اختارت بعض الفتيات مد يد العون ومساعدة الجمعيات والبلديات على إعداد أطباق موائد الرحمة من خلال العمل التطوعي في شهر رمضان رغم حرص أغلب الفتيات على قضاء شهر الصيام رفقة عائلاتهن إلا أن فئة أخرى اختارت قضاء هذا الشهر في خدمة الصائمين. تنتهز الكثير من الفتيات فرصة قدوم شهر رمضان الكريم للتقرب من الله بالإكثار من عمل الخير ومساعدة المحتاجين وتعتبر مطاعم الرحمة مكانا مفضلا تقصده الكثير من الفتيات كمتطوعات للمساعدة في إعداد فطور الصائمين حيث يقمن بتسجيل أنفسهن قبل بداية الشهر الكريم على مستوى البلديات أو الجمعيات كمتطوعات لخدمة الصائمين من المحتاجين وعابري السبيل. مطعم الرحمة عائلتي الكبيرة تنتشر عبر مختلف بلديات العاصمة مطاعم للرحمة فتحت أبوابها مع اليوم الأول لشهر رمضان الكريم تكفل بفتحها للصائمين البلديات والجمعيات والهلال الأحمر الجزائري وبعض البنوك مثل بنك الوطنية وغيرها ويعتمد عملها كليا في إعداد الأكل على متطوعين اختاروا ملازمة الفقراء في هذا الشهر ومد يد العون لهم ومن بين المتطوعين فتيات شاركن الهلال الأحمر الجزائري وبعض الجمعيات الناشطة في مجال العمل الخيري عملهم التطوعي حتى وان كان عملهن يجبرهن على ترك منازلهن خلال هذا الشهر الكريم الذي يفضل اغلب الجزائريين قضاءه رفقة أسرهم ومن بين المتطوعات الآنسة ''خديجة ''من'' الرويسو'' التي وجدناها منهمكة في عملها في إحدى مطاعم الرحمة التابعة لبلدية الجزائر الوسطى تقول خديجة انها تواظب على المشاركة في إعداد إفطار الصائمين منذ أربع سنوات ففي السنة الاولى كان الفضول وحب التجريب والاكتشاف هو الذي دفعني الى التطوع للطبخ في مطاعم الراحة رفقة صديقتي التي اعتادت مساعدة شقيقها في إعداد موائد الإفطار فعرضت عليا الفكرة التي وجدتها صعبة في البداية خاصة وأنها ستحرمني من مشاركة عائلتي مائدة الإفطار لكن صديقتي استطاعت إقناعي بذلك وبعد مدة وجدت أن المتطوعين في مطعم الرحمة الى جانب المحتاجين أصبحوا أيضا عائلتي الثانية وهو ما جعلني أشارك كل عام في إعداد موائد الإفطار. العمل التطوعي لا ينسينا عائلاتنا لا تختلف الكثيرون حول دور المتطوعات الريادي في تجهيز موائد الرحمة خاصة وان النساء اثبتن أنهن قادرات على مشاركة الرجال في العمل الخيري وقبل سنوات كان العمل داخل هذه المطاعم مقتصرا على الرجال فقط اما الان فتواجد النساء في العمل التطوعي بات منتشرا بشكل كثير وفي هذا الخصوص تؤكد السدة فضيلة من الجزائر العاصمة ان العمل التطوعي للمرأة خلال شهر رمضان بدأ في الانتشار رغم انه كان منحصرا على فئة الرجال فقط بحكم طبيعة المجتمع الذي يرفض تواجد المرأة خارج البيت في شهر رمضان وتؤكد أنها تعمل في مطاعم الرحمة منذ سنوات برفقة زوجها وشقيقيها اما إفطار المنزل فتقوم بإعداده بناتها حيث تقوم بتحضير الطعام للمحتاجين وتغادر المطعم قبل دقائق من وقت أذان المغرب لتلتحق بالبيت وتشارك أبناءها وعائلتها الإفطار وتؤكد أن العمل داخل هذه المطاعم لا يمنعنا من مشاركة أسرنا الإفطار خاصة وان وقت صلاة الإفطار تأخر هذه السنة الى غاية السابعة والنصف وهو ما يمنحنا الوقت الكافي لإعداد موائد الرحمة والتوجه الى بيوتنا للإفطار ويبقى توزيع الوجبات من اختصاص بعض الشباب الذين يشاركون المحتاجين الإفطار.