أكد مختص سوري في علم الزلازل معاوية برزانجي أمس أن القيام بتقييم أخطار الزلازل بشمال إفريقيا يعد ''إشكالية'' باعتبار أن التصدع الموجود على مستوى منطقة شمال إفريقيا ''غير واضح وجلي. وصرح نفس المتحدث على هامش الندوة الدولية حول الزلازل و التسونامي التي تجري أشغالها ببواسماعيل (تيبازة) منذ ال15 ماي أن ''الأمر الذي يطرح حاليا أمام المختصين في علم الزلازل بالنسبة لشمال إفريقيا هو أن التصدع غير جلي كما هو الشأن بالنسبة لباقي مناطق المعمورة مما يصعب من وضع تقييم علمي لأخطار الزلازل بهذه المنطقة من العالم''. وأضاف مدير معهد الدراسات القارية و رئيس قسم الأرض و العلوم الجوية بالجامعة الأمريكية ''كورنال'' أن على عكس كثير من البلدان كسوريا و لبنان و تركيا فان التصدع بشمال إفريقيا ''غير واضح و جلي'' على سطح الأرض مما يصعب من أمر تقييم الأخطار التي قد تنجم عن الزلازل بهذه المنطقة. وأشار المحدث إلى أن الطوبوغرافيا التي تميز المنطقة متمثلة أساسا في تواجد سلسلة جبلية ''تحجب الرؤية عن التصدع'' مبرزا أهمية الورشة التي تحتضنها بواسماعيل والتي ركزت أشغالها على مسألة الصفيحة البنيوية لمنطقة شمال إفريقيا في ظل ''النقص الفادح'' في المعطيات الذي يجب تداركه ''في أقرب الآجال. ولدى تطرقه لأهمية انجاز خريطة للمنطقة تكون مرفوقة ببنك لمعلومات علمية أشار المحدث إلى ''غياب التنسيق بين الباحثين و السلطات المحلية المكلفين بتسيير المدن الأمر الذي ينجم عنه خسائر بشرية و مادية تسجل عقب كل زلزال حيث يسجل تحطم و انهيارات لبنايات عمومية كالمدارس و المستشفيات التي من المفروض أن تخضع للمعايير المضادة للزلازل''. وتشكل مسألة زرع ''ثقافة زلزالية'' و معرفة كيفية التعامل مع ظاهرة الزلازل عند المواطنين انشغالا ''استعجاليا'' بالنسبة لهذا المختص السوري الذي أشار الى أن الملايين من المواطنين ماتوا خلال العشرية الأخيرة جراء الزلازل في الوقت الذي يمكن تفادي هذه الخسائر البشرية من خلال بعث ثقافة و تربية لمواجهة الظاهرة من طرف السلطات المحلية.