يعيش سكان قرية أولاد عربي بالميلية بين مطرقة تهميش السلطات بالنظر للنقائص العديدة المطروحة في الجانب التنموي، إذ جعلت المنطقة تقبع اجتماعيا في الحضيض الأسفل من التخلف، وسندان موقعها الغابي الذي حول حياة المواطنين إلى جحيم في ظل الفزع الذي أمست تزرعه حيوانات مفترسة في نفوسهم. كشف رئيس جمعية المركز الريفي لأولاد عربي عن حجم معاناة سكان هذه المنطقة الريفية وفي مقدمتها حرمانهم من السكن الريفي. حيث لم يستفد منه إلا مواطن واحد رغم أن عدد سكان أولاد عربي يقارب 6000 نسمة، كما يعاني المواطنون من غياب تام للمشاريع ذات الصلة بالتهيئة، إذ لا وجود لشبكة الصرف الصحي بأولاد عربي التي تحولت إلى برك ومستنقعات للمياه النتنة بفعل تسربها للمحيط من مختلف البيوت، ما نجم عن ذلك تعفنه وانتشار الروائح الكريهة في كل زواياه، وفي ذات الوجهة تشكو قنوات الماء الشروب قدمها واهترائها، إذ صارت أكثر من أي وقت مضى في حاجة للتجديد لضمان حسن استغلال المياه وعدم تبذيرها، وللقضاء على الشكوك التي تحوم حول تسببها في تحول لون المياه رغم تطمينات مصالح النظافة بالبلدية للسكان. من جانب آخر أوضح مصدرنا بأن مواطنا من القرية قد استولى على محور الطريق المؤدي إلى بعض المرافق الهامة على غرار الفرع البلدي والمسجد وقاعة العلاج، ورغم شكاوي المواطنين الموجهة للسلطات المحلية إلا أن الوضع يظل قائما حتى اليوم، معاناة السكان تتصل أيضا على حد قول ذات المصدر بتعرضهم لمخاطر مختلف الحيوانات المفترسة ليلا من خنازير وذئاب، حيث لا يمتلك السكان الوسائل الضرورية للتخلص منها ومما زاد في تفاقم هذا الخطر هو الغياب التام للإنارة العمومية وضيق المسالك التي تربط بين مختلف جهات القرية، أما بخصوص قطاع التعليم بأولاد عربي فحدث ولا حرج، إذ مل تلاميذ المتوسط والثانوي من التنقل اليومي لمزاولة الدراسة في مؤسسات مدينة الميلية، وفي هذا السياق يأمل أولياء التلاميذ في برمجة مشروع إنجاز متوسطة لاستقبال تلاميذ المدارس الابتدائية المتواجدة بالمنطقة، فيما يطالب السكان بصورة عامة من السلطات المعنية الإسراع في تشغيل الفرع البلدي ودعمه بالمرافق الضرورية لأجل ترقية حياتهم الاجتماعية، وللحد من زحفهم اليومي لمدينة الميلية قصد الاستفادة من أتفه الخدمات.