في ردود رسمية مغربية على قرار الجزائر المعلن عنه أمس من طرف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية رمطان لعمامرة ، تنصلت الرباط من مسؤوليتها في هذا القرار، وفي تناقض كبير أكدت أنه كان متوقعا ومتأسفا عليه . رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني ، اعتبر أن "عودة العلاقات إلى طبيعتها بين الجارين المغرب والجزائر هو قدر محتوم ضروري " ، مستدلا بالتحديات الكبرى التي يعيشها العالم اليوم ، ومرتكزا على دعوة الملك محمد السادس الجزائر الى الحوار .
بالمقابل ، نشرت الخارجية المغربية بيانا فور إعلان الجزائر عن قرارها بقطع العلاقات الدبلوماسية بداية من يوم أمس 24 اوت 2021 عبرت فيه عن "اسفها " لهذا القرار الذي وصفته "بغير المبرر والمتوقع" وقالت إن "المملكة ستعمل من اجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة" . ولا يخرج رد الفعل المغربي عن منطق الممارسات الدبلوماسية المسوّقة للمجتمع الدولي وشعبي البلدين ، والتي يحاول بها تغطية العداء الممنهج ضد الجزائر منذ عقود طويلة ، آخرها خرجة المندوب المغربي في الأممالمتحدة ودعوته الصريحة الى تقسيم الجزائر . وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية رمطان لعمامرة عدّد الأسباب –ليس جميعها – التي دفعت الجزائر إلى قرار قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب ، وهي عوامل ليست وليدة اليوم ولكنها تفاقمت بعدما أكدت تحقيقات أمنية وقوف المخزن وراء مخططات منظمتين إرهابيتين تعملان على ضرب استقرار الوطن وتشتيت شعبه . التاريخ اثبت وبكل موضوعية أن المملكة المغربية لم تتوقف يوما عن القيام بأعمال غير ودية واعمال عدائية ودنيئة ضد الجزائر ، وأن عداءها موثق بطبيعته الممنهجة والمبيتة منذ الحرب العدوانية المفتوحة في 1963 التي شنتها القوات المغربية على الجزائر الى قرار قطع العلاقات الفجائي في 1976 ، وعمل الأجهزة الإعلامية والأمنية المغربية على نشر معلومات مغرضة ضد الجزائر وأخطر منها قيام احد المفوضين للمملكة بانحراف خطير جدا وغير مسؤول من خلال التطرق إلى ما سماه "حق تقرير المصير لشعب القبائل الشجاع" ، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك دعم المغرب لمنظمة "ماك " الإرهابية . وتعتبر الجزائر أن المغرب تخلى بشكل كلي عن الالتزامات الأساسية التي تشكل القاعدة الأساسية والأرضية المرجعية التي تقوم عليهما عملية تطبيع العلاقات بين البلدين ، وجعلت من ترابها قاعدة خلفية ورأس حربة لتخطيط وتنظيم ودعم سلسلة من الاعتداءات الخطيرة والممنهجة ضد الجزائر والتي لا يمكنها أن تسمح باستهداف أمنها واستقرارها ووحدة شعبها تحت أي غطاء .