العجيب أن بعض مسيري الحفلات يستغلون شهر رمضان من أجل إطلاق إعلانات فنية عن حفلات يومية بعد الإفطار حتى وقت السحور، والشيء المبهر أن هذه الحفلات تلقى معدل قبول من الشباب الجزائري بدرجة عالية لا توصف، لتبدأ بعد مائدة الإفطار بساعة أو ساعتين، ويبدأ الغناء والرقص وحتى المخدرات، بشعار العيش في رمضان، فكيف يقدم الشاب على هذه المفسدات التي ورغم أنها بعد الإفطار إلا أنها إعلان عن الانحراف الأخلاقي بسبب عدم احترام رمضان، رمضان الذي يبحث عنه المسلمون من أجل التقرب إلى الله، كونه شهر التوبة وشهر الغفران، بعض الناس يجعلون منه آفة اجتماعية خطيرة، ممكن تجلب الضرر الفردي أكثر من المجتمع بصفة كاملة، ولو نتكلم بطرف آخر واقعي، هل هذه الحفلات هي من عادات الشعب الجزائري المسلم الحر البليغ، أم أنها مجرد دسائس تعود عليها الشباب الجزائري، والله سبحانه تعالى يقول: [شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ] فهل ينفع السهر والغناء في رمضان، أعلم أن الغناء حرام على طول الدهر، لكن في رمضان الذي أنزل فيه القرآن وجعله الله هداية للمسلمين من أجل التقرب منه، فكيف نجعله في الجزائر فرصة للغناء والرقص والمرح، والله سبحانه تعالى يقول: [إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ]، كما أن نبينا الكريم قال: [الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ] فهل من يحضر السهرات مثل هذا النوع يشفع فيه القرآن.