سينعقد غدا الخميس المؤتمر السابع لحركة مجتمع السلم حمس، الذي أسال الكثير من الحبر لدى مختلف الأوساط الإعلامية وصنع جدلا واسعا امتدت آثاره حتى خارج الوطن، باعتباره أهم تحد تواجهه "حمس" منذ نشأتها، فبيت الشيخ نحناح الذي ما إن استوى قائما وتجاوز الهزات التي مرت عليه عقب الانقسام حتى ظهرت له إشكالية أكبر تهدد بنسف كل ما بني من قبل ويتعلق الأمر بمن يمتلك مفاتيح البيت ويقود دفة السفينة إلى التحديات القادمة. كل هذا لن يكون مفروشا بالورود في ظل صراع الأفكار الذي بات جليا للعيان، ولم يعد بإمكان "الحمساويين" غض النظر عنه، فالرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني الذي ظل يؤكد في كل مرة أن الخط السياسي الذي تسير عليه حركته لا يليق بها، وعليها الانتقال من اللعب مع "دوري الهواة" إلى دوري المحترفين حسب تعبيره، هذا الكلام الذي اعتبره الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري أمرا صحيا يساعد "حمس" على تقويم نفسها وتصحيح علتَها إن وجدت. وهو الجواب الذي اعتاد قوله لرجال الإعلام في كل مرة يسأل فيها عن خرجات سلفه في الرئاسة. حركة مجتمع السلم التي مكثت غير بعيدة عن السلطة طيلة عقدين من الزمن ثم اتجهت نحو المعارضة يحاول اليوم رئيسها السابق أبوجرة سلطاني إعادة توجيه أشرعتها للعودة من جديد إلى أحضان التحالف الرئاسي والتعاون مع الرفقاء السابقين في "الأفلان" و"الأرندي"، فيما يحبذ الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري البقاء في الخط الحالي مع ضرورة البحث عن التوافق السياسي مع كل الأحزاب والتشكيلات الموجودة في الساحة. فيما يجد العائد عبد المجيد مناصرة نفسه في التيار الوسط بين الرئيسين. وحسب تسريبات خاصة يجرى التحضير داخل دوائر الظل في الحركة لمرشح قوي ينتمي لتيار المشاركة داخل "الحركة" وذلك لسحب البساط من تحت قدمي عبد الرزاق مقري وتياره، ومن المرجح أن يتم الاتفاق على نعمان لعور كخصم منافس لرئيسه في موقعة المؤتمر، فيما لازالت معالم المرشحين تسودها الكثير من الضبابية، رغم أن مقري ظل يؤكد في كل مرة أن الباب مفتوح أمام جل قيادات الحركة من أجل اختيار التوقيت المناسب لإعلان نيتهم في الترشح حتى قبل أكثر من أشهر وذلك لاختيار فرقهم والقيام بجولة على كل المكاتب الولائية والفرعية وذلك لتنشيط حملة انتخابية خاصة قبل المؤتمر، إلا أن بعض القضايا التنظيمية كاختيار المندوبين وغير ذلك قد حالت دون تطبيق هذه الرؤية التي تم التطرق لها خلال مجلس شورى الحركة الأخير بعد أن انقضت الآجال المحددة للترشح. ووسط كل هذا الزخم من التجاذبات يسعى البعض داخل حركة السلم إلى إعادة رص الصفوف من جديد، وجعل المؤتمر عرسا ديمقراطيا، حيث نشر الوزير الأسبق عبد القادر سماري رسالة على صفحته الفيسبوكية يحث فيها مندوبي المؤتمر على تجسيد وحدة الصف ولمّ الشمل لأصحاب خط الوسطية والاعتدال وأبناء المنهج الواحد بما يضمن قوة البدائل والتمكين للمشروع الوطني الأصيل. وبين هذا وذاك يبقى مصير القيادة الجديدة للحركة مرهون اليوم بصوت المؤتمرين الذين سيقرون من سيكون رئيسهم المستقبلي. مولود صياد