صنف التقرير الإقليمي لهجرة العمل العربية الصادر عن جامعة الدول العربية بدعم من صندوق الأممالمتحدة للسكان، الجزائر وتونس والمغرب في خانة الدول الأكثر إرسالا للأدمغة نحو الخارج، معتبرا في الوقت ذاته أن ظاهرة التنافس على جلب وتوظيف العقول والكفاءات في كافة أنحاء العالم أبرز تداعيات العولمة وأسواق العمل المعاصرة. وجاء في التقرير الذي عرض أول أمس خلال الاجتماع العربي الثاني لخبراء الهجرة الدولية وحمل عنوان ''هجرة الكفاءات .. نزيف أم فرص'' أن نسبة المهاجرين من أصحاب التعليم العالي من مجموع المهاجرين في العالم ارتفعت إلى ما يزيد عن 50 بالمائة فقط خلال السنوات الخمس الفاصلة بين 1995 و2000 ليصل عددهم إلى 7ر19 مليون مهاجر مقابل 4ر9 مليون مهاجر خلال الفترة ذاتها. وبين التقرير أن عدد هؤلاء المهاجرين قد ازدادت إلى الضعف بالنسبة للمقيمين في دول أوروبا، حيث زاد عددهم من 5ر2 مليون مهاجر إلى 9ر4 مليون مهاجر خلال عشرية التسعينيات، وأن فرنسا لوحدها بها ما يفوق 40 بالمائة من الكفاءات المهاجرة العربية المولد، مشيرا إلى أن نسبة الجامعيين من مجموع المهاجرين المقيمين بهذا البلد تنمو بأكثر من 60 بالمائة مقارنة بمثيلتها لدى السكان المحليين. وحرصت الوثيقة ذاتها على التوضيح أن دول الجزائر والمغرب وتونس تعد الدول الأكثر إرسالا لهذه النوعية من العمالة، حيث بلغت الكفاءات العربية المهاجرة من هذه البلدان حوالي نصف الكفاءات المولودة بالدول العربية والمقيمة بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وتصل نسبتهم إلى 74 بالمائة إذا أضيف إليهم اللبنانيون والمصريون. ولاحظ التقرير أن الدول العربية والنامية تتعرض لهجرة كثيفة للكفاءات المتخصصة أو العاملة في قطاعات تنموية حيوية كالصحة والتعليم، وهو ما يعد نزيفا للعقول يعيق أية جهود تنموية قائمة أو مستقبلية، وخسارة مركبة بدول المنشأ من حيث تكاليف إعدادها وأدوارها الممكنة المطلوبة في جهود التنمية ولغياب دورها في بناء الأجيال الجديدة من الكفاءات وتطوير المراكز والخدمات العلمية.