يعد النوم من الأمور التي يجب أن نضعها في اعتبارنا، خاصة أنه هام للغاية بالنسبة للصحة، الجمال، الحيوية، كما أنه يساعد على الشعور بالانتباه والراحة في اليوم التالي بدلاً من الشعور بالعصبية وعدم التركيز. وينصح الخبراء بأن أفضل شيء هو أن نستجيب لاحتياجات أجسامنا دون مبالغة، وينصحون بالنوم لمدة 7 إلى 9 ساعات كل ليلة، وقد أكد فريق من العلماء الأمريكيين أن حاجة الفرد للنوم مرتبطة بعدد من العوامل من بينها المنظومة الجينية له وأن المدة التي يحتاجها للنوم ربما كانت وراثية. وأوضحت الدراسة أن قلة ساعات النوم ليلاً في الدول الصناعية تتسبب في إحساس كثير من الأشخاص بحالة من الإرهاق المزمن، إلا أن هناك من الأشخاص من يكتفي بقسط قليل جداً من النوم ومع ذلك لا يشعر بالإرهاق مطلقاً. ومن أجل حل هذا اللغز قام فريق من العلماء الأمريكيين بقيادة العالم ''ينج هي'' من قسم الأمراض العصبية بجامعة كاليفورنيا بدراسة حالة شخصين ممن ينامون ساعات قليلة لمعرفة السر في ذلك، والشخصان اللذان أجريت عليهما الدراسة هما أم وابنتها لا تحتاج كل منهما، إلا إلى ست ساعات من النوم يومياً بينما يحتاج باقي أفراد أسرتهما وأقاربهما إلى ثمان ساعات من النوم يومياً. واكتشف العلماء أن هاتين السيدتين تختلفان عن بقية أفراد الأسرة في طبيعة التحولات التي تحدث في أحد الجينات الموجودة في جسميهما، مما يدل على أن العزوف عن النوم لساعات طويلة يمكن أن يكون مسألة وراثية. أكد باحثون أمريكيون أن نوم الذباب شبيه إلى حد كبير بنوم البشر، واستخدمت الدراسة ذباباً معدلاً جينياً من أجل التمكن من مراقبة نمو نقاط الاشتباك العصبية الجديدة، وهي النقاط التي تتواصل من خلالها خلايا الدماغ. وأشار الباحثون إلى أن النوم الذي يعرف أنه يساعد على الاحتفاظ بالذكريات لفترة أطول يريح الدماغ أيضاً ويفسح في المجال لتعلم أمور جديدة. وأوضح الباحثون أن علماء الأعصاب يعتقدون أن نشوء نقاط اشتباك عصبية جديدة هو أحد المفاتيح الأساسية التي تسمح للدماغ بترميز الذكريات ومراكمة المعلومات. وقد أكدت دراسة أمريكية حديثة أن الأشخاص الذين ينامون أقل من سبع ساعات يومياً أكثر عرضة ثلاث مرات للإصابة بالرشح من الذين ينامون ثماني ساعات أو أكثر. وأشار الباحثون إلى أن الأشخاص الذين ينامون سبع ساعات ليلاً أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين وهم أيضاً أطول عمراً، لكن الأطباء لا يملكون حتى الآن مؤشرات كافية لإثبات العلاقة بين قلة النوم وحساسية الرشح. وأكد الدكتور شيلدون كوهين الأستاذ في جامعة كارنيجي ميلون في بتسبرج ''بنسلفانيا، أنه كلما كان عدد ساعات نوم الشخص أقل كلما كان أكثر عرضة للإصابة بالرشح''. وأكدت دراسات أجرتها مجموعة من علماء أبحاث النوم في الولاياتالمتحدة أن قلة النوم تسبب البدانة والغباء والمرض، بل وتؤدي إلى انخفاض متوسطات الأعمار أيضاً. وانتقد يورجن تسولي الخبير من ''مركز أبحاث النوم'' في مدينة ريجنزبرج الألمانية، تقليل الألمان من أهمية النوم الصحي والسليم، مشيراً إلى تأثر الذاكرة بقلة النوم من خلال التجارب التي أجريت على بعض الأفراد والتى أثبتت أن النوم القليل مرتبط بالنسيان السريع. وأضاف الخبير أن هورمون لابتين المسؤول عن خمد الشهية أثناء النوم يجعل الجسم يتحمل الجوع والعطش خلال الليل فيما يتحرك هورمون ''جرلين'' المسؤول عن تنشيط الشهية في حال انقطاع النوم، مما يؤدي بسهولة للبدانة. وعلي صعيد متصل ، أفادت دراسة حديثة أن عدم كفاية النوم يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية مثل، الكآبة وزيادة الوزن، كما يؤثر على جهاز المناعة. ومن خلال الدراسة التي أعدتها مؤسسة النوم الوطنية في أمريكا، اتضح أن 74 من سكان العالم يعانون من صعوبات في النوم خلال مرحلة ما من حياتهم ويمكن أن يكون السبب الرئيسي للمشكلة هو أسلوب العيش المتبع يومياً. وأشارت الدراسة إلى أن القلق والأرق الليلي قد يؤدي إلى قلة الأنتباه وعدم التركيز وضعف الذاكرة، كما أنه يؤثر سلباً على الناحية الأجتماعية.