لأول مرة منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي في جانفي الماضي، حلق الطيران الحربي الإسرائيلي بشكل مكثف في أجواء قطاع غزة، غداة تقارير عن قيام مصر بإبلاغ حركة حماس تهديدات من حكومة نتانياهو باستئناف العدوان على القطاع ما لم تتوقف صورايخ المقاومة عن ضرب مواقع الاحتلال. وبالتزامن مع إعلان حركة حماس إعادة انتخاب خالد مشعل رئيسا لمكتبها السياسي وانضمام ثلاثة قياديين آخرين من قطاع غزة إلى هذا المكتب، حلقت طائرات حربية من نوع أف 16 على ارتفاعات متوسطة في أجواء مدينة غزة، مما أثار مخاوف المواطنين الفلسطينيين من أن يكون ذلك مقدمة لعدوان جديد، يأتي بعد التصعيد الاسرائيلى على قطاع غزة وتصريحات القادة الإسرائيليين بتصعيد العدوان ضد القطاع. وبخصوص انتخاب خالد مشعل صرح مصدر مسؤول بالحركة أنه ''على الرغم من الظروف الأمنية الصعبة المحيطة بالحركة، والتزاماً وحرصاً على ترسيخ المؤسسية والشورى في أعمالها، فقد أنجزت الحركة استحقاقاتها الانتخابية الداخلية لأطرها الشورية والقيادية، حيث تمّ تجديد انتخاب خالد مشعل رئيساً للمكتب السياسي، ولم يعلن البيان عن تاريخ إجراء الانتخابات في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، ولكنها قالت ''نتوقف في الوقت الراهن عن ذكر أسماء الإخوة أعضاء المكتب السياسي من الضفة الغربية، بسبب ظروفها الاستثنائية". وشنت طائرات الاحتلال الاسرائيلى سلسلة غارات استهدفت منطقة الأنفاق على الحدود بين مصر وقطاع غزة نجم عنها استشهاد مواطنين وإصابة خمسة آخرين بجروح مختلفة، في وقت ذكرت فيه مصادر عسكرية بأن جيش الاحتلال لن يبقي مكتوف الأيدي، وسيرد علي أي صاروخ أو قذائف هاون تطلق من غزة نحو إسرائيل . وفي هذا السياق قال القيادي في ''حماس'' صلاح البردويل إن إسرائيل تحاول جر الفصائل الفلسطينية إلى حرب جديدة من خلال تكثيف هجماتها على الأنفاق على الحدود الفلسطينية المصرية، وأضاف إن ''التصعيد الإسرائيلي تجاه الأنفاق على الحدود الفلسطينية المصرية ما هو إلا محاولة استدراج إلى حرب، من خلال محاولة جر الفصائل لردود على هذه الغارات ومن ثم استخدامها كذريعة لشن عدوان أوسع". يذكر ان إسرائيل كانت قد نفذت عملية عسكرية واسعة ضد القطاع في 28 ديسمبر ، بدعوى وقف الهجمات الصاروخية من غزة على إسرائيل، وقد أسفرت تلك المذبحة التي استمرت 22 يوما عن سقوط أكثر من 1350 شهيد وآلاف الجرحى ودمار واسع لم يقع إعماره بعد بسبب الفتنة القائمة بين حركتي ''فتح'' و''حماس'' المتنازعتين على السلطة. من جهة أخرى يبدأ المحققون الذين عينهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اجتماعات في جنيف قبيل توجههم في مهمة إلى إسرائيل وقطاع غزة، ولم يكشف إن كانت إسرائيل ستسمح للمحققين بدخول منطقة الحرب السابقة حيث أنها كانت رفضت التعاون مع مهمة سابقة للأمم المتحدة ترأسها القس ديزموند توتو. ويرأس اللجنة الجنوب افريقي ريتشارد جولدستن، وهو قاض ومدع عام سابق في محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة ورواندا. وكان رئيس مجلس حقوق الإنسان مارتن يهوجبيان أوهيومبي قال ان بعثة تقصي الحقائق ستكون مستقلة ومحايدة، وتصف إسرائيل المجلس بأنه منحاز ودأبت مرارا على رفض التعاون معه.