مثل أمس النائب الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز أمام محكمة أمستردام، والذي عرف عالميا بعد إنتاجه فيلم «فتنة» المناهض للإسلام، لمحاكمته بتهمة إهانة المسلمين والتحريض على كراهية أتباع الإسلام. واتهم الادعاء العام فيلدرز مؤسس ورئيس «حزب الحرية» اليميني، بإهانة المسلمين بصفتهم فئة من الشعب الهولندي وتكدير الصفو العام. وفي حال إدانته يواجه السياسي، الذي يحظى بشهرة في قطاعات عريضة بين الشعب الهولندي، عقوبة السجن لمدة 16 شهرا كحد أقصى وغرامة تصل إلى عشرة آلاف يورو. من جهته نفى فيلدرز الاتهامات الموجهة إليه، وأوضح أنه يستخدم حقه الأساسي في حرية التعبير عن الرأي. وكان فيلدرز قد اتهم في تصريحات سابقة القضاء الهولندي بأنه يجري «محاكمة استعراضية سياسية» ضده. وتستند الدعوى إلى خطب ومقابلات لفيلدرز، إضافة إلى الفيلم القصير «فتنة» الذي أنتجه ونشره على الإنترنت عام 2008 الذي تحامل فيه على الإسلام والقرآن الكريم، معتبراً الدين الحنيف ''فاشياً'' ورابطا الإسلام بالإرهاب، العرض الذي صاحبته عاصفة من الاحتجاج في بعض البلدان الإسلامية الذين اعتبروا الفيلم معاديا للإسلام وردود فعل واسعة النطاق عربياً وإسلاميا ودولياً، إذ أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التشهير بالأديان وانتقد عرض فيلدرز لفيلمه المسيء للإسلام وللقرآن، وتحامل المجلس على ''الأفكار المسبقة المقصودة التي تستهدف الأديان والشخصيات المقدسة في وسائل الإعلام''. وقالت وزيرة الاندماج إيلا فوغيلار إن الفيلم يمكن أن يزيد من مخاوف الناس من الراديكالية الإسلامية. وأضافت أن النصف الأول من الفيلم احتوى''على أشياء صادمة''. وتزامن إقدام فيلدرز على نشر فيلمه بمطالبته المستمرة بإيقاف ما أسماه ب ''أسلمة هولندا'' والدفاع عن الحريات في الغرب، مدعياُ أن الإسلام يسعى للسيطرة على كل شيء وتدمير الحضارة الغربية، ومقارناُ الإسلام بالفاشية ومطالباً بمنع القرآن الكريم في هولندا . في وقت رفضت فيه محطات فضائية وتلفزيونية أرضية في هولندا التورط في عرضه، كما رفض رئيس الوزراء الهولندي ''رؤيا'' فيلدرز بشأن الدين الحنيف وقال إن ''الفيلم يخلط الإسلام والإرهاب ونرفض هذا التفسير''. وتضمن الفيلم صورا لهجمات إرهابية دموية مدمج معها آيات من القرآن تدور حول القتال، وذلك بهدف وصف الإسلام بأنه أيديولوجية إرهاب دموية.