تسبب انقلاب شاحنة من النوع الثقيل كانت تحمل 40 طنا من القمح الموجه إلى الجزائر كانت تسير بمحاذاة الطريق على الشريط البحري بمنطقة أومبالم الإسبانية في تسرب كمية القمح الكبيرة في مياه البحر وعلى الطريق الذي كانت تسير فيه الشاحنة. وحسب ما أفادت به التحقيقات الأولية التي أوردتها مصادر إعلامية إسبانية أمس فإن سبب انقلاب الشاحنة يعود إلى إصابة السائق بإغماء أثناء القيادة مما تسبب في انقلاب الشاحنة. وقامت الشرطة الإسبانية بعدها بتطويق المنطقة درءا لعدم استغلال الموقف من قبل المواطنين الذين هموا مباشرة بعد الحادث بجمع تلك الكميات الهائلة من القمح، وقد منعت الشرطة سكان المنطقة من الاقتراب من الموقع بسبب السقوط الكثيف وحدة قلب البحر. وقد غص مكان الحادث بالمواطنين قدموا على متن الدراجات ومشيا على الأقدام وقد تسلحوا بأكياس كبيرة بغرض جمع القمح واستغلاله في أمور أخرى خاصة، وتعرضه للتلف غداة تبلله بالماء جعله غذاء للدواجن. وتأتي هذه الحادثة في وقت توفر فيه اسبانيا كميات من القمح تصدرها إلى الجزائر لتغطية متطلباتها من المادة الأساسية، في وقت تستورد فيه الجزائر ما يقارب الثلاثة ملايين طن من القمح سنويا بقيمة نصف مليار دولار أمريكي وفقا لما يعلنه المركز الجزائري للإحصائيات. ويقول المركز سالف الذكر إن الجزائر تعد من أكبر مستوردي هذه المادة على المستوى الإفريقي، مشيرا إلى أن القمح اللين والصلب يشكل أكبر نسبة من واردات الجزائر من المواد الغذائية خاصة وأن نصف واردات الجزائر من القمح تأتي من فرنسا تليها الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد توقفها الاستيراد من كل من البرازيل والشيلي وإيطاليا. وتشكل الحبوب وعلى الخصوص القمح بنوعيه اللين والصلب أكبر نسبة من الواردات الجزائرية من المواد الغذائية، حيث تصنف الجزائر ضمن أكبر الدول المستوردة لهذه المادة على المستوى الإفريقي ومن الخمسة الأوائل عالميا باستيراد ما نسبته 5 بالمائة من الإنتاج العالمي، أي أكثر من 5 ملايين طن في السنة. وتسعى الدولة من خلال مخطط التنمية الفلاحية الجديد إلى رفع المردودية بالتركيز على تحسين وتطوير نوعية البذور وتكثيف الإنتاج على حساب تقليص المساحات المزروعة التي تم إبقاؤها في حدود 3 ملايير و200 مليون هكتار.