استمتع جمهور ركح المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، أول أمس، بالعرض المسرحي الأول المبرمج في إطار العروض المتنافسة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته الخامسة للمخرج محمد فريمهدي بعنوان ''الدقائق 20 '' التابع لتعاونية الشروق لولاية معسكر. حاج الهواري شيخاوي، يوسيف سحيري، بلعربي فاطمة، ميباني محمد، عبدال حكيم ومختار الحسين هم شخصيات شابة نسجت خيوط العرض، يحملون بداخلهم طاقات إبداعية كامنة تفجرت على ركح المسرح ليصنعوا الفرجة، مثبتين بذلك قدراتهم الفنية من خلال قوة التناسق والتناغم التي تميز بها أعضاء الفرقة والتي رسمت للحضور لوحة فنية متميزة، وسط ديكور يتلاءم مع أحداث القصة التي عالجها المخرج فريمهدي والتي تروي قصة شاب وسيم بهي الطلعة ينتهج كل المسالك من أجل أن يبقى وجهه مشرقا حتى ولوكان ذلك على حساب التخلي عن مبادئه يساعده في ذلك اللورد هنري، الذي يحاول أن يجعله شخصاَ قويا. مقومات الجمال الظاهرة مع ملامح البراءة والوداعة والطيبة لدريان هي محل انبهار وإعجاب صديقه الرسام باسلي، الباحث عن تخليد هذا الجمال على ورق لا يفنى، لكن اللورد هنري يعكس كل هذا، فاللوحة الفنية تشيخ بدل وجه دوريان... طرح موضوع العرض فكرة فلسفية بعيدة الأفق، وأنت تستقرئ الأشياء ما بين الأسطر يجعلك تطرح عدة تساءلات فلسفية معقدة تبعا للظاهرة الإنسانية إذ ماذا يبقى لنا لو نحقق الخلود... ماذا لو نلقي حقائب ذنوبنا على أبرياء؟ فالباحث عن الخلود دوريان، الشخصية الرئيسية، يتصفح كتاب المجهول صفحة تلو الأخرى دون الالتزام بأي ناموس من نواميس الكون.. لا مبارد-سيبيل وباسيلي كلها شخصيات تتصارع فيما بينها في دوامة اللورد هنري. للإشارة فقد أوكلت مهمة السينوغرافيا في هذا العرض لعبد الحليم رحموني، الشاب الموهوب، أما الإبداع الموسيقي فقد قام به عمينوس، أما الفريق التقني فيتكون من حمو مرزوق في تقنية الصوت، وبعطش نورالدين في تقنية الإضاءة أما ماشينيست فمن إبداع جلول بن حليمة وبلقاسم صفيان.