الطائرة العسكرية البارحة وما خلفته من قتلى نحسبهم عند الله من الشهداء، وتفاعل الشعب الجزائري برمته، مَن هم في الداخل والخارج، دليل قطعي على حب الشعب والتفافه حول المؤسسة العسكرية، ودليل على أن كل جندي فيها هو ابن الشعب، ابن هذا الوطن. إنها حادثة مأساوية، لا يسعني إلاّ أن أتقدم بخالص التعازي إلى كل الشعب الجزائري أولا، لأن هؤلاء الجنود الذين قضوا نحبهم، هم أبناء هذا الشعب، ثم تعازي الخالصة إلى أهاليهم، نسأل الله أن ينزل عليهم رحماته وعطفه، أن يرفق بهم، وأن يرزقهم الصبر والسلوان. قلبي وروحي، كل مشاعري مع الجزائر، في السراء والضراء، أتمنى أن نتجاوز الإخفاقات والأحزان، رغم أنهما من طبيعة الحياة، وأن ننتقل إلى النجاح والأفراح، أن تدمع عيوننا فرحا بعد كل إنجاز يطورنا ويقدمنا إلى الأمام. الجزائر أمانة في أعناقنا، كما كانت أمانة في أعناق من جاهدوا من قبل من أجل تحريرها، وكما كانت قبل سويعات أمانة يحملها هؤلاء الجنود، لابد أن نحافظ عليها، أن نسقيها بجهودنا الفكرية والجسدية، أن نتعاون جميعا لنجعلها مثل العروس كل العالم يرغب في رؤيتها والتمتع بمنظرها. إننا نستطيع، قناعة راسخة في وجداني وفِي عقلي منذ أمد بعيد، نستطيع أن نصنع من إخفاقاتنا نجاحات، ومن أحزاننا أفراح، فقط، أن نترفع عن الأنانية وحب النفس وعن كل خلق وممارسة تسيء وتعرقل التقدم والتطور. حزين جدا على كل من قضى نحبه البارحة َ من الجنود، أحسبهم شهداء عند الله، نسأل الله لهم الرحمة وجنات الخلد عند ربّ رحيم، كما أرجو من الله أن يعوض الشعب الجزائري في مصيبته هذه خيرا، أن يرفع عليها الأحزان، وأن يضعه على السكة الصحيحة، سكة التفوق والنجاح والأفراح. رحم الله شهداء الواجب، في كل مكان وفِي كل زمان.