إن العملية التي تم بموجبها توقيف حوالي سبع مائة كيلوغرام من الكوكايين في باخرة تحمل لحوما حمراء كانت مصدرة لنا نحن الجزائريين، هي بمثابة منع حدوث زلزال عظيم أو حريق مهول أو تسونامي جارف لولا لطف الله في هذا الشهر الكريم، ثم يقظة الشرفاء في مصالح الأمن وعلى رأسهم الجيش الوطني الشعبي لكنا من الهالكين، ولأتى على الأخضر واليابس في هذا الوطن. العملية برمتها لا يمكن وصفها إلاّ بجرم كان سيحدث ضد شعب كامل، ولو تحقق مراد فاعليها ومخططيها فهي لا تقل جرما عن استعمال أسلحة الدمار الشامل أو الغازات السامة في الحروب. إن المقصود بهذه العملية ليست الأموال التي ستجنى من ورائها، وإنما الوطن، حاضره ومستقبله، أطفاله وشبابه، العمود الفقري الذي يقوم عليه. إن المقصود هي عقولنا حتى لا يُبْقُوا لها باقية، فتنهار بعدها الأخلاق والأمن، وتنتشر الجريمة والعصابات الليلية والنهارية، والأسلحة غير الشرعية والقتل، فنصبح لا فرق بيننا وبين شعوب تلك المنطقة التي حُمّلت منها، والتي تعاني منذ عقود من جرائم جسيمة بسبب عصابات المخدرات. قلت: لولا لطف الله و يقظة الجيش الوطني لكنا من الهالكين، فالتوقيت كان توقيتا جهنميا، في شهر رمضان، حيث يقل التركيز عموما، وتتسيب الأمور على كافة الأصعدة والمستويات، حيث يصبح همنا الأكبر هو عدّ الساعات وانتظار موعد الإفطار، وكم من جرم وكم دفعنا من ثمن باهض على المستوى الأمني في تاريخنا القريب، فقد بسبب الغفلة واللامبالاة في هذا الشهر وخاصة عند موعد الإفطار. نتمنى أن تتعمق التحريات والبحوث للوصول إلى الفاعلين الحقيقيين، لمعرفة: من أرسل؟ ولمن أرسلت؟ وهل العملية من فعل بارونات معزولة أم أنها عملية بمشاركة دول تريد الهلاك للجزائر وتدمير شبابها؟. ثقتنا في مصالح الأمن عموما كبيرة، وخاصة الجيش الوطني الشعبي، فقد كان بالمرصاد وفِي الموعد كلما مرت الجزائر بمحنة، فهو حامي الديار، لكشف سر العملية وإظهار الحقيقة، أملنا فيه كبير، فشكرا للجيش الوطني ولكل مصالح الأمن. [email protected]