احتضنت دار الثقافة ''مولود معمري'' بتيزي وزو، اول امس، تظاهرة تكريمية لأحد أعمدة الأغنية الشعبية الجزائرية وهو المطرب بوجمعة العنقيس. ويدخل هذا التكريم الذي تتواصل فعالياته على مدار ثلاثة أيام في إطار تقاليد دار الثقافة لتيزي وزو الرامية إلى تكريم الفنانين الجزائريين خلال حياتهم. وتميز اليوم الأول من هذه التظاهرة بإقامة معرض للصور وبعض الأغراض الشخصية ولاسيما الآلات الموسيقية المستعملة من طرف المطرب بوجمعة العنقيس، إلى جانب معرض لعديد الكتب التي تناولت حياة وأعمال فنانين جزائريين بادرت بتنظيمه عدد من دور النشر الوطنية. كما احتضنت دار الثقافة بنفس المناسبة معرضا لبيع أشرطة سمعية بصرية تحت شعار ''خاص بالشعبي ديالنا''، في الوقت الذي أبى طلبة المدرسة الجهوية للفنون الجميلة لعزازقة إلا أن يساهموا بطريقتهم الخاصة في هذه التظاهرة من خلال إنجاز صورة فنية لصاحب الأغنية الخالدة ''آه يا أنتيه آه يا أنت''. إلى جانب تقديم عروض دون انقطاع لحفلات أحياها بوجمعة العنقيس، على أن تختتم يوم السبت المقبل بتنظيم حفل فني كبير تنشطه مجموعة كبيرة من مطربي الأغنية الشعبية أمثال مختار وعبد الحكيم العنقيس وعبد القادر شرشام وشريف دوزان وهادي تافري وغيرهم. وقد ولد المطرب بوجمعة العنقيس واسمه الحقيقي محمد في 17 جوان 1927 بالجزائر العاصمة، وتنحدر عائلته من منطقة أزفون الساحلية بتيزي وزو التي تعتبر موطنا لعدد كبير من الفنانين الكبار على غرار محمد ايقربوشان والحاج محمد العنقى وأمحمد إسياخام. وكلمة العنقيس هي اسم مصغر ل''العنقى'' ويذكر باسم الحاج العنقى الأستاذ الكبير الذي حاول ''العندليب الصغير'' تقليده منذ نعومة أظافره ويردد أغانيه مستعينا بالمندولين ثم القيثارة. كما استلهم بوجمعة العنقيس فنه أيضا من فنانين كبار آخرين على غرار الشيخ سعيد المداح قبل أن يؤدي أول أغنية له أمام الجمهور تحمل عنوان ''على الرسول الهادي صلي يا عشيق'' وكان ذلك العام 1942 بمناسبة حفل زفاف. وفي العام 1945 انضم إلى فرقة موسيقية كانت تضم آنذاك اسمين كبيرين للأغنية الشعبية، ألا وهما الحاج العنقى والحاج مريزق ليبدأ مشواره ضمن هذه الجمعية بقصائد المديح.